* إن من ينظر إلى الدنيا بعين بصيرة أيقن أن نعيمها ابتلاء وحياتها عناء وعيشتها نكد وصفوها كدر وأهلها منها على وجل، إما بنعمة زائلة أو بلية نازلة أو منية قاضية، مسكين ابن آدم رضي بدار حلالها حساب وحرامها عقاب، إن أخذه من حله حوسب عليه وإن أخذه من حرام عذب به، من استغنى فيها فتن ومن افتقر فيها حزن ومن أحبها أذلته ومن نظر إليها أعمته والناس فيها طائفتان، طائفة فطناء علموا أنها ظل زائل ونعيم مائل وأضغاث أحلام بل فهموا أنها في طيها نقم وعرفوا أن هذه الحياة الفانية إنما هي طريق للحياة الباقية، فرضوا منها باليسير وقنعوا فيها بالقليل وكانوا عند الله هم المحمودين لم تشغلهم دنياهم عن طاعة مولاهم وأدركوا كل هذا فتأهبوا للسفر وأعدوا الجواب للحساب وقدموا الزاد للمعاد وخير الزاد التقوى، فطوبى لهم خافوا فأمنوا وأحسنوا ففازوا وآخرين جهلاء عمى البصائر لم ينظروا في أمرها ولم يكتشفوا سوء حالها ومآلها، برزت لهم بزينتها فإليها أخلدوا وبها رضوا ولها اطمأنوا حتى ألهتهم عن الله تعالى وشغلتهم عن ذكره وطاعته وفي قوله تعالى { وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ أُوْلَئِكَ هُمُ الفَاسِقُونَ } نعم إنهم نسوا الله وأهملوا حقوقه فأقاموها فهدمتهم واعتزوا بها من دون الله فأذلتهم وأكثروا فيها من الآمال وأحبوا طويل الآجال ونسوا الموت وما وراءه من أهوال ومخاوف فخاب أملهم وضل سعيهم. المنصوري حلال العُقد * عندما ضاقت واستحكمت الناحية المالية في المريخ عام الرمادة انبرى الفتى المنصوري بن عمي بلة حمدانة عمر وقال بالصوت العالي أنا لها (جيبوا العندكم وأنا بتمها كاملة غير نقصان) واستمر الحال وبلة يصرف من جيبه وعندما يأتي دخل المباريات يرفض استلام ولو جزء من حقه ويقول سددوا مادوني أنا حالتي المالية كويسة بفضل الله، استمر بلة المنصوري يتحمل الشق المالي لعدة مواسم حتى اعتذر عن المواصلة بل عفا ديونه وقال لو أن كل ميسور في المريخ تكفل بمصروف موسم على النادي مما جميعه فلن تكون هناك حاجة مالية إلى مابعد سنة 3000 وذلك لأن الملايين من عشاق المريخ (ملياردير) لكن تكمن المشكلة في أنك لن تدير عملك الخاص وأنت ملزم بالصرف على المريخ ومتابعة تمارينه ومعسكراته لذلك فضّلت إفساح المجال لغيري وفي زمننا بالطبع لم تكن هناك عقود احتراف كما يحدث اليوم وكان الزنزوني هو المحترف الوحيد، وبالمناسبة الزنزوني لم يترك المريخ رغبة في ذلك ولا لهبوط مستواه ولا تأخر راتبه وحافز لكن قرّفه بعض النجوم وعملوا ضده عديل وذهب ولم يعد. شفاك الله ابن عمي بلة * الجهد الذي بذله بلة المنصوري نائب رئيس دائرة الكرة في المريخ أضاف له أعباءً جديدة وهي معرفة رواد النادي حيث أصبح منهم ويداوم على الحضور يومياً ثم مشاهدة المباريات بانتظام، هذا الإرهاق لم يحس وزيارات أعضاء المجلس والرموز تزوره في بيته (والمرارة حارة) وهو يداوم على ذلك وفجأة ظهر فشل كلوي وبعد ذلك زراعة كلى ثم الحالة من سيئ إلى أسوأ لكنه صابر ومتوكل على الله وكلما أزوره وقبل أي حديث يقول (المريخ ماشي كيف) أسأله عن فلان ويقول لي من عشرة سنة وعن علان يقول لي مثلها وعن فلتكان كذلك وعن زعفران كذلك وحتى بعض أبناء البلد الذين تربوا في بيته والذين علمهم والذين صرف عليهم دم قلبه من عشاق المريخ والأهل لم يزوروه، لم يقل ذلك لأنه محتاج لهم لأنه والحمد لله (مليان قروش للحلقوم) لكنه يريد الونسة وزيارة الأهل والأحباب، أنا والحمد لله أداوم على زيارته ليس لأنه ابن عمي ولكن لصلة رحم مريخي وأعرف ما قدمه للمريخ، السبت الأخضر وعلقة سوني برباعية هاتفته لأبارك له النصر المؤزر الحققو المريخ فلم يرد علي وماكان مني الا أن ذهبت إليه في منزله وقبل أن أبارك له قال لي مبروك يا ابن عمي (أنا راضٍ بقضاء الله وقدره) لكنه منعني من مشاهدة المريخ ميدانياً. إلى العمدة الأرباب ضقل * الرجل المناسب في المكان المناسب هو التوزيع الصحيح لمجلس إدارة نادي المريخ الموقر المحترم لذلك الأرباب محمد علي الجاك ضقل هو الرجل المناسب لرئاسة قطاع العلاقات والذي يسير في الطريق الصحيح لزيارة الرموز وزيارة من خدم المريخ وأقعده المرض والكبر عن أداء الواجب وعدد لا يُستهان به تمت زيارتهم وفي الطريق الكثير وبالتأكيد بلة المنصوري سيكون له حظ في الزيارة وهو يريدها لترفع من معنوياته ويرد بها على من شككوا في عدم رد الجميل من المريخ لأبنائه، وتكريم المريخ لأبنائه بالوشاح المرصد على الكتف والصدر فيه راحة نفسية للذي تم تكريمه إضافة أن نادٍ في حجم دولة يكرم شخص بمثابة وسام جدير من يلبسه. اللهم أشف بلة المنصوري الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، اللهم رب الناس، أذهب الباس، وأشف، أنت الشافي لا شفاء الا شفاؤك، شفاءً لا يغادر سقماً، سلامات ابن عمي بلة حمدانة عمر الملقب ببلة المنصوري. المجد عوفي إن عوفيت والكرم وزال عنك إلى أعدائك الألم كساك الله ثوب العافية ولباس الرضا وأتم لك الشفاء وأصلح لك من يعينك على الحق ويهديك إليه وجزى الله خيراً كل من أعانك على بلوغ الصحة وسافر معك لبلاد شتى لعلاجك، إنه ولي ذلك والقادر عليه وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين.