لا ادري هل من اشعلوا النيران على شباب اللاعبين الذي حملتهم الدولة على المستوى الرسمي مسئولية معركة بدون سلاح والذين ظل يتجاهلهم النظام والهيكل الرياضى على المستوى الاهلي بل والذين انصرف الاعلام عنهم لتفرغه لعجائز الهلال والمريخ من المحترفين محليين واجانب والذين اهدرت الدولة المليارات فيهم بما تقدمه من دعم من خزينة المال العام لافشل فريقين تحت قبضة افشل الادارات التي تعاقبت على القمة لاكثر من ربع قرن وتحت افشل قيادات على كل المستويات تعاقبت على ادارات اكبر الاندية وعلى راسها الهلال والمريخ والتي اغرقت الجماهير والاعلام (في هرج قوامه الوهم) حتى اصبحا من اكبر عوامل الفشل وكلاهما لا يزال يزداد انحرافا عن المسار الذي يرفع راية السودان على كل المستويات خارجيا يؤكد ذلك اسوأ رصيد خارجي لهذه الاندية في مشاركات السودان الخارجية على مستوى الاندية والمنتخبات فلقد توج منتخب الشباب ورفع علم السودان في كأس العالم للشباب بروما عام 91وكان هذا نتاج طبيعي لاهتمام اندية القمة بشباب اللاعبين يوم كانت ترعى فرق الشباب ويوم لم تكن هذه القمة تصرف قطرة مما تصرفه اليوم على عجائز الكرة الفاشلين فكان جيل النقر الصغير ورحمة الله عليه سامي عزالدين وابراهومة وغيرهم كآخر جيل من نجوم ذلك الزمان الذين اجبتهم فرق القمة برعايتها لفرق الشباب والدورة المدرسية واهم من هذا عدم انزلاق اندية القمة في العبث المالي الذي بلغ المليارات التي اهدرت في افشل اللاعبين من مردود بل (وملفوظي)الاندية الافريقية بعد ان هيمنت على الاندية مجموعة السماسرة و اصحاب المصالح الذين وجدوا ضالتهم في الهلال والمريخ تحت الادارات من اصحاب المال الذين يفتقدون اي خبرة وتأهيل لادارة الكرة فكانت هذه بداية مرحلة الانكسار والتدهور في الكرة السودانية على كل مستوياتها وعلى رأس المسئولية عن تدهورها الدولة التي اصبح همها استقطاب جماهير الهلال والمريخ سياسيا قبل ان تولي اهتمامها لرفع مستوياتهم كروياً. * نعم لقد حُظي الشباب الذي مثل السودان اليوم باهتمام غير مسبوق من الدولة لاعداد المنتخب ماليا وفنيا واداريا وتحت اشراف رموز من قيادتها من اصحاب خبرة لايرقى لها الشك لاعداد منتخب الشباب في ظاهرة هي الاولى من نوعها وجديدة ولكن اعداد منتخب يفتقد السلاح فانه مهما كانت كفاءة من كلف به ومهما صرف عليه من مال فانه(حرث في البحر) لان الشباب يفتقد السلاح الذي قوامه اعتماد الاندية وبصفة خاصة الهلال والمريخ على فرق المراحل من البراعم مرورا بالناشئين نهاية بالشباب والمنافسات الرسمية بينها التي ينظمها الاتحاد وهو ما افتقدته الكرة السودانية لاسباب معلومة لا اظنها خافية على أي خبير بشأن الكرة لهذا كان من الطبيعي الا يحقق المال الذي اهدر في ما سُمي باعداد منتخب يفتقد اهم مقوماته (السلاح) الذي يمثل قوته الحقيقية والذي تفتقده تنظيمات الكرة السودانية على مستوى الاندية والاتحاد وعلى رأسهم الدولة التي اهدرت المليارات التي لو وجهت قطرة منها للناشئين والشباب لكان للمنتخب اليوم مردود يشرف السودان المعروف بثرائه بالمواهب لتعدد وتنوع بيئته ولسرنا على درب المشاركة في كاس العالم للشباب 91. * قصدت بهذا الا يكون من شارك من شباب اللاعبين ضحية الاخفاق في التصفيات المؤهلة لنهائيات كاس العالم للشباب الذي لا يتحمل اي مسئؤلية في هذا الاحفاق والكل يعرف اين تقع المسئؤلية واطرافها العديدة المشاركة فيها والكل يعرف انه لا امل في الاصلاح الا بتغيير هذا الواقع الشامل متعدد الجهات في تحمل مسئؤلية الفشل ولكن قطعا هذا حلم بعيد المنال ما لم نشهد ثورة تغيير شاملة لاصلاح كل حال الرياضة وحتى ذلك الحين سيتواصل تشييع الكرة السودانية وسنظل قابعين في صيوان العزاء.