* قبل أن يضغط إعلام الهلال على الاتحاد العام كي يحسم الشكوى المقدمة من هلال كادوقلي ضد المريخ في باسكال عليه أن يتذكر أولاً أن نادي حي الوادي نيالا تقدم بشكوى مماثلة، طاعناً في قانونية مشاركة اللاعب الطاهر الحاج مع الهلال في المباراة التي جرت بنيالا في الأول من شهر مارس الحالي. * مباراة المريخ وهلال كادوقلي جرت يوم 22 مارس، ومباراة الهلال وحي الوادي جرت في الأول من مارس، فأي الشكوتين أولى بالبت؟ * حيثيات الشكوى الأولى تفيد أن اللاعب اللاعب الطاهر الحاج تم طرده في مباراة ودية جمعت فريقه بهلال نيالا في نيالا، قبل يومين من تاريخ مباراة الهلال مع حي الوادي. * قرار الطرد تم بأمر الحكم بشرى الغالي حسن. * الحكم المذكور مسجل وعامل في اتحاد نيالا حتى اللحظة، بدليل أنه أدار مباراة حي الوادي وهلال نيالا في الدوري المحلي يوم 8 نوفمبر 2016، مثلما أدار عدداً من المباريات الرسمية في دوري الدرجة الثانية ومنافسة كأس السودان بنيالا خلال الموسم الحالي، وتلك المعلومات سليمة ومدققة ولا يمكن نفيها. * تنص المادة (89) الفقرة (ه) من القاعد العامة على ما يلي: (باستثناء المباريات الدولية الودية والتنافسية تحسب كل الكروت الصفراء والحمراء التي يشهرها الحكم المسجل في وجه اللاعبين، في أي مباراة لا يكتمل زمنها القانوني، لأي سبب، أو تلك التي تلعب في منافسة خاصة، أو التي تلعب في زمن أقل أو أزيد من الزمن القانوني، أو تلك التي يشارك فيها لاعبون أقل أو أكثر من المسموح به في هذه القواعد)! * ذلك يعني ما يلي: البطاقات الصفراء والحمراء تسقط إذا ارتبطت بمباراة دولية، ومباراة الهلال وهلال نيالا ودية (محلية) وليست دولية. * ذلك يعني أن الاستثناء الوارد في المادة لا ينطبق عليها، وأن البطاقات التي أشهرت فيها محسوبة، وبالتالي تصبح مشاركة الطاهر الحاج غير قانونية، وتستلزم سحب نقاط المباراة من الهلال وتحويلها إلى خصمه. * قوة حيثيات تلك الشكوى هي السبب الرئيسي في انشغال إعلام المحجوز بشكوى هلال كادوقلي ضد المريخ. * بخصوص موضوع باسكال نذكر أنه وقبل بداية فترة التسجيلات الماضية استفسر المريخ حول ما إذا كان باسكال ما زال يتمتع بجنسيته السودانية أم تم سحبها، فتلقى ما يفيد عدم سحب الجنسية. * بناءً على ذلك أقدم النادي على تسجيل اللاعب المذكور بصفة مواطن، استناداً إلى قرار جمهوري يحمل الرقم 144، صدر بتاريخ 23 يوليو 2011، ونص على منح اللاعب سيرجو باسكال واوا الجنسية السودانية. * لم يتمكن المريخ من استخراج الرقم الوطني والجواز السوداني لباسكال بعد إعادة تسجيله لأنه حضر لفترة الإعداد متاخراً، بسبب ظروف زواجه، ووصل بعد سفر الفريق إلى معسكر تركيا، فتم إلحاقه بالمعسكر بجوازه الإيفواري كسباً للوقت، وبعد عودته شرع المريخ في استخراج الجنسية والرقم الوطني له. * قدم المريخ طلباً بالمعنى المذكور أعلاه للإدارة العامة للسجل المدني، ووجه خطاباً لسعادة اللواء شرطة ناصر الكباشي لاستخراج الجنسية والرقم الوطني لباسكال، وللمرة الثانية لم يتلق ما يفيد سحب الجنسية. * شرع السجل المدني في استكمال الإجراءات ومنح النادي خطابين، أولهما موجه للقمسيون الطبي لإجراء الفحص الطبي للاعب، والثاني موجه إلى إدارة الأدلة الجنائية لإجراء الفيش، وحملا توقيع مقدم شرطة نوال محمود الحسن، (عن مدير الإدارة العامة للسجل المدني). * لاحقاً اصطدم المريخ بأن الاسم الوارد في القرار الجمهوري هو (سيرجو)، بينما حمل الجواز الإيفواري اسم (سيرجي)، وبسبب الاختلاف في حرف واحد (وليس بسبب سحب الجنسية) تأخر استخراج الجنسية والرقم الوطني، وتمت مطالبة النادي بمخاطبة القصر الجمهوري لتصحيح الاسم، وشرع المريخ في ذلك فعلياً. * ذلك يعني أن إدارة السجل المدني لم تكن على علم بوجود قرار يقضي بسحب جنسية اللاعب، وإلا لأخطرت المريخ به، ولما شرعت في إجراءات استخراج الرقم الوطني والجنسية لباسكال. * طالما أن السجل المدني لم يكن على علم بما يتردد عن سحب الجنسية فمن حقنا أن نتساءل عن هوية الجهة التي سربت تلك المعلومات إلى نادي هلال كادوقلي وإحدى الصحف الزرقاء، مع أنها لم تتكرم بإخطار النادي واللاعب باسكال بالأمر (حال حدوثه)! * يفترض في تلك المعلومات أنها سرية، ومن باب أولى أن يحاط بها علماً من تخصه وتهمه قبل أي جهة أخرى، فهل صارت المعلومات الخاصة بالسجل المدني والجنسية متاحة للتسريب، ومباحة للاستخدام في تقديم شكاوى ضد نادي المريخ قبل إخطاره بها أو إعلام اللاعب مثار القضية بما تم في أمر جنسيته؟ * المعلومات الواردة أعلاه، والأسئلة التي تلتها موجهة إلى وزير الداخلية، ومدير عام الشرطة، لتوضيح الكيفية التي تسربت بها تلك المعلومات، إذا صحت طبعاً، وتحديد المسئولين عن ذلك التجاوز، ومحاسبتهم. * نعيد ونكرر، لا المريخ، ولا الاتحاد العام، ولا باسكال على علم بأي معلومة أو مستند يفيدان سحب جنسية باسكال، إذ لم تتكرم أي جهة رسمية بإخطار الجهات الثلاث بأي قرار يتعلق بسحب الجنسية حتى اللحظة. * إذا صحت المعلومة، فلماذا ضلت طريقها إلى المريخ ولاعبه، وتحولت إلى هلال كادوقلي وإعلام الهلال؟ * هل أصبحت مؤسسات الدولة الرسمية طرفاً في الصراع الكروي بين الناديين الكبيرين؟ آخر الحقائق * أشارت المادة (11) الفقرة (3) قانون الجنسية السودانية إلى أن سحب الجنسية يتم بشروط محددة، لا ينطبق أي منها على اللاعب باسكال. * من تلك المسوغات أن يكون الشخص قد حصل على الجنسية عن طريق الغش، أو أن شارك في حرب ضد السودان، أو أدين بتهمة التجسس، أو أدين في جريمة تنطوي على كراهيته للسودان، أو حكم عليه في جريمة تتعلق بسلوك إخلاقي مشين قبل مضي خمس سنوات من تاريخ حصوله على الجنسية. * وينص دستور السودان على أن سحب الجنسية لا يتم إلا بقانون. * كذلك تنص المادة 15 من قانونه الجنسية على ضرورة أن ينشر اسم وعنوان أي شخص أسقطت عنه الجنسية أو سحبت في الجريدة الرسمية، وذلك لم يحدث لباسكال. * لو حدث ذلك لأحيط اللاعب والمريخ علماً بالقرار، حال نشره. * القضية محاطة بغموض شديد، ورائحة المؤامرة تفوح منها بقوة. * من يزعمون أن السحب تم بطلب من نادي المريخ، نقول لهم إن المريخ قدم طلباً مماثلاً لسحب جنسية اللاعب النيجيري المجنس سلمون جابسون، ولم تتم الاستجابة لطلبه. * ذلك يعني أن رئاسة الجمهورية لا تستجيب لكل الطلبات المقدمة من الأندية لسحب جنسيات اللاعبين المجنسين، مثلما فعلت في موضوع جابسون. * نوجه عناية إعلام الهلال إلى أننا نقبل مطالبتهم للجنة المنظمة بسرعة البت في شكوى هلال كادوقلي، على أن تنظر شكوى حي الوادي أولاً، لأنها قدمت أولاً، علماً أن الهلال ضبط فيها بالثابتة! * يتعاملون مع الشكوى المقدمة ضد المريخ بمبدأ هذه بتلك، الواوا مقابل سادومبا! * نعود للمبررات التي ساقها إداريو الهلال لتأكيد قانونية مشاركة الطاهر الحاج أمام حي الوادي، ونقول إنها جاءت واهية ومضحكة، وانحصرت في الحديث عن أن الحكم غير مسجل، وقد تطرقنا إلى تلك الجزئية في فقرة سابقة، وأن المباراة غير رسمية. * تحدث الدكتور عمر النقي، زاعماً أن المباراة غير معلنة، وأنها أقيمت في غير التوقيت الذي (ينادي به الفيفا) وتحدث عن عدم وجود قوائم للمباراة وذكر أنهم أشركوا لاعباً في مكان الطاهر المطرود! * سألنا النقي، متى حدد الفيفا توقيتاً بعينه للمباريات فلم يجب!! * في أي مادة، وفي أي لائحة حدد الفيفا تواقيت المباريات الودية والرسمية؟ * فوق ذلك فإن المادة 89 لا تحوي أي إشارة إلى الوصف الذي استخدمه النقي، (غير معلنة)! * معلنة ما معلنة، مشهرة وللا مدسوسة الكروت محسوبة!! * المادة (89) التي انطبقت على الهلال في نيالا تم تعديلها في الأساس للقضاء على الفوضى المصاحبة للبطاقات التي تشهر في المباريات الودية، بعد واقعة طرد لاعب المريخ إيداهور الشهيرة في نيالا نفسها. * تشدد المشرع في المادة المذكورة ليتم احتساب أي بطاقات تشهر في أي مباراة ودية يديرها حكم مسجل! * لو كان النقي واثقاً من سلامة موقف ناديه لما طلب من سكرتير اتحاد نيالا أن يمنحه ما يفيد أن مباراة الهلالين لم تكن رسمية. * بالطبع لم يحصل على مبتغاه، ولو حصل عليه لما غير في الأمر شيئاً، لأن البطاقات تحتسب حتى ولو كانت المباراة غير رسمية، علماً أننا لم نفهم ما يقصده النقي بحديثه عن (الرسمية وغير الرسمية)! * إذا كان يقصد بها أن المباراة ودية فالبطاقات التي تشهر في مثل تلك المباريات تحتسب في كل الأحوال. * آخر خبر: شكوى باسكال، لن تنقذ الهلال!!