الخبر الذي تداولته بعض الصحف والمواقع الإلكترونية حول الكابتن مازدا مدرب المنتخب الوطني الأول إنه تلقى عرضاً من المريخ ليعمل مديراً فنياً (أو مساعداً) بتعبير أدق لمدرب المريخ الجديد القديم العائد لصفوفه أوتوفستر خبر لا يقبله منطق ولا يصدقه عقل. فهل يعقل لمدرب المنتخب الوطني الأول والذي تولى قيادة المنتخب لسنوات طويلة أن يقبل بأن يكون مساعداً لمدرب نادي مهما بلغ هذا المدرب من مكانة وإذا قبل لنفسه هذا المنصب ما هو موقف الاتحاد ومدرب منتخبه يسجل له شهادة إدانة بأنه أساء الاختيار فيه إذا كان هو يقبل مثل هذا العرض وهل يحق للاتحاد أن يعيد تعيينه مرة ثاتية مدرباً للمنتخب الوطني بعد الإجازة التي سيقضيها لفترة مؤقتة في المريخ ثم يعود إليه مطروداً كعادة أنديتنا مع المدربين عقب أي هزيمة أو متغيرات إدارية. الكابتن مازدا سطع نجمه في الملعب دولياً مع المنتخب الوطني ولاعب وسط قائد مميز في المريخ ومنذ تقاعده احترف التدريب ونال فيه أعلى الدرجات في كورسات عالمية أهلته لأن يتم اختياره مدرباً للمنتخب الوطني. بل لعل من أهم الظواهر الإيجابية في الكوتش مازدا أنه تولى ولا يزال يتولى المنتخب الوطني لفترة طويلة لم تتحقق لأي مدرب مع منتخب أو نادي فهل يعقل لصاحب هذا الرصيد والتاريخ أن يغادر المنتخب الوطني في رحلة قصيرة تهبط به من أهم مدرب في البلد لمدرب واحد من أنديته. لهذا أقول وبالفم المليان لمازدا لا لا وألف لا أن تكون هذه نهاية مدرب في قامة مازدا بالرغم مما أعلمه من ارتباط بينه وبين المريخ والذي سطع نجمه لاعباً ومدرباً من صفوفه ولكن أن يبلغ به هذا الأمر حد التضحية بموقعه الكبير والاسم الذي حققه أفريقياً حيث عرف على مستوى كل الدول الأفريقية أنه المدرب الأول للمنتخب الوطني. الأمر الثاني فالمنتخب الوطني نفسه مقبل على مشاركات خارجية مهمة فكيف لمدربه أن يتخلى عنه في أشد الفترات حاجة إليه خاصة وأنه ولطول فترة توليه للمنتخب أصبح الأكثر خبرة ومعرفة بظروفه وعلاقاته بلاعبيه من مختلف الأندية كما أن الجهة التي كلفته مع المنتخب لم تتدخل في مسئوليته الإشرافية مع أن آفة الكرة السودانية تدخل الإداريين في شأن المدربين فكم من مدرب تخلى عن تدريب الأندية أو المنتخبات بسبب التدخل في الجوانب الفنية مع أنه هو الذي يدفع ثمن هذا التدخل في سمعته الفنية. كان من الممكن لنا أن نتفهم لو أن الاتحاد السوداني قرر الاستعانة بمدرب عالمى أكثر خبرة من مازدا لتولي أمر المنتخب الوطني وان يبقى مازدا مساعدا له فهذا ما يمكن هضمه لتوفر كفاءات عالمية في التدريب ومازدا نفسه سيستفيد من أن يكون مساعداً لواحد من هذه القامات وليس في هذا حرج أو تقليل من مكانته محلياً أو أفريقياً كما هو في حالة انتقاله من المدرب الأول للمنتخب مدرباً لنادي محلي وليس نادياً أجنبياً خارج السودان ليكون هذا المسلك مبرراً. هذا لا يعني أن المريخ لا يحق له أن يستفيد من نجمه السابق والاستفادة من خبراته والاستنارة بآرائه دون أن يترتب على هذه العلاقة إخلال بالوضع الرسمي له كمدرب للمنتخب الوطني .