* سطر المريخ الأفريقي روائع كرة القدم عشية الأمس بداره ووسط جمهوره الأنيق ، وحقق الفوز الأجمل على نده الدائم الهلال بهدفي الغربال الزجاجي محمد عبد الرحمن أفضل لاعب في مباراة الأمس بكل تأكيد. * نقول غربال زجاجي لأن الزميلة فاطمة الصادق وصفت اللاعب بأنه لاعب زجاجي، بعد أن رفس فريقها وتوجه حيث الإبداع والإشباع المهاري هنا في قلعة الشياطين الحمر. * ولا يمكن أن نقول أي حديث عن مباراة الأمس ولا نذكر هذا الفتى الجميل محمد عبد الرحمن أبدا أبدا. * الرأي عندي هو أن المريخ بصورة عامة كان جيدا في كل خطوطه وبوجه أخص خط الهجوم الذي مثله الغربال وكان الأبرز كما قلنا على الإطلاق. * ما قدمه الغربال الزجاجي ليلة أمس يعتبر هو الذي استطاع أن يحول الكرة وأسرارها لكفة الأحمر الوهاج. * ما ميز الغربال عشية الأمس، هو ذلك النشاط المتدفق الذي استطاع أن يفوقه على كل مدافعي الهلال وعلى وجه الخصوص أوتارا. * وظهر الغربال بمهارة فائقة و بائنة أهلته كي يتخطى كل من يقابله من لاعبي الهلال، الأمر الذي جعل لاعبي الأزرق يستعملون معه كل صنوف العنف ومع ذلك لم يجدوا الحسم اللازم من حكم اللقاء. * صحيح كان محمد عبد الرحمن هو رمانة الأحمر وهو الذي أعطى المريخ النتيجة هذا صحيح وواقعي ، لكن تبقى هناك حقيقة لابد من التطرق لها. * أعني أن المريخ ليلة أمس استطاع أن يسد الثغرات القديمة، فلقد قدم توازنا كبيرا في خط الظهر ولم نر قط أي خطا دفاعي من رباعي خط الظهر. * حتى الهدف الذي ولج الشباك الحمراء كان من خطأ فادح لأمير كمال الذي كان سارحا ومسالما وهو يعطي محمد موسى فرصة التهديف ولم يكاتفه أو يضايقه. * كما أتى خط الوسط بصورة أدهشتنا واستطاع أفراده إحكام السيطرة التامة ومنع الهلال من التحركات ، فتاه لاعبيه بين تابلوهات الصاوي ولمحات تالا، ولمسات راجي الذي بدا يستعيد أراضيه وقدم مباراة ممتازة، نتمنى أن يواصل التألق حتى يعود لعهده ويساعد المريخ في مشواره القادم داخليا وخارجيا أفريقيا وعربيا بإذن الله تعالى. * إذن استشعر لاعبو المريخ المسئولية التامة ليلة امس وقدموا مباراة كانت من الأهمية بمكان في مسيرة الفريق المسنقبلية. * لكن لابد لنا أن نذكر المدرب الداهية غارزيتو، ونسمن دوره الواضح ولمساته الجميلة ورؤيته الثاقبة في إدارة اللقاء والظفر بالنقاط والمباراة وإسعاد القبيلة الحمراء التي صبرت كثيرا على تلك العروض القبيحة التي لم تكن تشبه المريخ وإدارته وجماهيره العظيمة. * قلنا قبلا غارزيتو مدربا كبيرا وخبيرا لا شك في ذلك ولا جدال، ولكن كنا نعيب عليه بعض التصرفات الغريبة عليه والتي لا تشبهه، ولكن الحمد لله لقد غابت عشية الأمس تلك الهنات، فكان عمله مقنعا وممتعا لكافة أهل المريخ. * الصورة الجميلة التي قدمها لاعبو المريخ ، هو الأمر الطبيعي والواقعي، لعدة أسباب نقول هذا، فالمريخ مستقر ومتجانس إداريا وإعلاميا وجماهيريا وفنيا. * والمريخ يمتلك لاعبين بمواصفات عاليا وكافية كي تجعله في القمة، ولكن لأنها هي كرة القدم ظهر المريخ بتلك الصورة في سابق المباريات مما جعل عشاقه يجعلون أياديهم على قلوبهم . * المباراة بصورة عامة كانت جيدة وممتعة من الفريقين، وقدم لاعبو الفريقان كلما في وسعهما ونالا رضا المتابعين وخاصة لاعبي الأحمر الوهاج. * أعجبني جدا أداء صلاح نمر فلقد كان الرجل هادئا لدرجة كبيرة، وأرى أنه سيكون الخيار الدائم لغارزيتو في هذه الوظيفة. * واصل نبيل الكوكي حركاته التمثيلية ، وهو يلعب على وتر إرهاب الحكام بالتصفيق أو الجري والدخول لأرض الملعب ، وهذا الأمر ظل التونسي يفعله في كل مباراة، ظنا منه أنه يستطيع أن يغير ويبدل في قرارات الحكام، وهذا تفكير صغار المدربين . * فإذا قبلنا احتجاجه على عدم احتساب ركلة جزاء لفريقه في الشوط الأول، فلن نجد له أي عذر في بقية احتجاجاته على التحيكم، وخاصة تلك الحالة التي تم طرد مبارك سليمان بسببها. * صفقنا محمد عبد الرحمن لعدم احتفاله بأهدافه الغالية في شباك فريقه السابق، لأن هذا سلوك يشير إلى أن اللاعب له فكر عريض وله قدرة تمالك عظيمة رغم صغر سنه وغضبه على إدارة الهلال وإعلامه، ولكنه بقدر الهلال الكيان وجمهوره العظيم. * لكن كان الأسف في غباء لاعب المريخ السابق محمد موسى الذي استطاع الوصول لشباك المريخ بغباء أمير كمال ، فبدلا من أن يقلد الغربال وينال احترام الجماهير الحمراء والمتابعين، احتفل بغباء وأضح وبطريقة لا تشبه لاعبي الأندية الكبيرة، بل زاد محمد موسى عمله القبيح قبحا، وهو يقوم بضرب حارس المريخ جمال سالم أكثر من مرة،ومع ذلك لم يجد من الحكم ردعا، هذا هو الفرق بين هذا وذاك. الذهبية الأخيرة * وعبر الذهبية الأخيرة لهذا الصباح، نهنئ كافة الرياضيين وأهل الصحافة وجميع المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها بحلول عيد الفطر المبارك، ونسأل الله أن يعم البلاد والعباد المسلمين بالسلام والاطمئنان، وأن يحفظ بلادنا ويجنبها الشرور. * ولابد أن أشكر كل الذين اتصلوا علي مستفسرين عن سر غيابي خلال شهر رمضان، وأقول للجميع شكرا جزيلا ، فرمضان له عندي خصوصية لجل ذلك فيه أغير فيه كل طريقة حياتي العادية. * والحمد لله أعود في هذا اليوم البهيج الذي يصادف فوز المريخ على الهلال بعد عرض أقنعنا ، فللجميع تحية ومليون سلام.