* يظن البعض أننا نكتب بعاطفة حمراء لا مكان للعقل فيها فيما يخص مباراة الهلال وفيروفيارو الموزمبيقي يوم الجمعة القادم. * قدر هذه المباراة جعلها أن تكون مهمة بالنسبة للمريخ وللفريق الضيف، وبالمقابل هي لا تعني الهلال أي شيء، لأنه أصبح خارج التنافس كما يعلم الكافة. * من الطبيعي لو كان هذا الأمر في أي بلد أو كان في السودان نفسه، ولكن بعيدا عن الهلال، كان الأمر سيكون مختلفاً جداً بكل تأكيد. * لو كان المريخ في وضع الهلال كان سيكون الحديث والتناول الصحفي والحذر الدولي غير ما هو عليه الآن. * كان الكافة سيتحدث عن تواطؤ الأحمر مع الهلال، وأنه سيقدم خدمة كبيرة ويلعب من أجل أن يكون للسودان وجودا بين الثمانية الكبار على أقل تقدير. * لو كان المريخ هو من سينازل فيروفيارو، ما كان فض معسكره وما كان طرد مهاجمه ومدربه، وما كان الوالي المثالي ابتعد عن اللاعبين أبدا. * لو كان المريخ مكان الهلال اليوم، لكان الاتحاد الأفريقي حول اجتماعاته لأمدرمان، وأصبح في حالة استنفار كامل، ولأختار أفضل الحكام، خوفاً من تعاطف المريخ مع الهلال. * نقول كل هذا ونعلم أن بالمريخ من يكره الهلال أكثر من أي كره، كما هو الحال في الهلال بالنسبة لبغض المريخ، ومثل هولاء هم أهل عاطفة، فنحن نقدر تطرفهم في العشق والتناول. * ولكن الفرق والمفارقة بين الأحمر والأزرق، هو أن قادة المريخ وأغلب عشاقه هم أهل مُثلٌ وخُلقٌ رفيع ونهجٌ سليم في القول والتدبير. * عكس القيادة بالهلال، وذلك على مر التأريخ، وليس مقتصرا ذلك على عهد الكاردينال، إنما من وقت بدري، حيث تحدثنا الوقائع أن أهل الهلال فعلوا كل قبيح مشين ضد المريخ ، فلم تمنعهم الوطنية ولم تعصمهم الحمية السودانية، فاغترفوا من الجرم أعظمه. * لا استطيع أن أحصي مواقف الهلال السيئة والمسيئة للهلال والسودان، فهي كثيرة ومعقدة وخطيرة، ولكن نذكر قليلا يسيرا، حتى نذكر من نسى وننبه من غفل، ولا غضاضة أن نأتي بالباقي إذا استبد القوم وتنكر. * أثناء دورة سيكافا في مطلع التسعينات والتي أقيمت بالسودان، حدث شغب في مباراة المريخ وسمبا التنزاني، فقام الحكم بإنهاء المباراة قبل وقتها الأصلي، وكان حينها المريخ مهزوما. * فنظرت اللجنة المنظمة للبطولة وهي من اتحاد سيكافا، في الأحداث وقررت إعادة المباراة، فماذا حدث يا ترى. * ما حدث أن الهلال انسحب من المنافسة، محتجاً على قرار اللجنة المنظمة والغريب في الأمر أن الأندية الأخرى واصلت مبارياتها، وهي ترفع حاجب الدهشة لموقف الأزرق تجاه نادي بلده. * ونترك كل المواقف ونذكر موقف الهلال من اختيار المريخ للبطولة العربية، والتي أتت من الاتحاد العربي، فالهلال لم يلزم الصمت أو يحصر اعتراضه داخليا، بل رفض استقبال وفد الاتحاد العربي عندما زار السودان مؤخرا معلنا رفضه لاختيار المريخ صراحة بلا خجل، وكان ذلك عبر تصريحات هوجاء، خرجت من فاه رئيسه المعوج. * الرأي عندي أن الهلال يبني كل إستراتيجياته وخططه على عرقلة مسيرة المريخ فقط. * هذا الوضع يؤكد أن النادي الأزرق ليس بصاحب طموح ولا يمتلك رؤية واضحة، وهنا يكون الفارق البائن بين المريخ والهلال، فلا علاقة بين من يطمح ويسعى بجد وتفاني، وبين من يملأه الكيد والحسد والحقد. * والغريب اليوم أن كل مكونات النادي الأزرق يتباهون بأنهم سيُهزمون من فيروفيارو، حتى لا يصعد المريخ لدور الثمانية الكبار. * نحن نقول لهم أنتم تستطيعون أن تتواطؤا مع الموزمبيقي، وبإمكانكم أن تنالوا أكبر هزيمة ، فهذا ديدنكم وهذا طبعكم المعهود ولكن. * ولكن هل تستطيعون أن تلحقوا الهزيمة بالمريخ من النجم الساحلي؟ * وهل تستطيعون أن توقفوا جماح المريخ بتونس، وأنتم الذين عجزتم عنه بأم درمان في موقعة الغربال؟ * سيكون المريخ أسعد الأندية عندما يرى نده وصنوه يهزم نفسه بنفسه، لأن هذه الهزيمة سيكون لها ما بعدها بكل تأكيد. * ما استغرب له فقط في الهلال اليوم، هو كيف قبل مبارك سلمان الموصوف بالجدية والمصداقية، كيف قبل أن يكون جسرا لهذه المهزلة الحمقاء؟ ولماذا لا يتوارى الرجل ويترك الفريق تتلاطمه أمواج الخيانة برياح غيره ؟ * وهلال العجائب والبيانات فبعد أن أعلن أنه لن يشارك في أي تنافس ينظمه الاتحاد، قاد بالأمس بواسطة نائب رئيسه السيد أحمد عبد القادر كتلة الممتاز في اجتماع الوزير، وطلب منه أن يسرع في استئناف الدوري الممتاز، وبأي اتحاد القديم أو الجديد. * وعبد القادر يقول ذلك وهو يعلم علم اليقين الخالي من الشك أنه لن يستأنف الدوري الممتاز إلا عن طريق مجلس معتصم، حتى لو تمت إضافة آخرين من جماعة همد للترضية القبيحة وليس حقيقة. ولكنه الهلال فلا عجب. الذهبية الأخيرة * وعبر الذهبية الأخيرة لهذا الصباح نطمئن أهل الهلال، بأن المريخ لا يظن فيكم خيراً ولم يطمع يوما قط في خدمة منكم ، وكل الصفوة تتمنى أن لا يأتي اليوم الذي يطلب فيه المريخ خدمة من قاصر.