ويفتخر السودان بعروبته كما يفتخر بأفريقانيته فمدرسة الغابة والصحراء تبقى أبداً وهذا التمازج والتلاقح ما بين العرب العاربة والزنج هو ما ولد هذا التفرد السوداني ولا يزال السوداني نسيج وحده، فلقد أخذ من الأخوال والأعمام كل شيمة جميلة وخصله جليلة. أخذ الخصال العربية وترك الخصل، فهو حفيد عنترة أمه الساق منها كساق نعامة والشعر منها كحب الفلفل ومع ذلك يهتف به القوم يا عنترة كر، وتهواه عبلة. المريخ في الأسكندرية مثل ذلك وأهزوجة الشهيد عبدالقادر علي ينقر دجاجها في الوجدان حوريتي الحسناء حسناً يفوق خيالي أنا قد أجيئ معفراً وممزق الأوصال رضوان يسأل من أنا وزمرة النزال قولي لهم هذا فتاي الأخضر هذا أخ لبلال هذا من السودان صياد مهر الغالي. وهذا العمق العربي للسودان جعله حارساً للبوابة الجنوبية باقتدار فالعربية لسان المريخ سوف يشارك ممثلاً للسودان في البطولة العربية، وتمثيل السودان عربياً له أياماً وله صولاً. ففي الجانب السياسي حدث بلا فخر فالخرطوم هي من جمعت العرب بعد هزيمة يونيو 67 من القرن الماضي وخرجت بلاءات العزة والشموخ. وعند الحرب الطاحنة في أوائل السبعينيات في الأردن فيما يعرف بأيلول الأسود فإن النميري قد أوقف حمام الدم الأردني الفلسطيني وأتى بياسر عرفات للقاهر وبعد ذلك لم يطمئن اللبنانيون في حربهم الأهلية إلا للجنود السودانيين، وفي ذلك روايات كثيرة وقصص لمن أراد الإطلاع. وها هو السودان يشارك اليوم في إعادة الشرعية إلى اليمن بجيشه وعلى نطاق المعاملات الإنسانية والحياتية فإن العرب قاطبة يدينون للسودانيين بأفضال جمة، فالسوداني معروف بأمانته وشهامته وشجاعته من لدن مدراء ومستشارين إلى راعي نعاج اسمه الطيب. وفي مجال الكرة فإن السودان له الفضل في تعريف دول كثيرة بلعب الكرة وممارستها ووضع البنيات الأولية لها حتى أكبر أندية السعودية، فالتاريخ يشهد أن أسسها هم سودانيون. لكل ذلك تبقى مشاركة المريخ في البطولة العربية بعد انقطاع لها تبقى مشاركة مقدرة وحضور مستحق وتعريف للجميع بأستاذية السودان في هذا المجال، فكما منه خرجت أفريقيا إلى الدنيا، فمنه قد خرج من علموا جل العرب كرة القدم، والمريخ مؤهل لتعريف الناس بأن الأستاذ لا يزال يعلم الناس ويفرض وجوده. ننتظر بكل شوق مباريات الأحمر ضد الترجي التونسي وآخر من أقصى الترجي عن بطولة أفريقيا يبقى المريخ وفي رادس لمن لا يتذكر. أما الهلال السعودي فإن المريخ لا يخشاه. صحيح أنه لم يلتق به قريباً لكن وجود الغربال قمين بزعزعة أي هلال واللا شنو؟.