جمعية الهلال العمومية والتي انعقدت قبل يومين أحسب أنها ستكون آخر جمعية له في مجال كرة القدم تحديداً بأمر الفيفا التي ستخضع أخيراً لقرارها الذي ظل بلاتر يجمده بالتواطؤ مع قادة الاتحاد والذي اشترط تحول أنديته المشاركة في بطولاته لشركات مساهمة مما يعني كتابة نهاية جمعيات الوهم التي أصبحت سوقاً كبيراً لأن إدارة الفيفا شهدت ثورة قوية على فساد الفيفا، ولن تجامل في إلزام عضويتها في أن تطبق لائحة الاحتراف حتى نشهد نهاية جمعيات الهلال والمريخ التي لا يمكن لها أن تشرف نادي في قامة الهلال الذي لا تقل جماهيريته عن ما يقرب نصف جماهير كرة القدم التي تنقسم بين اللونين الأزرق والأحمر أي ما لا يقل عن نصف سكان السودان. حقاً إنها جمعية ما كان لها أن تنعقد لو أن قانون الدولة احترم عدم منح أي جمعية سلطة الانتخاب إلا بما يزيد عن نصف العضوية لأن انتخاب مجلس بغير ذلك يعرض الأندية لعدم الاستقرار طالما أن الجمعية التي تنتخب مجلسها لا تزيد عن ثلث الأعضاء بل وأقل من ذلك لو لم يتحقق الثلث في الاجتماع الثاني للفوز بأي عدد من الأصوات مع أن من يتابعون تمارين أندية القمة يومياً أكبر عدداً من أعضاء جمعيته والمؤسف أن هذا ظل سمت أندية القمة في ربع القرن الأخير عندما أصبحت عضوية الجمعيات سلعاً تجارية لمن يتصارعون للهيمنة على أندية القمة حيث أن أغلبيتها أصبحت عضوية مستجلبة من المتنافسين لهذا فإنهم رهن الإشارة لتنفيذ التعليمات في التصويت وبل في حالة الانسحاب الأمر الذي يجعل هذه الجمعيات لا تشرف أندية في قامة الهلال والمريخ وإلا فهل يعقل لمن يحقق الفوز يتحقق له بأقل من ثلث عضوية الجمعية وربما يكون من سدس العضوية زائد صوت واحد مما يعني أن هذه الجمعيات الوهمية لم تعد هي المعبر الحقيقي عن إرادة قاعدة قمة الكرة السودانية. ولا أغالي إذا قلت أن الكاردينال لابد أن يكون أكثر المحبطين من هذه الجمعية العمومية وهو يواجه فشلها في أن تنعقد لعدم توفر النصاب بل وأن يواجه في الجلسة الثانية بأنها كانت مهددة بالإلغاء لعدم توفر ثلث عضويتها حتى تبقت دقائق معدودة من الفترة التي مدتها المفوضية وأنقذت بها الموقف، فكيف كان يكون موقف الكاردنال لو فشلت الجمعية في تحقيق الثلث لتنعقد في يومها الأخير بأي عدد فهل ترون أن هناك من يكون أكثر إحباطاً منه وهو يحسب أن ما صرفه من مال على الهلال لا يمكن أن يكون هذا مردوده لهذا أراه أكثر المتأزمين من ما شهدته الجمعية المزعومة إلا أن ما عوض الكاردينال مما سببه له هذا الإحباط يتمثل في موقف جماهير الهلال على كل مستوياتها داخل وخارج السودان والتي حملت كل التقدير له ولأول مرة نراها تجمع عليه لما بذله من حر ماله على معشوقها الهلال كما عوضه من هذا الإحباط أن تكون جماهير الهلال التي كانت حضوراً متابعاً ومراقباً للجمعية من خارج عضويته وكانوا حضوراً في مقر الجمعية يبلغون أضعاف عضويتها وتهيمن هتافاتهم التي عبروا بها عن مواقف الأهلة من داخل السودان وخارجه وفاء لما يرونه قد قدمه للهلال فكان هذا ما عبر له عن وفاء الأغلبية العظمى لجماهير الهلال وفاءً لما قدمه الأمر الذي عوضه ما واجهه من لحظات قاسية من جمعية من أفشل جمعيات الهلال لأنها كانت حتى آخر ربع ساعة من الفترة الإضافية كانت مهددة بعدم اكتمال النصاب من ثلث العضوية لهذا فإن كان للكاردينال ما يسعد به إنما يتمثل في ما شهده من وفاء جماهير الهلال لرد الجميل له لما قدمه من ماله الخاص على الهلال أياً كانت له من سلبيات لهذا فإن جماهير الهلال هي التي عوضته بإصراها على ما عايشه من إحباط من عضوية الجمعية ويبقى المهم أخيراً أن يسرع السودان كدولة بالالتزام بالمتغيرات الجوهرية وتنفيذ ما أمرت به الفيفا بتحويل هذه الأندية لشركات مساهمة كواحد من أهم شروط رخص الأندية حتى تشيع أنديتنا (الجمعيات العمومية) لمثواها الأخير لتبقى الحاكمية للشركة والجماهير.