□ قبل أسابيع صرّح أمين مال الاتحاد السوداني لكرة القدم السيّد أسامة عطا المنان بعدم ممانعة مبدأ الاستعانة بطاقم تحكيم أجنبي لمباراة القمة بعد غد الأربعاء. □ حيث قال بأنهم في الاتحاد لا يمانعون من استقدام طاقم تحكيم أجنبي إذا تلقينا طلباً (مشتركاً) من العملاقين. □ والشرط المذكور لا محل له من الإعراب بل كان تمهيداً مسبق لإجهاض الفكرة في مهدها متى ما رفضها أحد الناديين الكبيرين. □ تصريح أشبه بتنفيذ الأحكام مع (إيقاف التنفيذ) في ظاهره إرضاء للمجني عليه وفي باطنه إرضاء للجاني. □ لماذا ربط الاتحاد فكرة الاستفادة من طاقم التحكيم الأجنبي بوصول طلب (مشترك)؟ □ تقليعة غريبة نسمع بها لأول مرّة في تاريخ كرة القدم أن يلزم الاتحاد الوطني نادييه بضرورة التقدّم بطلب مشترك لإحضار حكام أجانب. □ ولأن المريخ والهلال من الصعب جداً أن يتفقاً على أمر واحد خصوصاً بعد أن أيّد إعلام المريخ الخطوة وطالب بتنفيذها وفي المقابل هاجمها الإعلام الهلالي ورفضها رغم امتعاضهم اللا مبرر من تحكيم مباراتهم مع الخرطوم الوطني التي ظلم فيها الأخير عياناً بياناً. □ ليخرج علينا بعد أيام من تصريح أسامة رئيس نادي الهلال (أشرف الكاردينال) ويعلن رفضه أداء مباراة القمة ما لم يتم إسنادها لطاقم تحكيم (وطني)!! □ المعضلة الأساسية في إسناد المباريات الكبيرة للحكام الأجانب تتلخّص في (الكلفة المالية) والعرف السائد في جميع دول العالم الكروي من حولنا يقضي بتحمّل النادي الذي طلب الاستعانة بطاقم تحكيم أجنبي جميع كلفته المالية من تذاكر ونثرية وإقامة. □ طالما أن المريخ طالب بطاقم تحكيم أجنبي بعد مهزلة مباراتي الخرطوم الوطني أمام الهلال في بطولتي الدوري والكأس فما المانع في استجابة طلبه العادل والمشروع. □ يقول البعض بأن تحمّل أحد الناديين لنفقات التحكيم الأجنبي يدفع باب (استمالة) الطاقم كون النادي الملزم بتحمّل منصرفاته سيشرف على إقامته وترحيله. □ وهو حديث ساذج وينم عن جهل كبير لأن مهمة النادي بخصوص التحكيم الأجنبي (مالية) فقط أي سداد الالتزامات المالية المترتبة على الحضور حتى المغادرة. □ وتكون جميع الإجراءات تحت إشراف الاتحاد السوداني لكرة القدم من اختيار وتنسيق واستقبال بالمطار واختيار محل الإقامة والترحيل وسداد النثرية. □ كنا سنقبل بالخيارات الوطنية إن كانت الأخطاء محدودة وغير مؤثّرة ولكن خلال عدد من المواسم كانت لصافرات قضاة الملاعب الأثر الأقوى في تغيير وجهة بطولات الدوري للعرضة شمال وكل تلك الكوارث التحكيمية موثقة ولا نحتاج لسردها بالتفصيل. □ يكفينا فقط ما حدث خلال آخر مباراتين للمريخ أمام هلال التبلدي والأهلي الخرطوم ففي الأولى تغاضى الأمين الهادي عن ركلتي جزاء أوضح من شاشة بانورما عملاقة وفي الثانية هاب شانتير احتساب ركلتين بسبب احتسابه لركلة جزاء للمريخ خلال المباراة. □ ماذا يعني أن يحتسب الحكم ركلتين أو ثلاث خلال مباراة واحدة لنفس الفريق طالما كانت صحيحة؟ □ أما أم الكوارث فهى (البلطجة) التي مارسها أحد الحكام الوطنيين بلكمه لأحد لاعبي الأمل مسبباً له جرحاً احتاج لأربع غرز لوقف النزيف. □ السموأل نفسه بطل مباراة الأهلي مدني والهلال الكارثية خلال الموسم الماضي أو لنقل المباراة الفضيحة التي رفضت بموجبها إدارة الأهلي مدني إكمال المباراة. □ استبشرنا خيراً بلجنة (عامر عثمان) لإصلاح الأداء التحكيمي المتهشّم وتقويم الاعوجاج وتفادي كوارث القمة بالاستعانة بطاقم تحكيم أجنبي. □ ولكن الأخير خرج علينا بتصريح محبط مفاده أنهم لن يستعينوا بطاقم تحكيم أجنبي كون الحكام عادة يقعون في الأخطاء. □ نعم، يقع الحكام عادة في الأخطاء ويمكن أن يخطئ حتى طاقم التحكيم الأجنبي ولكن الحديث هنا عن مباراة جماهيرية يسبقها شحن كثير وترويج كبير وضغط لا مثيل له. □ أن يخطئ حكم وطني في مباريات غير جماهيرية فهو أمر مقدور عليه ولكن أن يخطئ في قمة قطبي الكرة السودانية فهنا عليه أن يتحمّل مسؤوليته. □ إدارة المريخ نفسها ملامه لأنها لم تمارس الضغط اللازم على الاتحاد للاستعانة بطاقم تحكيم أجنبي. □ قبلنا بالمشاركة والعودة للنشاط المحلي على مضض حتى لا نهدر هذه المواهب ولا نمزّق هذا النسيج المميز. □ ولكن الخنوع لقرار الاتحاد ولجنة التحكيم برفض الاستعانة بطاقم تحكيم أجنبي كان يجب أن يقابل بقرار تاريخي والجميع يعلم ماذا يعني (قرار تاريخي). □ حاجة أخيرة كده :: ليفربول يذل الأرسنال بالانفيلد رود.