□ الجميل في الدوريات الأوروبية أنها تريح المتابع من عناء المشاكل والأزمات التي تجتاح الدوريات العربية لأن الجميع هناك يحترم (القوانين) ويخضع لها بكامل إرادته وبقناعة تامة. □ تلك القناعة ليست من فراغ وإنما بسبب جودة القوانين واللوائح المنظّمة للاتحادات الأوروبية وهي مرحلة لن نصل إليها إلا بعد قرن من الزمان وربما لن نصل على الإطلاق. □ فنحن مازلنا نحتفل بالتصوير (مع كأس العالم) ولكننا لا نسعى للوصول إليه. □ رغم أن بطولة الدوري الإنجليزي باتت في أمتارها الأخيرة وأصبح طريق اللقب مفروشاً بالورود أمام فرقة البيب جوارديولا (مانشستر سيتي) الذي اكتسح تقريباً جميع خصومه وتحديداً الكبار منهم باستثناء (ليفربول) الفريق الوحيد الذي أذاق السيتي علقم الهزيمة بالبريمرليج. □ فقبل تسع جولات من ختام المنافسة يتصدّر السيتي روليت الدوري برصيد (78 نقطة) بفارق (16) نقطة عن أقرب ملاحقيه مانشستر يونايتد. □ وبالرغم من اقتراب الحسم إلا أن الإثارة ستكون في قمتها عصر اليوم عندما يستضيف مانشستر يونايتد غريمه الأزلي ليفربول في مواجهة تحمل عنواناً واحداً لا ثاني له (الانفراد بالمركز الثاني). □ مانشستر يونايتد يحتل المركز الثاني برصيد 62 نقطة وليفربول 60 نقطة ومن خلفهم توتنهام 58 نقطة ثم تشيلسي ب 53 نقطة. □ الموقف أعلاه يؤجج نيران موقعة الأولدترافورد على المركز الثاني في ظل الخطر المحدّق بالمانيو والليفر من قبل (توتنهام) الذي سينتظر أي نتيجة ينتهي عليها كلاسيكو إنجلترا الأشهر. □ تعثّر أي منهما وفوز الاسبيرز يشكّل ورقة ضغط كبيرة جداً على المانيو والليفر خصوصاً في ظل إمكانية تقدّم البلوز ووصولهم للنقطة (56) في حالة فوزهم اليوم ضد كريستال بالاس. □ الكلاسيكو الكبير لم يعرف هدوءاً حتى والمانيو في أفضل حالاته والليفر في أسوأ أيامه أو العكس فجماهير الفريقين تنتظر هذه المواجهة بشغف كبير لثقلها الفني وإرثها التاريخي وحماسها الطاغي. □ مباراة استثنائية بكل المقاييس لا تخضع لسباق البطولة من عدمه على غير عادة الثمانينات والتسعينيات وإنما السعي فقط وراء المركز الثاني بكل قوة أو على أقل تقدير ضمان الترتيب الثالث. □ ليفربول يبدو مستقراً أكثر من مستضيفه مانشستر يونايتد كونه يلعب بتشكيل ثابت ويملك قوة هجومية ضاربة بوجود الثلاثي المرعب (فيرمينو – صلاح – ماني) ومحاور على درجة عالية من التميّز تتمثّل في الألماني كان وهندرسون وفينالدوم. □ حتى المؤرّق الوحيد للريدز (خط الدفاع) لم يعد يقلق الألماني كلوب خصوصاً بعد انضمام الهولندي فان ديك لأن الريدز لم يقبل في شباكه سوى (ثلاثة) أهداف في آخر ست مباريات خاضها في بطولة الدوري. □ وخلال نفس الحصيلة من المباريات استقبلت شباك المانيو (ستة) أهداف مما يؤكّد أن الخط الخلفي لأبناء مورينهو سيتعرّض لاختبار صعب أمام الثلاثي المرعب. □ معنوياً سيدخل الليفر اللقاء بهدوء تام كونه ضمن الترقي للدور ربع النهائي في دوري أبطال أوروبا بينما تنتظر مانشستر يونايتد مباراة مفصلية أمام إشبيلية الإسباني يوم الثلاثاء القادم وكان التعادل السلبي قد حسم مواجهة الذهاب بإسبانيا. □ لذلك سيكون البرتغالي مورينهو مشتتاً ما بين الانفراد بالمركز الثاني وما بين المواجهة الأوروبية الحاسمة وبالتأكيد فإنه مطالب بالحفاظ على أهم عناصره قبل موقعة إشبيلية التي تلي الكلاسيكو (بيومين فقط). □ أضف إلى ذلك أن المهاجم التشيلي المنتقل حديثاً للمانيو مازال يبحث عن نفسه مع فريقه الجديد كما أن الفرنسي بوجبا لم يقدّم حتى الآن ربع ما يوازي صفقة انتقاله الضخمة أو حتى نصف ما كان يقدّمه مع اليوفي. □ تصريحات فيرمينيو وماني عقب بلوغ الدور ربع النهائي لدوري أبطال أوروبا يمكن وصفها بأنها (ثقة مفرطة) لأن الثنائي ذكر لوسائل الإعلام بأن الليفر سيهزم أي فريق في العالم ولا يكترث لأي خصم. □ خلال السنوات الماضية يعتبر مانشستر يونايتد عقدة لليفربول لأن الأخير حقق آخر فوز على الشياطين الحمر في بطولة الدوري في (مارس 2014) أي قبل أربع سنوات وهو ما يمنح المواجهة بعداً آخر ما بين كسر العقدة أو مواصلة الهيمنة. □ عموماً هو لقاء يستحق المتابعة عند الثانية والنصف بتوقيت السودان الثالثة والنصف بتوقيت مكة. □ رحم الله الأستاذ صلاح دهب وأسكنه فسيح جناته وإنا لله وإنا إليه راجعون.