* توقف عدد من لاعبي المريخ عن التدريبات بسبب مستحقات من الموسم السابق والحالي يكشف الأزمة الكبيرة التي يعاني منها المجلس والتي تنقسم لوجهين بحسب وجهة نظرنا * الوجه الأول للأزمة هو الوجه (المالي) والذي يصر على إنكاره والاستمرار في الإنكار رغم تأكيدات (الواقع والحال) على أنها موجودة وعشعشت فأباضت ثم أفرخت مشاكل من بينها تمرد وتوقف عدد من اللاعبين عن التدريبات * الوجه الثاني للأزمة والذي نعتبره الأسوأ والأخطر من الوجه الأول الذي يتمثل في الأزمة المالية هو الأزمة (الإدارية) القاتلة في كيفية إدارة أزمة غياب اللاعبين ووصولهم مرحلة التمرد وعدم الانتظام في التدريبات * *نعتقد أن الأزمة الإدارية في كيفية إدارة أزمة غياب اللاعبين تعتبر أكبر أثراً من الأزمة المالية والتي يمكن حلها في أي وقت برحيل المجلس * ولكن أزمة الضعف الإداري في كيفية مواجهة المشاكل وسط فريق الكرة تشكل الخطر الداهم كما ذكرنا * الآن ممثل المجلس في فريق الكرة أو بالأصح رئيس القطاع الرياضي هو الكابتن خالد أحمد المصطفى والذي ظل يتواجد على مقاعد البدلاء مما يعني أنه رئيس القطاع الرياضي .. والكابتن خالد بعيد كل البعد عن كيفية التعاطي مع الهموم والمشاكل التي بدأت تتسرب وسط اللاعبين ووصلت مرحلة التوقف عن التدريبات * غياب اللاعب لتدريب واحد يكفي لنفرة كاملة وثورة وسط قطاع الكرة والتحرك في كل الجبهات لحل الأزمة بذكاء من خلال الجلوس إلى اللاعبين ومناقشة أزمة مستحقاتهم بهدوء حتى يتم الوصول إلى حلٍ مرضٍ بمزاولتهم لتدريباتهم بصورة طبيعية * لا نعتقد أن خالد فكر في القيام بهذا الدور ولن يفكر لأنه من الأساس لا يملك الرغبة في القيام بهذا الدور وسيتجاوز فكرة أن المهمة من صميم اختصاصه بصفته رئيساً للقطاع الرياضي * خالد وخلال مباراة المريخ وأهلي الخرطوم أمس الأول أقدم على تصرف غريب وخاطئ بإبعاده لمدير الكرة الأخ أيمن عدار عن منطقة دكة البدلاء حتى يتم تقليص عدد المتواجدين من جانب المريخ إلى سبعة بعد أن وصل الرقم إلى ثمانية أفراد وهذا ما رفضه الحكم صبري فضل لأنه غير مسموح به * وبدلاً من أن يتصرف خالد تصرفاً حكيماً وصحيحاً بأن يسحب نفسه ويذهب للجلوس في المقصورة الرئييسة لأنه لا يوجد ما يلزم بضرورة وجوده طلب من مدير الكرة أن ينسحب من مقاعد البدلاء مع أن خالداً عمل من قبل في مجال التدريب والقطاع الرياضي ويعلم جيداً مطلوبات الوظيفة حيث يفترض أن يكون مدير الكرة متواجداً في مقاعد البدلاء بحكم أن من يقوم بإجراءات الاستبدال بجانب أن جلوسه بجانب البدلاء سيمكنه من الرصد الدقيق لحالات الإنذار للاعبين وهي من صميم اختصاصاته * ما فعله خالد يكشف عن ما يعيشه القطاع الرياضي في المريخ من أزمة والذي يعتقد خالد وهو الذي وصل مرحلة قائد في المريخ أن حدود مسؤوليته تنحصر في الجلوس على مقاعد البدلاء * نعود لأزمة تأخر المستحقات ونقول إنها ليست عيباً ولا ظاهرة جديدة حدثت في عهد المجلس الحالي فقط .. بل هي قديمة وكل الفرق تعاني منها وحتى في المريخ يعلم الجميع أنها حدثت في عهد الوالي صاحب الصرف الأعلى في تاريخ المريخ * تعامل المجلس مع مستحقات أحمد والتش بطريقة غريبة جداً حيث حرر شيكين للثنائي وتسلم التش شيكه فيما لم يتسلم بيبو شيكه لأنه كان متواجداً حينها رفقة المنتخب الوطني في بطولة الشان بالمغرب ليتجه المجلس للتصرف في شيك أحمد آدم وحتى هذا التصرف ليس عيباً ولكن العيب في عدم إخطار اللاعب بما حدث مع الوعد بتحرير شيك جديد لاحقاً ولا نعتقد أن اللاعب يرفض مطالبة المجلس . * المهم أن المريخ يعاني أزمة حقيقية .. ولكن تبقى الأزمة الحقيقية في كيفية معالجتها توقيعات متفرقة .. * بمناسبة مطالبات الأجانب من مدربين ولاعبين يتساءل البعض عن (سِر) ظهور هذه المطالبات بصورة مستمرة * الإجابة على السؤال أعلاه بسيطة جداً جداً وهي أن هناك (خللاً إدارياً) هو السبب الرئيسي فيما يحدث للمريخ من مشاكل تتمثل في مستحقات الأجانب من مدربين ولاعبين * وهذا الخلل أساسه غياب ما يسمى ب(المخالصة) مع هؤلاء الأجانب من جانب مجلس الإدارة عقب انتهاء ارتباط المدرب أو اللاعب * هناك عشرات الأجانب من اللاعبين وعقب انتهاء فترة تعاقدهم مع المريخ أو إنهائها قبل زمنها المحدد يغادر اللاعب مباشرة إلى بلاده دون جلوس إدارة المريخ معه لإجراء مخالصة حول مستحقاته بإشراف الاتحاد العام لكرة القدم ومن ثم رحيل اللاعب بصورة عادية * غياب المخالصة في المريخ هي التي أرهقت رئيس النادي الأخ جمال الوالي كثيراً من خلال تسديد كل الغرامات الموقعة بواسطة الفيفا عقب شكوى اللاعبين أو المدربين * المخالصة يمكن أن تفيد المريخ كثيراً فلو كان للاعب مستحقات (مائة ألف دولار) يمكن أن تتم تسوية لهذا المبلغ مع اللاعب ويسدد المريخ نصفها أوقل ولكن المشكلة أن المجالس المتعاقبة تمارس اتكالية غريبة وعجيبة وتريد من الوالي أن يتكفل بكل الأشياء خاصة المالية * والوالي نفسه يعتبر شريكاً فيما يحدث من أخطاء المخالصة لأنه لا يحاسب من يعملون معه في المكتب التنفيذي من الإداريين والذين لا ندري ما هو الدور الذي يقومون به ولذلك أرهقوه كثيراً نفسياً ومالياً * مجالس الهلال مثلاً نجدها وعلى النقيض من المريخ كثيراً ما تقوم بإجراء مخالصات مع الأجانب من أجهزة فنية ولاعبين وبطريقة توفر على خزينة الهلال المليارات وتابعنا تقليل بعض استحقاقات الأجانب إلى أقل من ربع القيمة المستحقة وهذه الطريقة تحسب لمجالس الهلال وتكشف الفهلوة الإدارية وتابع الكثيرون كيف أن بعض أجانب الهلال ذرفوا الدموع لحظة المخالصات بسبب طريقة ضغط الإدارات الهلالية عليهم للتنازل عن القدر الأكبر من مستحقاتهم * اللاعب استيفن وارغو الذي وقع في كشوفات المريخ موسم 2008 سدد له المريخ مستحقاته في موسم 2017 مما يكشف حجم الهرجلة الإدارية التي يعيشها المريخ * وحتى وارغو نفسه وجد بالمريخ فرصة لتسويق والاحتراف بالدوري الإماراتي مقابل أن يخلي طرفه من أي التزام مالي تجاه المريخ من مرتبات ومتبقي عقد أي أن يعفي كل متأخراته على المريخ وزيادة على ذلك يستفيد المريخ من عائد الصفقة ولكن بسبب ضيق الأفق الإداري خسر المريخ ما سيعود عليه من بيع اللاعب كما خسر فرصة إعفاء وارغو لمتبقي متأخراته * حالياً بطرف المريخ مطالبة مالية من المدرب الفرنسي غارزيتو وهذه المطالبة لم تنتج عن عجز مالي بل نتيجة رفض غارزيتو استلام مرتباته من الأخ حاتم عبد الغفار وربط استلام مرتباته لعام 2017 بمتأخر حوافز فوز الفريق بممتاز وكأس 2015 وكان يمكن للمريخ وقتها لحظة رفض غارزيتو استلام مرتباته أن يقدم المريخ فيه شكوى طرف الاتحاد العام لكرة القدم تفيد برفضه استلام راتبه على أن يتم إيداع المرتبات لدى الاتحاد السوداني تحوطاً لشكوى الفرنسي مع ملاحظة أن للفارق الكبير لسعر الدولار لحظة رفض غارزيتو استلام مرتابته وسعر اليوم .. * المجلس الحالي استغنى عن خدمات النيجيري كونلي والذي يمتد عقده مع المريخ لأربع سنوات مر منها عام واحد ولا أحد حتى يعلم حتى اللحظة هل تمت عملية مخالصة نهائية مع اللاعب عبر الاتحاد العام لكرة القدم وقع عليها النيجيري أم سنتوقع وصول مطالبة من الفيفا للمريخ في أي لحظة تخص كونلي ببقية مستحقاته .. نتمنى أن يكون المجلس الحالي خَلَّص مع النيجيري . * خلاصة قولنا إن الخلل الإداري في المريخ هو الذي يكلف الحزينة مليارات الجنيهات ولا ندري إلى متى تستمر هذه الفوضى.