* نبدأ منوعات الجمعة اليوم التاسع …من رمضان الخامس والعشرون من مايو بالدعاء (اللهم ألف بين قلوبنا وأصلح ذات بيننا واهدنا سبل السلام ونجنا من الظلمات إلى النور وجنبنا الفواحش وبارك لنا في أسماعنا وأبصارنا وقلوبنا وأزواجنا وذرياتنا …وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم أسال الله أن نكون من الفائزين المقبولين * يصادف اليوم الخامس والعشرين من مايو الذكرى التاسعة والأربعين لاستيلاء المشير جعفر نميري للسلطة في السودان والذي حدث صبيحة الجمعة الخامس والعشرين من مايو 1969 من خور عمر بكرري * من هو جعفر نميري وأين ولد وكيف نشأ وحياته قبل الانقلاب هذا ما سوف أستعرضه لكم في السطور التالية وقد أحتاج إلى حلقات لكي أوثق لحياة هذا القائد البطل غنى وردي أنت يا مايو الخلاص يا جداراً من رصاص إنها حكايات من مايو تجربة متعددة في تكويناتها ومتباينة في خطابها السياسي وغير مستقرة في شكلها وإيقاعها طوال الحقبة السياسية لها من العام 1969م وحتى العام 1985م. تتجدد ذكراها كل عام في هذا الشهر باعتبارها فترة من من فترات حكم السودان مليئة بالدم والفرح والدموع وبالإخفاقات والإنجازات. * جعفر نميري يعتز دائماً قائلاً بأنه مريخابي ودنقلاوي وينتسب إلى قبيلة الدناقلة وهي من القبائل النوبية في شمال السودان وقد درس النميري بمدرسة الهجرة بأم درمان والوسطى الابتدائي بمدرسة ود مدني الأميرية ثم مدرسة حنتوب وبعد ذلك تقدم لكلية الخرطوم الجامعية ولكنه آثر الالتحاق بالكلية الحربية السودانية لأسباب مادية عام 1950م. تخرج في الكلية الحربية بأم درمان عام 1952، وحصل على الماجستير في العلوم العسكرية من فورت ليفنورث بأركنساس الولاياتالمتحدة الأميركية سنة 1966. * تنقل نميري في عدة مواقع عمل في الجيش السوداني شمالاً وجنوباً. واتهم عام 1955 بتدبير انقلاب عسكري على النظام الديمقراطي القائم في البلاد في ذلك الوقت، غير أنه «تبين للقيادة بعد التحقيق معه أن الأمر ليس أكثر من وشاية وبعدما تبين لها ذلك حُفظ التحقيق». أجرى التحقيق معه مرةً أخرى حول محاولة انقلابية فاشلة قادها ضابط اسمه خالد الكد غير أن التحقيق لم يتوصل إلى ما يجرِّم نميري في المحاولة الفاشلة. * في صبيحة يوم 25 مايو 1969 م بثت إذاعة أم درمان بياناً للعقيد أركان حرب جعفر محمد نميري معلناً استيلاء القوات المسلحة السودانية على السلطة في البلاد، وتم تكوين مجلسين هما : – مجلس قيادة الثورة برئاسته الذي ترقى في اليوم ذاته إلى رتبة لواء (ثم لاحقاً إلى رتبة مشير). * – مجلس الوزراء تحت رئاسة بابكر عوض الله رئيس القضاء السابق الذي استقال من منصبه في عام 1964م، احتجاجاً على قرار حلّ الحزب الشيوعي السوداني. * مثل المجلسان سوياً السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية . * شمل مجلس قيادة الثورة تسعة ضباط كلهم تقريباً من رتبة رائد وضمت الحكومة الجديدة (21) وزيراً برئاسة جعفر نميري رئيس مجلس قيادة الثورة ووزير الدفاع. وكانت حكومة تكنوقراط فعلية يحمل أعضاؤها درجات علمية كبيرة ومؤهلات عليا من بينهم : * – الدكتور موريس سدرة أخصائي الطب الباطني الذي أوكلت إليه وزارة الصحة. * – الدكتور محمد عبد الله نور (عميد كلية الزراعة بجامعة الخرطوم آنذاك)، الذي أصبح وزيراً للزراعة والغابات * – الأستاذ محجوب عثمان (نائب رئيس تحرير جريدة الأيام حينذاك) وزيراً للإرشاد القومي. * – المحامي أمين الطاهر الشبلي وزيراً للعدل. * – المحامي فاروق أبو عيسى (نقيب اتحاد المحامين العرب السابق) وزيراً لشئون الرئاسة. * وضمت فيما بعد الدكتور منصور خالد، المفكر السياسي والأستاذ بجامعة كلورادو، وزيراً للشباب. * كما ضمت الحكومة اثنين من المثقفين الجنوبيين هما الدكتور جوزيف قرنق، برلماني ورجل قانون، وعيّن وزيراً للتموين، والقاضي أبيل الير وأصبح وزيراً للإسكان. * وضحت منذ البداية توجهات الحكومة الجديدة اليسارية حين ضمت في تشكيلتها عدداً كبيراً من الشيوعيين واليساريين البارزين والقوميين العرب. * شكل أنصار الحزب الشيوعي قاعدة شعبية لها، فيما تولت المنظمات التابعة له دعم النظام الجديد – الذي عرف لاحقاً بنظام مايو- وحشد التأييد الشعبي له. * ونواصل ….