□ عاش عشاق ليفربول ليلة كالحة السواد بعد السقوط غير المتوقع في نهائي دوري أبطال أوروبا أمام خصمه (المحظوظ) ريال مدريد الإسباني بهدف مقابل ثلاثة أهداف حكت واقع ليفربول الفني الذي يجب أن يمنح كلوب المزيد من التبصير لتلافي ما حدث مستقبلاً. □ الريال محظوظ لأنه عندما حل ضيفاً على بايرن ميونخ في الدور نصف النهائي أصيب روبن في بدايات المباراة وتقلّصت موارد النادي البافاري الهجومية، محظوظ لأن قوة ليفربول الضاربة عطّلها (البلطجي) راموس في الدقيقة (24) بتدخّل قوي أمام مرأى الحكم الصربي (ميلوراد مازيك) الذي لم يحرّك ساكناً تجاه المخالفة. □ ريال مدريد حتى لحظة إصابة صلاح كان تائهاً ومرتبكاً ولم يهدد مرمى الريدز سوى بتسديدة واحدة من ضيف شرف المباراة (رونالدو) بينما كان الليفر متوهجاً ومسيطراً على منطقة المناورة وأرهق دفاعات النادي الملكي وكاد أن يتقدّم في أكثر من مناسبة ولكنها الأقدار غير المتوقعة بإصابة صلاح وتحرر الريال من سطوة الليفر الهجومية. □ خسارة مؤلمة بكل المقاييس ولكنها لا تمثّل نهاية المطاف إن بدأ الألماني كلوب العمل من حيث انتهى بانتدابات نوعية في الدفاع والوسط والهجوم وتقوية دكة بدلائه في المقام الأول لأن الألماني عندما فقد خدمات صلاح لم يجد سوى (لالانا) اللاعب الأكثر من عادي وعندما أجهد ميلنر لم يجد سوى الألماني (ايمري كان) المشغول بعرض اليوفي. □ خروج صلاح أصاب لاعبي ليفربول بحالة شلل معنوي تام ولعبت الخبرة دورها لمصلحة ريال مدريد كون نهائي دوري الأبطال يعتبر (الأول) لجميع لاعبي الريدز بينما هو الثالث على التوالي لفريق العاصمة الإسبانية مدريد. □ قدّمت جماهير الأحمر أنموذجاً تشجيعياً يضاهي جميع ما تقدمه جماهير العالم وهي تهم للاستحواذ على النصيب الأكبر من تذاكر النهائي حتى أنها تغوّلت على تذاكر ريال مدريد نفسه وظلّت تهتف وتغني وتشجّع حتى والفريق متأخّراً بثلاثة أهداف. □ ثلاثة أهداف تسبب فيها الحارس المهزوز الألماني (كاريوس) الذي بدد أحلام الملايين من عشّاق النادي الأحمر وهو يقتل كل طموح الليفر بخطأ أقل ما يقال عنه أنه (ساذج) وهو يقدّم هدية مجانية لبنزيما بطريقة تثير التساؤل والاستغراب. □ فتمرير الكرة بتلك الطريقة العاجلة وباليد لا محل له من الإعراب لأن النتيجة كانت تشير للتعادل السلبي والشوط الثاني مازال في بداياته ولا ندري ماذا دهى هذا الكاريوس للتصرّف المذكور. □ حتى الحارس العملاق الألماني (أوليفر كان) علّق على الهدف المذكور بقناة زي دي إف الألمانية عندما قال (لقد مرر الكرة لبنزيما في مشهد لا يمكن تفسيره). □ لم يُحبط لاعبو ليفربول وقاتلوا بشراسة للعودة بالنتيجة وكان لهم ما أرادوا من اللاعب المجتهد ساديو ماني الذي عوّض غياب صلاح بإزعاج متواصل لدفاعات الريال حتى أحرز هدف التعادل من الكرة التي تابعها من رأسية لوفرين بعد أربع دقائق فقط من هدف الريال. □ ولأن كاريوس كان هو نقطة الضعف الوحيدة في النادي الأحمر منح الويلزي هدفاً مجانياً وأعني (الثاني) عندما كان متقدماً نحو متر من خط المرمى ولم يقو على رد مقصيته التي لم تكن تسديدة قوية وإنما لعبه خلفية كان بالإمكان صدها لو كان كاريوس حاضر ذهنياً ومتمركز بطريقة صحيحة. □ وهذا لا يلغي على الإطلاق جمال هدف جاريث بيل بقدر ما يحمّل هذا الحارس الفاشل كل سوءات ختام الأبطال بالنسبة لممثّل إنجلترا. □ والليفر يسعى بكل قوته لإدراك التعادل وماني يحاول والقائم يرد كرته يأتي من جديد البطل المدريدي الخفي واللاعب رقم (12) للميرنغي (لوريس كاريوس) في الدقيقة (83) ويتعامل مع تسديدة بيل البعيدة المدى بطريقة حراس (الدوافير) وليس حامي عرين يلعب لأحد عمالقة الإنجليز. □ وكلوب مشارك في الخطأ أيضاً لأنه ترك اسماً كالإنجليزي (جو هارت) يتسرّب من بين يديه ويصر على ابن جلدته (كاريوس المهزوز) كحارس أساسي والشاب الويلزي الذي لم يجد فرصة الظهور (داني وارد) إضافة لعدم الاعتماد على البلجيكي (منيولييه) والأخير أيضاً ليس بقامة الليفر. □ عموماً عدد من الدروس يفترض أن يكون قد استفاد منها كلوب ولن نقول إدارة ليفربول لأن الأندية الأوروبية تمنح كافة الصلاحيات للأجهزة الفنية فحراسة المرمى وقلب الدفاع والأظهرة في حاجة ماسة إلى إضافات نوعية. □ حاجة أخيرة كده :: لم تفلح (شطارة) الليفر ونجح (حظ) الريال.