□ يعد عشّاق الكرة الأيام والليالي ولو كان بمقدورهم لقاموا بجر الساعة لمعانقة البطولة الكبرى في العالم التي ستنطلق في الرابع عشر من الشهر الجاري بروسيا (كأس العالم 2018) في نسختها الحادية والعشرين التي يحمل خلالها الأعراب الكثير من الطموحات والعديد من الآمال. □ كلما تأهّلت إحدى المنتخبات العربية لإحدى بطولات كأس العالم يؤمّل العرب في تحقيق تلك المنتخبات لنتائج مميزة لا تقتصر على حد (شرف المشاركة) وإنما القدرة على مقارعة عتاولة أوروبا وكبار الأمريكيتين وطفرات منتخبات أفريقيا. □ التواجد العربي خلال النسخة الحالية يعتبر (الأكبر) منذ انطلاقة البطولة في العام (1930) بتعداد (أربعة) منتخبات هي السعودية ومصر وتونس والمغرب حيث لم تشهد النسخ الماضية وصول أربعة منتخبات عربية لإحدى بطولات كأس العالم. □ فأكبر عدد من المنتخبات العربية كان في نسختي 1986 (العراق – المغرب – الجزائر) وبطولة 1998 (السعودية – تونس – المغرب). □ لذلك أطلق العديد من النقّاد العرب (تفاؤلاً) بإمكانية تحقيق المنتخبات العربية لإنجاز يفوق شرف المشاركة أو الوصول للدور ثمن النهائي (دور الستة عشر) وهي أفضل مرحلة بلغتها المنتخبات العربية (المغرب في 1986) و (السعودية في 1994) و (الجزائر في 2014). □ وللمفارقة الغريبة أن منتخبي المغرب والجزائر خرجا على يد المنتخب الألماني بعد صعوبة بالغة حيث خسرت المغرب في 86 في آخر ثلاث دقائق بهدف ماتيوس، بينما غادرت الجزائر بعد الخسارة (1-2) في آخر دقائق المباراة بعد التمديد للوقت الإضافي وفي كلا النسختين توجت الماكينات بلقب المونديال. □ أما المنتخب السعودي فقد أُقصي من دور الستة عشر أمام المنتخب السويدي بالخسارة بنتيجة (1-3). □ ويبقى السؤال المهم (ماذا ينقص المنتخبات العربية لمقارعة كبار أوروبا والأمريكيتين)؟ هل هي فوارق خامات أم اختلاف منهج كروي بأكمله. □ فإن تحدثنا عن الاحتراف نجد أن المنتخب السعودي هو أقل المنتخبات العربية المشاركة يمتلك أسماء محترفة خارج المملكة بحصيلة (لا يوجد) إذاً الأخضر سيجد كامل المعاناة في مجاراة فرق مجموعته (مصر وروسيا والأورجواي). □ قائمة المنتخب التونسي ضمت (23 لاعباً) منهم (17) لاعباً محترفاً وهي حصيلة لا بأس بها ولكن وقوع نسور قرطاج في مجموعة تضم إلى جوارها كلاً من (إنجلترا – بلجيكا – بنما) يضع التوانسة في مهمة شبه مستحيلة للعبور للدور ثمن النهائي. □ أما أسود الأطلس المنتخب المغربي فضمت قائمته الأولية (26 لاعباً) منهم (23) لاعباً محترفاً خارج المغرب وثلاثة وطنيين فقط ومجموعة المغرب تضم إلى جانبه كلاً من (إسبانيا – البرتغال – إيران) وهي مجموعة صعبة على المغاربة دون شك ولكن مؤشرات حدوث المفاجأة إيجابية قياساً على عدد المحترفين بتوليفة المغرب. □ أما الفراعنة منتخب (مصر) فشهدت قائمته تواجد (8) لاعبين وطنيين بواقع (7 من الأهلي وواحد من الزمالك) إضافة ل (15 لاعباً محترفاً) خارج مصر. □ أقوى قائمة من وجهة نظري هي قائمة المنتخب (المغربي) وأضعفها قائمة المنتخب السعودي على الورق التي تخلو من أي لاعب محترف خارج المملكة بعيداً عن تجربة الثلاثي يحيى الشهري وسالم الدوسري وفهد المولد بإسبانيا لأنها لم تتجاوز حدود الانصهار داخل الأجواء الأوروبية مع غياب المشاركات الفاعلة. □ نظرياً يبدو التأهّل للدور ربع النهائي مرتبطاً بتواجد منتخبين عربيين في مجموعة واحدة وهما السعودية ومصر مع روسيا والإورجواي والأخير هو المرشّح الأبرز لخطف بطاقة الصدارة بينما ستلعب المنتخبات الأخرى على المركز الثاني الذي أحسب أن مصر هي الأقرب لضعف الدب الروسي وعدم قدرة الأخضر السعودي على مجاراة كوكبة المحترفين. □ العقلية العربية في منتخبات مصر والمغرب وتونس تتسّم بالفكر الأوروبي فما المانع أن تنجح المغرب في قلب الطاولة على الإسبان والبرتغاليين في ظل إمكانية التفوق على إيران. □ ولماذا لا يستفيد نسور قرطاج من (سبعة عشر) لاعباً محترفاً أمام الإنجليز والبلجيك مع إمكانية التفوّق على بنما المغمور. □ حتى على صعيد الأجهزة الفنية تقود المنتخبات العربية أسماءً مميزة ولها تاريخها وسمعتها مثل الأرجنتيني (كوبر مع مصر) والفرنسي هيرفي رونار مع (المغرب)، والأرجنتيني خوان بيزي مع (السعودية)، أما المنتخب التونسي فيخوض مغامرة كبرى بقيادة الوطني (نبيل معلول). □ إحدى وعشرون مشاركة عربية سبقت الظهور المونديالي الحالي وأفضل النتائج تحققت (ثلاث مرات فقط) ولم تتجاوز محطة الدور ثمن النهائي كما أسلفنا فهل بالإمكان أفضل مما كان خلال المونديال الروسي بوفرة الأسماء المحترفة وقيادات فنية مميزة. □ حاجة أخيرة كده :: متى يصل السودان لنهائيات كأس العالم؟