* شتان الفارق بين الدور الأول بجميع مبارياته وضربة البداية في الدور ثمن النهائي (دور تروح ما بترجع) ولو لم أتابع المونديال الروسي منذ بدايته لظننت أن ما مضى كان بطولة منفصلة عما يدور الأول.. وأن المنتخبات الستة عشر التي بلغت هذا الدور كأنها غيرت جلدها فجأة في المستوى أقوى والأداء أشد والحلول الفنية متنوعة وعرض كل فريق بضاعته على أحسن ما يكون رغبة في الحسم ومواصلة الطريق، والاستفادة من تعثرات الدور الأول من مجاميعه من أداء باهت وسلوك أدى لإشهار البطاقات الملوّنة وفي البال أن اللعب النظيف كان له مكاناً في الدور الأول وتأهل منتخب اليابان على السنغال رغم التساوي في النقاط والأهداف وفارقها. بداية ماراثون دور ال16 * وعلى الصافرة الأولى لدور الستة عشر تأكد تماماً أن الدب الروسي ناوي على المضي قدماً وهو يزيح الثور الإسباني بركلات الترجيح بعد ندية في الزمن الرسمي للمباراة ثم الركلات والنتيجة لصالحه وتألق حارسه وصده لركلتين (4-3) وتأكد تماماً أن عجلة الفريق تدور بأقصى سرعة وأن اللقاءات الثلاث في الدور الأول لم تكن إلا عملية تسخين تضمن له الانطلاق في ما بقي من مشوار نحو اللقب الذي هو جدير به ولو لصالح التنظيم المبهر. الأورجواي تقتال البرتغال * لم تمهل الأورجواي البرتغال ولم تمنحه أي مساحة زمنية للتفكير في الفوز وحققت ما تريده في بداية المباراة بهدف وأردفه في الشوط الثاني بهدف بعد أن حقق به التعادل (1-1) وكان بإمكان الإرجواي أن تزيد لولا براعة الحارس البرتغالي الذي نذكر أنه كان سبباً رئيسياً لفوز بلاده بكأس أمم أوروبا بعد تألقه أمام فرنسا مضيفة البطولة، والذي كان يستحق رجل المباراة الأول كما كان في فرنسا، ذلك لأنه أنقذ فريقه من هزيمة ثقيلة وتحمل عبء الدفاع عن شباكه في وقت انفتحت فيه الخطوط الأمامية الخلفية لدفاعه وتوالت عليه قذائف العضاض، وكافاني ورفاقهما وللأسف أنهت المباراة حياة جيل كامل للفريق البرتغالي. كرواتيا والدنمارك * لم تكن مباراة فرنسا والأجنتين ولا مباراة الإورجواي والبرتغال ولا حتى مباراة روسيا وإسبانيا وحدهم التي كشفت تغير وجهة المودنيال إلى الأفضل والأقوى وجاء لقاء كرواتيا والدنمارك غاية في الإثارة والروعة والمتعة ليس لأنه سلك طريق خروج المغلوب وامتد لوقت إضافي فحسب ولكن لأنه العرض الدنماركي والندية جاء على غير ما يتوقعه الكرواتي وظهر المارد الدنماركي وكان عملاقاً يصعب التعامل معه، وبعد أن أدرك التعادل (1-1) في الزمن الرسمي للمباراة والإمداد وفسخ حارسه الابن شمايكل ركلة جزاء في الزمن المحتسب ضائع من بين الداهية الموهوب رمانة ميزان خط وسط كرواتيا والريال مودريتش.. ليتفوق الحارس الكرواتي على شمايكل في ركلات الحظ بصده لثلاث ركلات مقابل ركلتين لاشمايكل وتتأهل كرواتيا لدور الثمانية وهو تأهل ذهب لمن يستحقه. خسارة محزنة لليابان * وضع الكمبيوتر الياباني نفسه في المقدمة دون رهبة أو خوف من جزاري وهدافي بلجيكا وتقدم بهدفين نظيفين عن طريق نجمه رقم (14) الذي يلعب في الدوري الإسباني ووضح من الصعب الحفاظ على هذا التقدم والعودة للقاء من جديد والاستمرار فيه لدقائق الحسم الأخيرة التي لعبت فيه الخبرة والمهارة الفردية دورها لفض الاشتباك لصالح الفريقين وذلك بعد أن عدل البلجيكيون النتيجة (2-2) ون خطأ فادح للفريق الياباني ككل جاء هدف الفوز للبلجيك في الدقيقة الرابعة وهي المحتسبة زمن ضائع. البرازيل والمكسيك * من لم يشاهد كل مباريات كأس العالم روسيا 2018 حتى المباراة (56) ويواصل فقد فاته الكثير مما تضمره الساحرة المستديرة خاصة مباريات المنتخب البرازيلي المواهب بداية من حارسه ودفاعه الصلب ووسطه كامسيرو ووليان وهجومه النيماري، لم يجار البرازيليون المكسيكيون في حماسهم للفوز عليهم لكنهم ببرود قابلوا ذلك الحماس وفازوا بهدفين ووضح أنهم يفعلون ما يريدون وقت ما يريدون. محظوظية جمهور الساحرة * أعتقد أن جمهور الساحرة المستدية محفوظ بعد سبق القدر كلاً من فرنسا وأورجواي وروسياوكرواتيا، والبرازيلوبلجيكاوالسويدوإنجلترا لموقعة دور الثمانية وما أدراك من لقاءات بهذا الحجم عندما يجمع المستطيل الأخضر بين فريقين بينهما حديد ونار ومشاهد سجلها التاريخ بحروف من ذهب، وانتزع كل منهما اللقب مرة على حساب الآخر. القارة العجوز في المقدمة: * تأهل من القارة العجوز أوروبا للدور الثمن النهائي (10) منتخبات من أصل (14) منتخباً هي حصة أوروبا في الونديال وتأهل من ال(10) لدور الثمانية (6) منتخبات، روسيا، فرنسا، كرواتيا، بلجيكا، السويد، إنجلترا وبقي منتخبنا لإكمال دور الثمانية وهما البرازيل والأورجواي من أمريكا اللاتينية ولم ينجح أحد من أفريقيا وآسيا والكونكاكاف وغداً ينطلق الدور ربع النهائي.
