□ تتجه أنظار عشّاق المستديرة عند السادسة مساء اليوم بتوقيت مكة إلى إستاد (أولمبيسكس كومبليكس لوزنيكي) بالعاصمة الروسية موسكو لنهائي كأس العالم الحادي والعشرين منذ انطلاقة البطولة في العام (1930). □ مواجهة سيكون عنوانها الأبرز إما الحفاظ على (أعراف) المونديال وتتويج فرنسا باللقب أو كسر تلك الأعراف من قبل إمبراطورية (يتش) في إشارة لأسماء معظم لاعبي كرواتيا التي تنتهي بالأحرف المذكورة. □ أعراف المونديال تقول بأن هناك عشرين نسخة لعبت لكأس العالم قبل النسخة الروسية الحالية ولم يتوّج باللقب سوى (ثمانية) منتخبات وهي (البرازيل 5 مرات)، (ألمانيا وايطاليا 4 مرات لكل) (الأرجنتين والإورجواي مرتين لكل منهما) ومرة لمنتخبات (فرنسا – إنجلترا – إسبانيا). □ ولكن مؤشرات النسخة الحادية والعشرين كانت تسير نحو أسماء ضد التاريخ وعكس الأعراف المونديالية وفي البال بلجيكاوكرواتيا وكلاهما وصل للدور نصف النهائي فعبر الكروات وأخفق البلجيك. □ معظم المحللين كانوا يتوقعون أن يظهر منتخبي بلجيكاوكرواتيا بمظهر مميز خلال النسخة الحالية قياساً على حجم النجوم بالفريقين والذين يعتبرون بمثابة الأعمدة الأساسية بالأندية التي يلعبون لها. □ كرواتيا منتخب مشبّع بالوطنية وحب الشعار ويقاتل بقوة لأجل حلم كبير ومشروع طموح رغم أن أقصى درجات طموحهم قبل بداية المونديال لم تكن تتجاوز محطة نصف النهائي وتكرار إنجاز مونديال فرنسا 1998 عندما حققت المركز الثالث على حساب هولندا. □ إلا أن المؤشّر النتائجي للكروات كان يسير بصورة تصاعدية وبأفضلية من مباراة لأخرى ويكفي أنهم أدوا (360) دقيقة خلال مواجهات ثمن النهائي وربع النهائي ونصف النهائي بنفس وتيرة الأداء البدنية. □ الحظ لعب مع الكروات أيضاً وهو أمر لا خلاف عليه لأنه تجاوز مرحلتين من المراحل الإقصائية عن طريق (ركلات الجزاء الترجيحية) ومن المجحف جداً أن نقول بأن العبور عن طريق ركلات الجزاء يمثّل إنجاز فني أو مهارة تكتيكية على الإطلاق. □ كان بالإمكان أن تخرج كرواتيا أمام الدانمارك ونفس الأمر تكرر أمام روسيا ولكن أمام الإنجليز تحسّب زلاتكو لتلك النقطة جيّداً وأجرى جميع تبديلاته في الأشواط الإضافية فقط لإنعاش الجوانب البدنية بمنتخب بلاده. □ منتخب فرنسا يحمل في ظاهره (فرنسا) وفي باطنه (منتخب إفريقيا) ليكون الديوك أكثر الدول التي استفادت من رعاية المواهب الإفريقية وتجنيسها وتقديمها للمنتخب الوطني. □ لم تكن انقلابات المنتخب الفرنسي (النتائجية) بمحض الصدف وإنما بسبب الغزو الإفريقي لأرض العطور والتي استفاد منه الفرنسيون أيما استفادة! □ فرنسا أحرزت كأس الأمم الأوروبية في العام (1984) وقبلها كانت غائبة عن المشهد تماماً حتى ظهرت في العام (1998) الذي حققت فيه المونديال وتبعته في بطولة الأمم الأوروبية في (2000) ومن ثم بطولة كأس القارات في (2001) و (2003) ووصافة مونديال (2006) ووصافة يورو (2016) والآن نهائي مونديال (2018).
□ الديوك خلال عقدين من الزمان أحدثوا تغييراً كبيراً في قدرة المنتخب الفرنسي على المنافسة وأضحوا أحد كبار العالم المهددين لعرش أي منتخب. □ فرنسا (الإفريقية) وعندما نقول إفريقية فنحن نطالع قائمة ال (23) لاعباً المشاركين في مونديال الروس فالحارس البديل (ستيف مانداندا) من (زائير)، اللاعبين (بريسنيل كيمبيمبي – نزوزي) من الكونجو الديمقراطية، فاران والده من جزيرة في (ترينداد وتوباجو). □ (أومتيتي) كاميروني و(امبابي) كاميروني، عادل رامي من (المغرب)، جبريل سيدي بيه وكانتي وعثمان ديمبلي من (مالي)، نبيل فقير من (الجزائر)، توليسو من (توجو)، إيمانويل مندي من (السنغال)، ماتويدي من (أنجولا)، بوجبا من (غينيا). □ غالبية لاعبي منتخب فرنسا من أصول إفريقية بل إن بعضهم شارك فعلياً مع منتخبات بلاده السنّية قبل أن يتحوّل للمشاركة مع المنتخب الأول للديوك وهو ما يؤكّد بأن هناك سياسة فرنسية محددة تجاه العنصر الإفريقي. □ العنصر الإفريقي الذي يجيد ويحرث الملعب (كمجنس) ويؤدي بوداعة وسذاجة كروية عندما يمثّل منتخب (بلاده) والسبب الأساسي دون شك هو مراحل التكوين والرعاية والتأهيل والفوارق بين أوروبا وإفريقيا. □ عموماً سنستمتع بمباراة من العيار الثقيل الفرنسيون بانضباطهم التكيكي ولعبهم الواقعي ومدربهم المميز ديشامب وكرواتيا بطموح تحقيق أول إنجاز وذكاء مديرهم الفني زلاتكو وقتالية وإصرار وعزيمة تلك المنظومة المميزة. □ حاجة أخيرة كده :: ساوثجيت (سنحقق إنجاز ألمانيا في وقت أقل) يا راجل قوم لف.