* حدثني صديقي المريخابي توفيق صديق يوسف ذات مرة أن لصاً دخل في ليلة ظلماء منزل أحد معارفه ومن سوء حظ اللص أن أهل البيت شباب استيقظوا على وقع أقدام المتسلل، فتركوه حتى دخل إحدى الغرف ثم تداعوا وتجمهروا بالقرب من الباب فلم يجد اللص بداً من أن يغلق على نفسه الباب من الداخل والانخراط في بكاء عميق ثم إعلان التوبة بصوت جهور وأنه لن يدخل بيتاً متلصصاً بعد اليوم وكل المطلوب منهم أن يتركوه لحال سبيله ويعودا أدراجهم للنوم * استجاب له القوم فما كان من اللص إلا أن أخذ من داخل الغرفة ما خف حمله وغلا ثمنه وخرج مطأطاً رأسه مبتعدًا ولسانه يلهج بالثناء والشكر والمديح لشهامة الشباب الذين سمحوا له بالتوبة على الملأ ثم الإفلات من تسليمه للشرطة أو معاقبته * عندما تقدم المريخ بطلب للجنة المسابقات (قامت الدنيا وقعدت) وكأن الزعيم طلب شيئاً مستحيلاً وغير ممكن تنفيذه وظهر أكثر من إداري من أعضاء اللجنة المنظمة وتسابقوا في الرفض وتمسك خمسة من عناصر اللجنة المنظمة برفضهم القاطع للتأجيل وسمعنا ببدعة التصويت من أجل تأجيل مباراة تتعلق بمهمة المريخ في البطولة الأفريقية * نفس الوجوه التى رفضت تأجيل مباراة المريخ كانت حاضرة حينما أقام الهلال معسكرًا قصيرًا بإحدى ضواحي نيروبي خلال الموسم الماض وتم تأجيل مباراة معلنة له * لم يكتف عناصر اللجنة المنظمة بأن يقيم الهلال معسكره القصير في كينيا بل تسبب التأجيل في ضغط كل الأندية بأن سمح هلالاب الاتحاد للنادي الذي يشجعونه بأن يتميز بأن يؤدي مبارياته بعد كل الأندية * هذا الموسم تمت برمجة مباريات الدوري عدا مباراة الهلال والأهلي شندي ولأنهم كانوا على علم بأن المريخ سيطلب التأجيل تمت إعادة البرمجة وأصدروا قرارًا بإقامة المباراة التي لم تتم برمجتها حتى يفوتوا الفرصة على من يتحدث عن عدم برمجة مباراة المدعوم والنمور * اليوم حملت الصحف خبراً صغيراً وبعيدًا عن كل ضوضاء يتحدث عن تأجيل مباراة الهلال والهلال كادوقلي * الخبر قد يكون عادياً فهي ليست المباراة الأولى التي يتم تأجيلها للمدعوم ولكن الغريب في الأمر أن الاتحاد ومن خلفه حسن أبوجبل وخمسة رفضوا تأجيل مباراة المريخ بأنهم لم يجتمعوا ولم يصوتوا ولم نطالع عبارة على مضض تم تأجيل المباراة * فهل تأجيل مباريات المريخ فقط هي التي يجتمع لها مشجعو الهلال داخل منظومة الاتحاد؟ * وهل المريخ فقط هو الذي يصدر قرارًا يحمل عباراة على مضض من جهة يفترض فيها الحياد ومعاملة كل الأندية بنفس المعايير * ما صاحب تأجيل مباراة المريخ والأمل العطبرواي ثم صمت القبور والهدوء الذي تبع تأجيل مباراة الهلال كادوقلي والهلال يوضح حجم المأساة التى تعيشها الكرة السودانية في وجود مشجعين لا يميزون بين التعصب الأعمى والحياد ومعاملة كل الأندية بحياد * هكذا يتعامل هلالاب الاتحاد وبعض الغاضبين من المريخ مع الزعيم والكيل بمكيالين * لماذا لم يجتمع أعضاء المسابقات ويصوتوا لتأجيل مباراة الهلالين؟ * ولماذا تم تأجيلها في صمت ولم يصدر حسن أبوجبل خطابًا يتضمن عبارة على مضض * هؤلاء هم من يديرون الاتحاد العام لكرة القدم السودانية * وهذه أسماء الخمسة الذين رفضوا التأجيل للمريخ ولم يجتمعوا ليصوتوا للتأجيل للهلال: المشجع الهلالابي رمزي يحيى بتاع القضارف، الهلالابي مأمون بشارة/ الهلالابي المتعصب سامي فتح الرحمن، عبد القادر العوض وحسين أبوقبة * سيحفظ كل أهل المريخ هذه الأسماء لأن دخول أمثال هؤلاء لمباني الاتحاد ليكون تعاملهم بهذه الطريقة وهذه الكيفية شاهداً على طريقتهم في إدارة لجنة منوط بها التعامل بحياد * حتى أنت يا مأمون بشارة!! * سؤال بريء: من يراهن أن هلالاب الاتحاد سيصدرون قراراً بعدم صلاحية ملاعب ولائية في مجموعة الهلال؟