* يبدو أن المريخ في طريقه لتحطيم عقدة شمال أفريقيا مع الكرة السودانية بصورة كاملة وهو ينتزع تعادلاً سلبياً أمام المولودية الجزائري بملعبه مساء الأمس ضمن بطولة زائد للأندية العربية * من قبل صارع المريخ الكماشة الجزائري في بطولة الأندية الأفريقية الأبطال الإتحاد الجزائري ووفاق سطيف والعلمة وتمكن من التأهل لدور الأربعة رفقة الإتحاد * وقبلها تجاوز الترجي التونسي وابعده من بطولة الأندية الأفريقية داخل ملعبه وبين أنصاره بملعب رادس * وبالأمس القريب أقصى الإتحاد الجزائري متصدر الدوري ببلاده من بطولة الأندية العربية الحالية بالفوز في الخرطوم برباعية حارقة * أمام المولودية الجزائري أمس قدم المريخ مباراة تكتيكية بصورة ممتازة رغم غياب عناصر مؤثرة مثل العقرب وسيف تيري حيث إعتمد على تفقيل كل المنافذ أمام الفريق الجزائري والذي فشل في الوصول لمنطقة دفاع المريخ حتى من الكرات المعكوسة التي تنتهجها أندية شمال أفريقيا حيث تعامل معها دفاع المريخ بطريقة نموذجية بجانب الحارس المتميز علي أبو عشرين والذي قدم مباراة كبيرة وهو يشارك لأول مرة خارجياً حيث كان الثبات والتصدي لكل الكرات الهوائية مدفوعاً بهدوء وببرود واضح فقط نعيب عليه دخوله العنيف مع أحد مهاجمي الفريق الجزائري ونتمنى ألا يكرر ذلك السلوك مستقبلاً * خط دفاع المريخ واصل تميزه عبر الرباعي حمزة داؤود وأمير كمال وصلاح نمر وحقار وإن كنا نعيب على الأخير هفواته المتكررة خاصة في التغطية والدخول على الخصم بطريقة غير مجدية لدرجة أن إضطر الجهاز الفني لإستبداله بأحمد آدم بيبو * وسط المريخ أصبح تألقه ليس خبراً ولكن الخبر ألا يتألق خاصة الثلاثي ضياء الدين وحمو والتكت فهذا الثلاثي قدم مباراة ممتازة وشكلوا ضغطاً رهيباً على لاعبي المولودية * التش واصل طريقة أدائه الغريبة في المراوغة والإحتفاظ بالكرة والإصرار على الجري بها وسنظل نشدد على هذا اللاعب بأن يترك أسلوب لعب الحواري والروابط وينصرف للعب الكرة السريعة والتمرير للزميل أولاً بأول كسباً للزمن والمساحة * المقدمة الهجومية شهدت مشاركة الغربال بتقدم رمضان عجب مع التكت في كثير من زمن المباراة وقد ظهر رمضان بمستوى يستحق درجة الإمتياز وتحرك في مساحات واسعة من الملعب وهاجم ودافع وكان نجماً بارزاً في اللقاء * أما الغربال فقد دفع ثمن ما أقدم عليه من خطوات غريبة وهو يسافر للجزائر للتفاوض بنفسه مع الأندية التي يقال أنها ترغب في خدماته فظهر شارداً وبعيداً عن مستواه لانه دخل المباراة بإحساس أن الجميع يراقب حركته اخل الملعب فكان من الطبيعي أن يظهر بمستوى مغاير عن المستوى المعروف عنه * زلفاني أدار المباراة بطريقة ممتازة حيث التقفيل والعودة للمربع الخاص بالمريخ بسرعة عند الفقدان وأجاد التونسي التغييرات بسحبه لحقار والتكت رغم تميزه لأنه نال بطاقة صفراء وكان يمكن أن يتعرض لبطاقة أخرى تبعده عن المشاركة * النعسان أجاد المطاردة والإحتفاظ بالكرة لتبديد الوقت وأسهم بصورة كبيرة في قفل المساحات على الطرف الأيرس للفريق الجزائري * نتيجة التعادل السلبية تعتبر نتيجة خطيرة خاصة وأن الخصم في الخرطوم سيلعب حتى على التعادل الإيجابي ولذلك الحذر مطلوب * المريخ سيستعيد خدمات سيف تيري والعقرب في مباراة الإياب بجانب دخول بيبو فورمة اللعب بعد غيابه لفترة وهذا يعني أن المريخ سيكون مختلفاً بالقلعة الحمراء * توقيعات متفرقة .. * قيام الدوري الممتاز بنظام المجموعتين هل أثبت نحاحا وافرز نتائجا إيجابية ؟ * الإجابة على السؤال مهمة ومطلوبة لأن الممتاز يعتبر المناقسة الأولى في السودان ويجب أن يجد الإهتمام والدراسة حتى نضمن منافسة قوية ومبرأة من العيوب * نعود لنظام المجموعتين ونقول أنه نهج عقيم وأثر بصورة مباشرة على قوة المنافسة حيث قلل من قوتها بصورة كبيرة * الفرق التي تتضمن التواجد ضمن فرق النخبة لا تهتم كثيرا بمتبقي مبارياتها * والفرق التي تفقد فرصة التواجد ضمن النخبة تصاب بالاحباط وتؤدي بقية مبارياتها بطريقة كلها تراخ مما ينعكس على قوة المناقسة * مثلا فريق المريخ ضمن الوصول لمرحلة دوري النخبة مبكرا حتى لو خسر كل مبارياته المتبقية وبالتالي سيتعامل مع بقية إستحقاقاته بطريقة لا نقول تفتقد للجدية ولكن سيكون الإهتمام المطلوب غائب وبالتالي سينعكس ذلك على قوة المنافسة * لا نتردد في القول أم هناك فرقا وبعد أن تضمن التواجد في دوري النخبة ستلعب متبقي مبارياتها بتهاون أشيه بالتراخي المقصود وقريبا من التواطؤ بصورة غير مباشرة لأن المدربين سيتيحون القرصة للعناصر الي لا تشارك * قبل أيام خسر الهلال أمام مريخ الفاشر داهل جوهرة الكاردينال ومرت الهزيمة دون ضوضاء وتناول من الإعلام لأمها لم تؤثر غلى موقف الهلال وسيعوض مستقبلاً * لو كان نظام الممتاز على الطريقة القديمة من محموعة واحدة لكان التعامل مع خسارة الهلال مختلفا تماماً لأنه قد تتسبب في فقدان الهلال للبطولة في ظل إحتدام التنافس مع المريخ * وحتى على مستوى جماهير الهلال وإعلامه والجهاز الفني لم تكن ردة الفعل عنيفة كما كما لو كانت الخسارة أيام نظام المجموعة الواحدة * نظام المجموعتين تسبب في حرمان جمهور الولايات من رؤية ناديي القمة كما كان في السابق حيث كان المريخ والهلال يزوران كل مدن السودان التي تمتلك ممثلين في الدرجة الممتازة ولكن اليوم غابت هذه الخاصية * فمثلا المريخ أوقعت القرعة المريخ في مجموعة تضم ثلاثة من الفرق التي تنتمي لولاية الخرطوم وهذا يعني أنه يؤدي ست مباريات داخل مدينة الخرطوم مما يعني ظلماً كبيراً على جمهور الولايات * جمهور الرياضة في الفاشر والبحر الأحمر محروم من مشاهدة المريخ مما يعني حالة الظلم التي تسبب فيها نظام المجموعتين * ممثلا نهر والشمالية في الدرجة الممتازة الأمل والأهلي أوقعتهما القرعة ضمن مجموعة المريخ مما يعني حرمان جمهور كل الشمال من رؤية فريق الهلال * وحتى الحديث عن تقليل عدد المباريات غير مقنع لأن الفرق تلعب عددا من المباريات تضاهي ذات العدد كما كان يلعب بنظام المجموعة الواحدة * المهم أن نظام قيام الدوري من مجموعتين فكرة أثبتت عدم جدواها ويجب أن يعاد النظر حولها لأنها ستتسبب في قتل المنافسة بصورة كاملة وبالتالي ستتراجع الناحية القنية للمنافسة وهذا يقود للتأثير على الفرق التي تشارك خارجيا ليمتد التأثير للمنتخبات الوطنية * المحافظة على تميز المنافسة الأولى في السودان مطلوب .. .