قد يجد الجهاز الفني لفريق الهلال بقيادة المدرب الوطني التاج محجوب نفسه في ورطة كبيرة ، اذا فقد أكثر من لاعب اساسي في مباراة مازيمبي الاحد المقبل . وربما يضطر لخوض المباراة ببعض العناصر قليلة الخبرة، في حال تم ايقاف بعض اللاعبين الكبار على خلفية احداث مباراة فيتا كلوب الكنغولي. لن نستغرب إن عوقب اكثر من لاعب، ولن نُفاجأ اذا صدرت قرارات الايقاف قبل موعد المباراة بساعات، طالما ان الكاف ما زال يتعامل مع انديته بمعيار الكيل بمكيالين. ولذلك ينبغي على مدرب الفريق التاج محجوب ومعاونيه ان يكونوا جاهزين لكل الاحتمالات، ويجب عليهم الا يعتمدوا على تشكيلة واحدة للمباراة المرتقبة. لا بد ان تكون هناك تشكيلة اخرى، وخطة بديلة جاهزة ، حتى لا يتأثر اداء الفريق،او تهتز صورته أمام العملاق الكنغولي. وهذا الامر يتطلب من الجهازين الاداري والفني، ان يضاعفوا جهودهم ويعملوا على تهيئة كل اللاعبين المرافقين للبعثة، وتجهيزهم فنيا وبدنيا ونفسيا لخوض المباراة. كنا نتمنى من الجهاز الفني ان يمنح لاعبي الصف الثاني فرصة المشاركة في مباراة موتيمبا الودية لكي يدخلهم في اجواء المباريات التنافسية. كانت التجربة ستفيدهم، وستزيد من ثقتهم في انفسهم، وستجعلهم مؤهلين لمواجهة مازيمبي بثبات، خصوصا وان التجربة حظيت بحضور جماهيري كبير. لكن ما يطمئن، ان كل اللاعبين المسجلين في الكشوفات الزرقاء يتمتعون بمواهب عالية، ولا تنقصهم الرغبة في تحقيق الانتصارات حتى في اصعب الظروف. باذن الواحد الاحد ، فان الخطة (ب)ان تم "تكريبها"، ستقود الهلال حتما الى نصف نهائي الابطال، حتى لو تم ايقاف اكثر من خمسة لاعبين دفعة واحدة. اهداف آخر الدقائق حول فريق موتيمبا الكنغولي خسارته من الهلال في المباراة الودية التي جرت بينهما امس الاول بهدف عمر بخيت الى تعادل 1/1 قبل النهاية بدقائق. وكانت شباك الهلال قد استقبلت هدفين في آخر عشر دقائق في مباراته امام فيتا كلوب الكنغولي عشية عيد الفطر بكنشاسا ، رغم انه كان متقدما بهدف بشة في الشوط الاول. وتكرر الامر في مباراة فيتا كلوب بالدور الاول في الخرطوم،حيث فرط الهلال في فوز كان في متناوله 1/0 ، ليعادل فيتا النتيجة من ضربة جزاء في الدقيقة 89. وفي القاهرة فقد الفريق الازرق نقاطا غالية امام الزمالك، حيث خسر المباراة قبل دقائق من نهاية المباراة، رغم ان نتيجتها كانت حتى الدقيقة 82 التعادل 1/1. وحتى في الدوري المحلي ظلت شباك الهلال تستقبل اهدافا سهلة في نهاية المباراة كما حدث أمام أهلي عطبرة الموسم الماضي وأمام أهلي الخرطوم قبل أيام. وعلى الرغم من تكرار هذه الظاهرة المزعجة، الا اننا لم نلمس او نلحظ أي جهود فنية لمعالجتها، او القضاء عليها من قبل المدربين الذين تعاقبوا على الهلال في الموسمين الأخيرين. من غير المعقول ان تستقبل شباك فريق كبير كالهلال اهدافا في الدقائق الاخيرة في عدد من مبارياته الرسمية،ومن العيب أن تتكرر هذه المسألة دون ان تجد العلاج الناجع. على الجهاز الفني الذي يقوده ابناء البلد فوزي والتاج ومبارك سلمان، ان يبذلوا جهودا كبيرة مع اللاعبين في الفترة المقبلة، للقضاء على هذه الظاهرة المزعجة وباسرع وقت ممكن. آخر الكلام من الايجابيات التي تحسب لفريق الهلال خلال مشاركته في دوري ابطال افريقيا هذا الموسم انه سجل في ثلاث مباريات متتالية خارج ملعبه، وهذا ما كان يفتقده في السابق. سجل الهلال خارج ملعبه هذا الموسم في ليوبار الكنغولي بدور ال 16،1/1، وفي الزمالك 1/2، وفي فيتا كلوب 1/2، ونجح في المحافظة على شباكه امام الملعب المالى في دور ال 32 0/0. تسجيل الهلال لثلاثة اهداف في ثلاث مباريات خارج ملعبه، يشير الى انه بات يملك قوة هجومية ضاربة، تتمتع بالخبرة ولا تتأثر بعوامل الأرض والطقس والجمهور. نتوقع ان يواصل هجوم الهلال الوصول الى شباك منافسيه خارج ملعبه، ولا نستبعد ان يزور شباك مازيمبي في مباراة الاحد اكثر من مرة. التسجيل في شباك مازيمبي سيعني تحقيق الفوز ، شريطة ان يستفيد الدفاع من تجارب الزمالك وفيتا كلوب ، وموتيمبا الودية، ويحافظ على نظافة الشباك حتى نهاية المباراة. المدافع سامي عبدالله لاعب كبير وموهوب، وان كان قد اخطأ في مباراة او مباراتين فهذا لا يعني انه فاشل او غير مرغوب فيه. الحملة التي يقودها بعض كتاب المريخ ضد سامي، الهدف منها احباطه ، ثم تدميره، حتى يخسره الهلال ، كما فعلوا مع غيره من اللاعبين. سجل ظهير البرازيل الايسر مارسيلو هدفا في شباك فريقه في افتتاح مونديال البرازيل امام كرواتيا، ومع ذلك لم نسمع من يطالب باقصائه او محاكمته. ضربة الجزاء التي احتسبها الحكم على سامي في مباراة فيتا والتي سجل منها الفريق الكنغولي هدف الفوز في الدقيقة الاخيرة، كانت ظالمة. سامي تصرف مع مهاجم فيتا بحذر ولعب على الكرة وليس على جسم اللاعب، لكن الحكم الكيني المرتشي احتسب ركلة جزاء بدون وجه حق. ضربات الجزاء في المباريات الافريقية ستستمر ، ولن تتوقف على الاطلاق ، طالما ان هناك اداريين يدفعون وحكاما يقبضون. وداعية : من لا يجيد التعامل مع الحكام لن يفوز ببطولة افريقية.