لا يمكن تجاوز الانجاز الذي حققه المريخ امس بالعاصمة كيجالي والمتمثل في فوزه ببطولة سيكافا للاندية، بعد تغلبه على فريق الجيش الرواندي بهدف دون مقابل. ولا يليق بنا ان نتجاهل التعليق على مثل هذا الحدث الذي انتظرته جماهير المريخ ومجلس ادارته واقطابه طويلا، وفريقهم يشارك في هذه البطولة اكثر من عشر مرات منها مرتين في هذا العام. فالفوز بالبطولة الاقليمية بعد عشرين عاما من المحاولات المستمرة، والاخفاق المتواصل في بطولات الكاف الكبرى والتعثر في الدوري المحلي، يعد انجازا كبيرا. لذلك فمن حق جماهير المريخ ان تفرح وتبتهج ، بهذه البطولة التي جاءت بعد سنوات من القحط والجفاف ، رغم ان الفوز بها لا يغير من واقع أي فريق في تصنيف الفيفا. لقد خدم الحظ المريخ في هذه البطولة وهو يساعده في الاستمرار فيها بدءا من الدور الاول،الذي تأهل فيه بفارق الاهداف عن فريق فيتالو البورندي. ثم نجح في تجاوز فريق عزام بركلات الجزاء في ربع النهائي قبل ان يتجاوز فريق كمبالا سيتي اليوغندي في نصف النهائي بركلات الترجيح ايضا ويتأهل للنهائي. لكن لابد ان نعترف بان الانتصار الذي حققه المريخ على الجيش أمس بهدف الكيني وانغا كان مستحقا،لانه تحقق على فريق يعتبر من افضل اندية المنطقة. وبعيدا عن ما جرى خلف الكواليس وفي ارضية الملعب، فاننا نعتقد بان العنصر المهم في تفوق المريخ وحصوله على البطولة كان في تواجد حارس المرمى اليوغندي الجنسية جمال سالم. ساهم هذا الحارس رغم قصر قامته في تشكيل سد منيع امام هجمات الفرق التي واجهت المريخ، فضلا عن تصديه لعديد من ركلات الترجيح في مباراتي عزام وكمبالا بربع ونصف النهائي. اعاد تالق هذا الحارس المتميز ، ذكريات الحارس الاسطورة حامد بريمة الذي كان له دور كبير وكبير جدا في اهداء المريخ كاس سيكافا 1986 وكاس مانديلا 1989. تالق جمال سالم مع المريخ وقيادته للمريخ للفوز بسيكافا 2014 رغم ضعف بنية الفريق الاحمر يؤكد ان حارس المرمى يمثل اكثر من 90 في المائة من قوة أي فريق. حاولت ادارة المريخ بقيادة جمال الوالي قبل سنوات تدعيم حراسة مرمى فريقها بحارس متميز لقناعتها ان وجود حارس ماهر من شانه ان يقود الفريق للبطولات. قبل سنوات تعاقدوا مع الحارس المصري عصام الحضري، والذي كان قد قاد منتخب بلاده للفوز بكاس افريقيا ثلاث مرات كما قاد الاهلي للحصول على العديد من البطولات. لكن الفرعون المصري خذل ادارة المريخ وقاعدته العريضة، بل على العكس كان واحدا من الاسباب التي ادت لعدم فوز المريخ بالبطولة الكونفدرالية 2012 رغم انها كانت قريبة جدا منه. نجاح الحارس اليوغندي جمال سالم مع المريخ وقيادته له في سيكافا والحصول على اللقب يحسب لادارة نادي المريخ ورئيسه جمال الوالي. لذلك ننتظر من ادارة الهلال ان لا تغفل هذا الجانب ، جانب حراسة المرمى، وعليها ان تبحث عن حارس متميز حتى ولو على طريقة المريخ. فضعف حراس المرمى اضاع على الهلال بطولات كانت في متناول اليد، كما حدث امام النجم الساحلي في اياب نصف نهائي دوري الابطال عام 2007. وتكرر نفس الشيء عام 2009 امام مازمبي حينما خسر الفريق بخمسة اهداف مقابل هدفين، فضلا عن(جلطة) جمعة جينارو في مباراة مازمبي الاخيرة. التهنئة لادارة ولاعبي وجماهير المريخ على هذا الانجاز الرائع والذي نعتقد بانه سيسهم دون شك في اعادة الثقة للفريق الاحمر ويدفعه لتحقيق البطولات الخارجية مستقبلا. والتحية والتقدير للمدربين الوطنيين برهان تية ومحسن سيد اللذين كانا خلف هذا العمل الكبير،، ليؤكدا ان المدرب الوطني لا يقل شانا عن الاجنبي. فتح المدرب الوطني سيد سليم سكة المريخ للبطولات الخارجية وفاز معه بسيكافا 86، وبعد 28 سنة اعاد برهان ومحسن التاريخ في قيادة الاحمر لعرش سيكافا. نأمل ان تكون سيكافا 2014 فتحا جديدا للكرة السودانية، كما حدث بعد فوز المريخ بها عام 86 ، حيث تأهل بعدها الهلال لنهائي بطولة الاندية 87 ثم فاز المريخ بكاس مانديلا 89 قبل ان يصل الهلال مرة اخرى لنهائي 92. وداعية : نعم لسيكافا 86 و2014 .. لا لسيكافا 94.