* وعدنا أمس في خواتيم المقال الذي حمل أسم (تحالف خالد عز الدين) بالمواصلة في ملف الشأن الإداري المريخي، وإن اختلفت العناوين يظل الملف واحداً، فلا يزال (الكلام في اللحم الحي) ، وإن كان السيف يصقله الكير والخبز ينضجه الوهج فإن (الجرح يطهره الكي). * والكي يتطلب منا أن نقول حديثاً واضحاً لا يقبل القسمة على (اللولوة) ، وقراءة المشهد وفق نظرات ثاقبة جلية، فلا مكان في (المناصحة) لمسك العصا من النصف واتباع الأساليب الرمادية. * لا أنكر أبداً أنني كنت حاداً في بداية حديثي عن المعارضة المريخية ممثلة في (التحالف)، والأعزاء الذين أتصلوا بي أمس معلقين ومتداخلين، قلت لهم إن (المجلس الحالي) أتفق الناس معه أو أختلفوا فهو واقع فرضته ظروف كاملة الشرعية، وجاء أعضاؤه بالانتخاب عبر الجمعية العمومية بما فيهم العقيد صديق على صالح الذي يعتبر من أكثر أعضاء المجلس الذين تنتاشهم السهام، وينبغي علينا تجاوز (العويل الإلكتروني) عبر الوسائط المختلفة، فإن كانت لنا تحفظات موضوعية حول مواقف ومردود بعض الأسماء فأنها تظل منزوعة القيمة وهدراً للزمن إن لم تغزو صناديق الإقتراع وتؤثر في خيارات واختيارات أعضاء النادي الذين يملكون حق التصويت في الجمعية العمومية ..! * ثمة سؤال منطقي قد يدور بأذهان الكثيرين الآن: لماذا ضربت مثلاً بصديق علي صالح وتركت رفاقه بالمجلس، وهل إيراد المثال بوضوح تام فيه شئ من التجني أو التحامل على الرجل الذي (غادر المكتب التنفيذي) في فترة أستقالة جمال الوالي وتولي عصام الحاج تصريف العمل الإداري بالنادي عندما كان أميناً عاماً وعاد (عزيزاً مكرماً لدخول المجلس من أوسع الأبواب عبر الإنتخاب) ؟؟ * الإجابة بوضوح لا يقل عن شفافية طرح السؤال تقول: إن انتخاب صديق علي صالح في ذاك التوقيت الحرج بعد تناول إعلامي واسع لخبر إنهاء خدمات (رجال المكتب التنفيذي) لا يعتبر حدثاً عارضاً لمن يجيد التحليل ويبحث عن إجابات لقراءة المشهد بصورة واضحة، فإما أن التحفظات التي يكثُر تداولها لا تجد أذناً صاغية سوى عند قلة من الإعلاميين والأقطاب والناشطين بالمنتديات الإلكترونية، أو أن الذين يزحمون الإنترنت بكثير نقد ووافر هجوم ليسوا من أصحاب (الإرادة الحقيقية) وما يكتبونه لا يتجاوز شاشات الكمبيوترات والموبايلات بوصفهم (محبين عن بعد لا أكثر) وليس لديهم عضوية فاعلة ، لذا فإن صياحهم وإن شق الحناجر فلن يُحدِث تغييراً واضحاً لأن (عاشق الأحمر في الخلا) يعلم جيداً أن الكلمة الفاصلة لمن يحق لهم التصويت حينما يتم تعليق كشوفات الجمعية العمومية ..! * إن كان المجلس واقعاً فرضته (إجراءات رسمية)، فإن المعارضة جسم أبوابه مفتوحة للجميع ومهمته تبصير المجلس بأخطائه عبر نقد ساخن للأساليب الإدارية، لا (التهكم من المريخ الكيان ومحاولة التقليل من قيمة النادي العظيم عبر تبخيس بطولة سيكافا أو مد الألسنة في وجه مباريات الزعيم مع الأندية العالمية)، فأكثر ما أحزنني من (التجمع المعارض) ودفعني للوقفة عند خطابه محاولة مشيه في خط (الحط من قدر مكتسبات مريخية) لا نقبل التقليل من قيمتها إن تمت في عهد جمال الوالي أو ود الياس، فالمعارضة المريخية الحقيقية يظل الفريق وما حققه من إنجازات بالنسبة لها (خط أحمر)، ولكن من يقنع تجمعاً في ظل كراهيته لرئيس النادي مشى بقدميه على ثوابت البيت الأحمر، فأصبح يدعو لجلساته خالد عز الدين بينما تصريحاته في (الأسياد)، ناسياً أن (صفوة المريخ) يغربلون المواقف، فالبون شاسع ما بين من يعارض لمصلحة مريخية ومن (يتحالف) مع الإعلام الأزرق ويرتمي في أحضان الأقلام والصحافة الهلالية . * قلت أمس إن التجمع المعارض خسر ضربة البداية عندما قدم قريش أميناً عاماً وراهن على أن الغُبن الذي يملأ صدر الرجل لسقوطه في إنتخابات (الأمانة العامة) سيدفعه لتحريك كافة الخيوط واستنفار كل ما يملك من قوة وطاقة للهجوم على جمال الوالي حتى يثأر لنفسه من فوز الفريق طارق عثمان الطاهر، لقناعة قريش أن الوالي لو دخل الانتخابات بقائمة ضمته أميناً عاماً لحققت تلك القائمة فوزاً كاسحاً، وما كان الرجل في حاجة ماسة الآن لأمانة المعارضة المريخية، ولكانت بياناته للرد على المعارضة تسد الفضاء بوصفه منتخباً مع الوالي ويجلس على كرسى أمانة المجلس الشرعية . * قلت إن قناعتي الخاصة أنه لو كان قريش يريد معارضة قوية للمجلس تقدم أسماء صاحبة أفكار ورؤى لما تقدم الصفوف، ولكنه أراد أن يقدم عبر المعارضة (صرخة غضب شخصية بحتة في وجه الوالي) متخذاً من التحالف وسيلة يصل بها لغاية واحدة مفادها: (طالما أن جمال لم يعمل على فوزي بالتزكية أو يساندني علناً ويطالب الفريق طارق بالانسحاب ، فينبغي عليه أن يرى كيف سيهاجمه قريش الذي سقط عندما خاض غمار الإنتخاب) ..! * السؤال المهم: هل يحتاج المجلس الحالي لمعارضة ؟.. الإجابة بوضوح نعم، ولكن المصيبة أن قريش خرج من مجالس الوالي بعد أحد عشر عاماً قضاها في (حكم المريخ) متربعاً ليحجز مقعده (معارضاً سوبر) يقود خط الهجوم على سياسات المجالس التي كان من عرابيها، وكأنما كتب على المريخ (مجالس ومعارضة) العيش في جلباب بيانات قريش ..! * يجب على قادة المعارضة أن يدركوا أنهم قدموا باختيارهم لقريش أميناً عاماً خدمة العمر للوالي والمجلس الحالي، حتى كدنا نشك أنهم يمثلون علينا (دور المعارضة) وتجمعهم ماهو إلا (تحالف موالي). * المؤسف حقاً أن التجمع لم يطرح نفسه بديلاً ولا يرغب في تقديم أسماء تقود النادي، ويسعى جاهداً للعمل على مغادرة الوالي لكرسي الرئاسة ولا يهمه حدوث فراغ، فعندما يكون الهم الأكبر محاربة رجل أكثر من البحث عن مصلحة المريخ يتخبط المعارضون ويفقدون البوصلة ويرتكبون حماقات زرقاء لا يغفرها التاريخ. * أخيراً : مؤسف أن يكون هدف التجمع التبخيس ونسف الاستقرار والصيام عن طرح البدائل وتقديم الأفكار . * غداً نواصل.. فللحكاوي بقية لم تنته بعد . نقش أخير