* ظاهرة غريبة (ومفجعة) ظت تنفرد بها مؤسسات الاعلام المسموع من اذاعات والمكتوب من صحف سياسية ورياضية ولا ادري ان كان نفس الحال مع القنوات الفضائية اليوم، فلقد درجت مؤسسات الاعلام المختلفة المتمركزة في الخرطوم لعدم وجود مؤسسات اعلامية في اقاليم السودان المختلفة درجت على استغلال مراسلين لهذه المؤسسات الاعلامية من كل انحاء السودان يتولون تغطية الاحداث السياسية والرياضية والثقافية والفنية ذلك لان ولايات السودان تشكل سوقا اساسية لتوزيع الصحف ولكن المؤسف ان هذه الاجهزة ظلت تحقق منفعة اعلامية معتبرة من مراسليها من كل ولايات السودان ومع ذلك لا تقدم هذه الاجهزة اي مقابل مادي لهؤلاء المراسلين كمرتب او حافز يستحقونه على ما يقدمونه من جهد تستفيد منه هذه الاجهزة ماديا واعلامياً وليت الامر يقف عند هذا، فالمراسلين يتكلفون من حر مالهم حتى يؤدون هذه المهمة الضرورية لاجهزة الاعلام حتى يغطوا منصرفاتهم وتكلفة رسائلهم. * حقيقة هذه الظاهرة لا اظن ان لها وجود في غير السودان والدليل على ذلك ان هناك مراسلين من السودان لمختلف صحف الخارج في الدول العربية وغيرها ويتقاضون مقابل ذلك مرتبات وحوافز رسمية بل وبأجور معتبرة، دفعني لاثارة هذه القضية انه نما لعلمي ان واحدا من اكبر رموز صحافة المراسلة قد قرر اخيرا اعتزال هذه المهنة التي افنى فيها اكثر من اربعين سنة من عمره ظل يقدم فيها خدمات اعلامية متميزة دون مقابل بل ويتحمل تكلفتها من حر ماله مع انه يقدم خدمة كبيرة اولا لاجهزة الاعلام التي يراسلها ان كانت سياسية او رياضية كما انه في نفس الوقت يقدم خدمات جليلة للاقاليم او المدينة التي يغطى احداثها اعلاميا حيث انها خدمة مشتركة يستفيد منها الطرفان الا انه الوحيد الذي لا يستفيد منها. * الاعلامي الذي قرر اعتزال هذه المهنة بعد اربعين عاما هو الاستاذ والرمز عثمان الخليفة من الابيض عاصمة شمال كرددفان، فلقد عمل عثمان مراسلا للصحف السياسية (الصحافة والايام والسودان الحديث والاضواء) كما عمل في مجال الصحافة الرياضية مشوارا طويلا بدءا من صحيفة الملاعب للزميل احمد محمد الحسن وجريدة الكورة للزميل عدلان يوسف ثم واصل مع العديد من الصحف الرياضية حتى اختتم مشواره اليوم مع عالم النجوم كما انه عمل مراسلا لاذاعة امدرمان الرئيسية وصاحبة اشهر برنامج تاريخيا (عالم الرياضة) اشراف الزميل عبد الرحمن عبد الرسول ومن المفارقات يومها ان الاذاعة قررت تكريمه مع ثلاثة من مراسليها مما دفع به لتكبد الحضور للعاصمة من حر ماله وليعود لمقره متحملا تكلفة السفر مكرما بشهادة وفاء لما قدمه ليصبح هو وزملائه الخاسرون من التكريم. * عطاء اعلامي مميز لاربعين عاما واحسب ان مثله كثيرون من المراسلين اثروا الصحف اعلاميا وخدموا مناطقهم ولكنهم ضحايا من سخروا انفسهم لخدمتهم، اذن وللتاريخ اقولها كلمة حق ان الرمز عثمان الخليفة وغيره من المراسلين يستحقون تكريما معتبرا من الاجهزة الاعلامية ومن المسئولين عن المناطق التي يدعمونها اعلاميا وان يكون تكريما معتبرا وليس تكريم (الوريقة المنسوخة). * ولعلني ادعو اتحاد الصحفيين ان يتبنى تكريمهم وبدعم من اجهزة الاعلام ومن معتمدي مدن الاقاليم الذين يقدم لهم هؤلاء المراسلين خدمة كبيرة لولاها لكانت مدنهم في طي النسيان. * ولا اشك في ان جهات كثيرة من مؤسسات وشركات في العاصمة والاقاليم ستأخر في دعم هذا التكريم المتأخر لاعلاميين افنوا زهرة عمرهم في خدمة الاعلام والمناطق التي ينتمون اليها. * فهلا استيقظ المعنيون بهذا الامر على كافة مستوياتهم لرد الاعتبار لهؤلاء الرموز سواء على مستوى الولايات والمدن او على المستوى المركزي او كلاهما معا . * وليس لي ما اقوله غير التحية والاشادة لمن نذروا انفسهم وطاقتهم مراسلين لاجهزة الاعلام خدمة لها ولاهلهم في محتلف مدن ومناطق السودان. * والتحية لك الاعلامي الرمز عثمان الخليفة الذي لم يسعدني الحظ بان التقيه الا عبر رسائله لاجهزة الاعلام والتحية لكل الاخوة المراسلين.