* منذ أن سقط المريخ بالخسارة أمام عزام التنزاني وهو قد فقد البوصلة في إدارة أزماته والخروج من حالة الإحباط التي دخل فيها ما أدى إلى سقوطه مرة أخرى بالخسارة أمام مريخ الفاشر وعلى ملعبه بأم درمان، ولعلنا أشرنا في كثير من المواضع بأن الفرق شاسع ما بين الهلال والمريخ في أن الأزرق يستطيع أن يتجاوز إحباطاته بسرعة ويطوي الصفحة ليطالع مع بدأها ومن ثم يعالج الإخفاقات بخلاف المريخ الذي يمكن لمشكلة صغيرة أن تهدر عليه موسماً كاملاً لأن المشاكل في المريخ متشعبة، والمجموعات كثيفة وكلهم يظن ان الوالي هو مسئوليته الشخصية فيدافع عنه بلا حواجز ودون حفاظ على شعرة معاوية بينه وبين الآخرين لذلك يسقط الكثيرون ما بين قتلى وجرحى ولا يخسر إلا المريخ..!! * اندهشت للحملة التي يقودها أهل المريخ هذه الأيام للحشد الجماهيري لاقتناص عزام في أم درمان وإقصائه من أرض المعركة وتعويض خسارة تنزانيا هنا بثلاثية تضمن للاحمر التأهل إلى الدور التالي، ولعلنا نؤمن بأن الطموح مشروع، وأن التفكير في تخطي الخسارة أمر لا بد منه ولكنهم عجزوا عن ابتكار أسلوب يعيد هذا القطار إلى مساره ولجأوا إلى هذا "الإزعاج" الذي يطلقون عليه الحشد الجماهيري، فالمريخ لم يخسر في تنزانيا لأنه فقد الدعم الجماهيري، بل خسر لأن دفاعه كان متواضعاً وخطوطه متباعدة وطريقة اللعب التي أدى بها جعل الوصول إلى مرمى جمال سالم أسهل من مهاجمة غارزيتو في الصحف، والتشنيع ب"علي جعفر" بعد كل مباراة..!! * يهدر إعلام المريخ طاقته في أمور انصرافية جداً سيدفع المريخ ثمنها غالياً أمام عزام التنزاني، فلا الجمهور سينزل إلى الملعب لتغطية اخطاء المدافعين ولا سيدعم الهجوم الأحمر ليصل إلى شباك الضيوف، هي فقط مجرد صيحات لا ترهب إلا الفرق المغمورة التي لا عهد لها بالمنافسات ولا نعتقد بأن عزام أحدها لأنه واجه الكثير من الفرق ذات الثقل والوزن في القارة مثل مازيمبي الكنغولي الذي يملك جمهوراً أشرس بعشرات المرات من المريخ لذلك فإن العزف على هذا الوتر "لا بيودي ولا بيجيب"..!! * ومن سخرية الأقدار أنه في الوقت الذي يخطط فيه جورج نيسمبي بهدوء للاستفادة من الثغرات الفنية في الفرقة الحمراء، ومباغتة الأحمر برصاصة الرحمة وإزهاق عشمه وعشم جماهيره في الصعود فإن المريخ مهتم بشراء الإعلام والدفوف والمفاخرة بنسبة الدخل العالية وكيفية استفادة المريخ منها في تسيير الأمور بالنادي "كم يوم كدة"، وذلك لعمري ما يجعل المريخ عرضة للخروج من التمهيدي باستمرار وعرضة لتقبل الهزائم "عادي" حتى على صعيد الدوري الممتاز..!! * سنكرر ما قلناه قبل مواجهة عزام في تنزانيا حين حذرنا المريخ من خطورة خصمه هذا وإمكانية تفوق عزام الوليد على المريخ بكل تأريخه ومشاركاته في البطولات الأفريقية لأن الفرق بين الفريقين أن عزام يخطط "صاح" ويعمل بهدوء لبناء فريق قوي ينافس على المستوى الأفريقي بشراسة ويجبر الخصوم على احترامه، في وقت يجتر فيه إعلام المريخ ذكريات مانديلا والكؤوس المحمولة جواً ليتعثروا بواقع لا يرونه أو أنهم لا يريدون رؤيته أصلاً..!! * عموماً فإن الطريقة التي يدير بها أهل المريخ قضاياهم طريقة خاطئة تبشر بخروج قاسي للمريخ من دوري الأبطال، والأشياء التي تحدث الآن تزيد "الطين بلة" وتتدحرج بالأحمر لذات المربع القديم، فلا خروف أبيض سينفع، ولا حشد جماهيري سيشفع لأن المريخ يعاني فنياً شاء من شاء وأبى من أبى، فالواقع يقول هذا رغم التخديرات ورغم اللافتات المرفوعة هنا وهناك بتحرك الروابط نحو القلعة الحمراء..!! * يا ناس المريخ.. الجماهير تساند ولكنها لا تصحح الأخطاء الفنية في الملعب..!! * وغداً نتحدث عن تعاملنا القبيح مع الانتصارات بعد جملة من الإخفاقات في الهلال..!! * أقم صلاتك تستقم حياتك..!! * صلّ قبل أن يُصلى عليك..!! * ولا شيء سوى اللون الأزرق..!!