أوكراه يحرج غارزيتو بمستوى مدهش ولمسات ساحرة غارزيتو: الغاني غير مفيد أفريقياً ولا يصلح الا للمباريات المحلية وليد الطاهر أظهرت جماهير المريخ محبة لا مثيل لها للفرنسي غارزيتو المدير الفني للفرقة الحمراء لأنها رأت فيه المدرب المجتهد الذي يريد أن يضع بصمته بقوة مع الفرقة الحمراء، كثيرون راهنوا على أن الخروج الأفريقي الحزين على يد مازيمبي سيضع نهاية لتلك العلاقة الحميمة التي ربطت بين المدرب والجماهير لكن الخروج على يد الغربان لم يزد تلك العلاقة الا قوة بعد أن أظهرت الجماهير تمسكاً لا مثيل له بغارزيتو لكن حالة عدم الود التي تسود العلاقة بين الساحر الغاني أوكراه والمدير الفني ربما وضعت نهاية لتلك العلاقة لأن التألق اللافت لأوكراه أمام الميرغني لم يشفع له ويجعله يحصل على إشادة غارزيتو التي ظلت تذهب لديديه بمناسبة وبدون مناسبة. في وقتٍ كان فيه المريخ يقدم واحدة من أسوأ مبارياته في بطولة الدوري الممتاز أمام الميرغني الذي لم يكن مُهيئاً على الإطلاق للصمود أمام الأحمر لم تجد الجماهير الحمراء خياراً أفضل من ممارسة الضغط على غارزيتو حتى يطلق موهبة أوكراه لتغيّر الكثير من واقع المريخ في تلك المباراة التي كانت تمضي برتابة لا مثيل لها، وحتى يثبت غارزيتو للجماهير أن أوكراه لا يمتلك العصا السحرية التي يغيّر بها واقع فريق بحاله استجاب لمطالب الجماهير ودفع بأوكراه الذي ابتعد عن المشاركة لفترة ليست بالقصيرة، فمنذ الإصابة التي تعرض لها في مباراة هلال الأبيض ظل أوكراه بعيداً عن المشاركة وحتى بعد أن بلغ كامل جاهزيته قبل مباراة الذهاب أمام مازيمبي كان بعيداً عن حسابات المدير الفني الذي جاء وأسقط أوكراه من حساباته مجدداً في مباراة الإياب وأصر على أن تكون قائمة المريخ ناقصة حتى لا يكون أوكراه ضمن الخيارات التي تسأله الجماهير عن أسباب عدم مشاركتها في تلك المباراة، لكن هذا الابتعاد لم يمنع أوكراه من استعراض قدراته الفنية العالية التي جعلته قبل أيام يتوج رسمياً بجائزة أفضل لاعب في الدوري الغاني عن موسم 2014 بعد أن تمّت تلك الاحتفالية في غيابه لظروف مرافقته المريخ إلى لوبمباشي، فقد أحدث أوكراه نقلة واضحة في أداء الفريق وجعل المدرجات تصحو من غفوتها التي نتجت عن الأداء الهزيل والباهت للمريخ في تلك المباراة، وبدقته المتناهية في إصابة الهدف تعامل أوكراه بصورة نموذجية مع ضربة ثابتة سنحت للمريخ خارج منطقة الجزاء فسجل منها الهدف الثاني بلعبة ساحرة ثم عاد بعدها ليقوم بجملة تتحدث عن موهبة فذة بلعبة تبادلها بسرعة مع كوفي وسدّدها قوية فوق العارضة ثم عاد أوكراه ليصنع الهدف الثالث لزميله مصعب عمر بصورة نموذجية مع نهاية المباراة التي انتهت دون أن تهتف فيها الجماهير للمجموعة أو للمدير الفني بل رددت هتاف أوكرا أوكرا أوكراه تعبيراً عن تقدير الجماهير للدور المؤثر الذي قام به النجم الغاني في تلك المباراة وهو يصنع الفارق لمصلحة فريقه ويقوده لانتصار عريض على الميرغني. مطلب بلطف برغم المستوى المميز الذي قدمه أوكراه والذي جعل الجماهير تتحسر على غياب هذا اللاعب الموهوب في مباراتي الغربان لكن جماهير المريخ قدمت طلبها بلطف لغارزيتو عقب نهاية المباراة وطالبته بتجاوز مشاكله مع اوكراه طالما أن اللاعب اعتذر له وعاد للمشاركة في التدريبات بصورة طبيعية وناشدت الجماهير غارزيتو أن يضع اوكراه في مقدمة خياراته لأن لاعباً بهذه القيمة الفنية العالية لا يستحق أن يجلس مطلقاً على مقاعد البدلاء لكن غارزيتو قابل مطلب الجماهير برأي صادم في الساحر الغاني في حديثه للصحفيين، ففي مثل هذه الأحوال وفي ظل المستوى الرفيع الذي قدمه أوكراه كان الواجب يفرض على غارزيتو أن يشيد بلاعبه وأن يثمّن دوره في المباراة وأن يؤكد اعتماده عليه بصورة أكبر في مقبل المباريات طالما أنه وصل إلى تلك الدرجة من الجاهزية لكن رأي غارزيتو في أوكراه الذي جاهر به للصحفيين سيكون صادماً لجماهير الفرقة الحمراء بعد أن وصف غارزيتو اوكراه باللاعب المحلي الذي لا يتألق الا في المباريات المحلية والتي لا يمكن مقارنتها بالمباريات الأفريقية، ليس هذا فحسب بل أكد غارزيتو أن أوكراه صاحب مجهود بدني متواضع ولياقته لا تسعفه لأداء مباراة كاملة لذلك حتى على الصعيد المحلي لا يستطيع أن يؤدي بأكثر من 20 دقيقة مع تأمين الفرنسي على أن أوكراه خيار غير مفيد على الاطلاق في المباريات الأفريقية، لكن بالتأكيد رأي غارزيتو في اوكراه لن تقبله الجماهير لأن اللاعب في الأصل ظل بعيداً عن المشاركة في المباريات الأفريقية حيث لم يتح له غارزيتو الفرصة للمشاركة الا في الدقائق الأخيرة في مباراة وفاق سطيف بعد سلسلة من الفرص السهلة التي أهدرها ديديه ورفاقه فكان أوكراه في الموعد بكرتين فقط سكنت الأولى شباك حارس وفاق سطيف ومرت الثانية بقليل جوار القائم ولعب الهدف الذي سجله اوكراه دوراً مهماً في تأمين انتصار المريخ في وقتٍ كان فيه وفاق سطيف يهاجم بشراسة من أجل معادلة النتيجة ولكن الدور الذي قام به اوكراه في تلك المباراة لم يجعل غارزيتو يقتنع بأن النجم الغاني الموهوب يمكن أن يقدم له الكثير في مثل هذه المباريات فاعتقل موهبته مجدداً على مقاعد البدلاء. لايوجد ما يمنع مشاركته في وجود كوفي كان غارزيتو في البدء يرفض مشاركة أوكراه بمبرر أن اللاعب يشارك في نفس الوظيفة التي يشارك فيها كوفي وبالتالي اذا شارك اوكراه ينبغي أن يتحول كوفي إلى مقاعد البدلاء لكن الواقع يقول غير ذلك، اوكراه دائماً ما يكون أكثر تأثيراً عندما يشارك في الجهة اليمنى التي وصل منها لشباك وفاق سطيف وسدد منها المخالفة التي أضاف منها المريخ الهدف الثاني أمام الميرغني فضلاً عن أن اوكراه دائماً ما يكون في قمة تألقه عندما يشارك إلى جوار كوفي الذي يلعب معه بتفاهم كبير وبالتالي فإن غارزيتو لا يستطيع أن يتمسك بإبعاد اوكراه لأن خانته يشغلها كوفي. أزمة التهديف حاضرة في وجود الحل المناسب أهم ما يميز أوكراه أنه يتميز بدقة متناهية في إصابة الهدف فضلاً عن لمسته الأخيرة النموذجية التي لا تخطئ شباك المنافسين مطلقاً، وكثيراً ما شكا غارزيتو من ظاهرة ضياع الفرص السهلة وعن حاجته للاعب يستطيع أن يضع حداً لمعاناة المريخ مع تلك المشكلة المتمثلة في إنهاء الهجمة بصورة نموذجية ومع ذلك لم يفكر غارزيتو على الاطلاق في الاعتماد على أوكراه الذي ما كان ليجد فرصة المشاركة في مباراة الأمس أمام الميرغني لولا أن الجماهير مارست ضغوطاً كبيرة على غارزيتو حتى يدفع بالساحر الغاني الذي تألق ليضع غارزيتو أمام ضغط أكبر من الجماهير حتى يحصل على المزيد من الفرص للمشاركة في مقبل المباريات. شعور غارزيتو بأنه مُحارب بسبب أوكراه دفعه لإصدار حُكم سلبي على اللاعب لم يجد غارزيتو في أكثر من مناسبة حرجاً في الإشادة بأوكراه كلما تألق مع التأكيد على أنه لا يمانع في إتاحة المزيد من الفرص لهذا اللاعب الموهوب لكن غارزيتو أصبح يشعر في الفترة الأخيرة أنه يتعرض لحرب خفية من بعض الذين يرغبون في مشاركة اوكراه في التشكيل الأساسي بالفرقة الحمراء وتحدث صراحةً عن تحركات لأحمد عباس الذي لعب دوراً بارزاً في تقديم هذا اللاعب للمريخ من أجل فرض أوكراه عليه ولعل هذا ما جعل المدير الفني يبخّس من المردود الطيب الذي قدمه اوكراه أمام الميرغني برغم أن وضعيته كمدير فني كانت تفرض عليه الإشادة بمردود اللاعب مع التأكيد على مشاركته متى ما حافظ على هذا الأداء الجيد بدلاً من الإشارة إلى أنه غير مفيد أفريقياً ولا يتألق الا لثلث ساعة فقط. مسافة بعيدة تفصل بين الساحر والإيفواري تصنع المقارنة الظالمة كثيراً ما قارنت الجماهير المردود المميز لأوكراه بالأداء المتواضع لديديه اللاعب الذي قدمه غارزيتو بنفسه للفرقة الحمراء وهي المقارنة التي لا يريد غارزيتو أن تحدث مطلقاً لأنها تحكي عن مسافة بعيدة في المستوى الفني والمهاري تفصل بين اوكراه وديديه لمصلحة الأول الذي جاء للمريخ بسيرة ذاتية تختلف تماماً عن ديديه الذي جاء ليحل أزمة التهديف للمريخ وفي محصلته أربعة أهداف فقط سجلها في الدوري التونسي بينما جاء اوكراه ليكون صاحب اللمسة الساحرة والبصمة الحاضرة في كل المباريات مسنوداً باسم كبير صنعه في الدوري الغاني في سن يافعة وهو يسجل 14 هدفاً أهّلته لخوض تجربة احترافية أوروبية وفي كل مباراة شارك فيها اوكراه كانت المقارنة الظالمة بينه وديديه ولعل التواضع الكبير للإيفواري في مباراة الأمس في مقابلة التألق اللافت لأوكراه أمام الميرغني يثبت للجميع أن المقارنة في الأصل غير موجودة. مطالبة لغارزيتو بترميم علاقته مع اللاعبين وفي مقدمتهم اوكراه أجمع قدامى لاعبي المريخ الذين تحدثوا للصدى أمس على القيمة الكبيرة للمدرب غارزيتو وعدّدوا ايجابياته وأجمعوا على أنه أحدث نقلة كبرى في أداء الفرقة الحمراء لكنهم اتفقوا على أن أبرز سلبيات المدير الفني إثارته للمشاكل والأزمات مع اللاعبين وطالبوا المدير الفني بضرورة ترميم علاقته مع اللاعبين وتجاوز كل الخلافات والمشاكل معهم من أجل المصلحة العليا وفي مقدمة اللاعبين الذين طالبوا بعودتهم للمشاركة الغاني اوكراه باعتبار لاعب صاحب لمسة ساحرة وقدرات عالية في إنهاء الهجمة بصورة نموذجية، فكل الذي ينقص المريخ يتوافر في الساحر الغاني اوكراه.
