* يترقّب العالم الكروي غداً الجمعة واحدة من أكثر الانتخابات إثارة للتسابق على المقعد الرئاسي بالاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) خصوصاً بعد موجة الزلازل والبراكين التي اجتاحت كبار قياداته بسبب تهم الفساد والرشاوى وفي مقدمتهم الرئيس الموقوف (بلاتر) وبرفقته (ميشيل بلاتيني). * يتنافس على عرش الفيفا (خمس) متنافسين وهم الأردني الأمير (العلي بن الحسين) رئيس الاتحاد الأردني منذ العام (1998) ومؤسس اتحاد غرب آسيا في العام (2000) وهو آخر الأسماء التي ترشّحت ضد السويسري بلاتر في مايو الماضي قبل أن يعلن انسحابه بعد انقضاء المرحلة الأولى من التصويت التي نال فيها (73) صوتاً مقابل (133) صوتاً لبلاتر. * المرشّح الثاني هو الفرنسي (جيروم شامبين) عمل بالفيفا خلال الفترة من (1999 – 2010)شغل منصب السكرتير العام المساعد وأحد أعضاء اللجنة المنظمة لمونديال فرنسا (1998) والكاتب الصحفي بمجلة (فرانس فوتبول) الفرنسية الاسبوعية ترك العمل بالفيفا بسبب الضغوط على حد تعبيره في العام (2010). * المرشّح الثالث هو السويسري (جياني اينفانتينو) والذي برز اسمه كمرشّح عقب رفض الاستئناف الذي تقدم به (بلاتيني) للسماح له بخوض الانتخابات، (جياني) بدأ العمل بالاتحاد الأوروبي في العام (2000) لتطوير الأعمال القانونية والإحترافية والتجارية، شغل منصب مدير الشئون القانونية ورخص الأندية في (2004) وحتى (2007) حيث تقلّد بعضها منصب السكرتير العام للاتحاد وهو أحد أعضاء (لجنة الإصلاحات) بالفيفا. * المرشّح الرابع هو البحريني الشيخ (سلمان بن ابراهيم آل خليفة) رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ونائب رئيس الفيفا منذ العام (2013) وأحد أعضاء اللجنة المالية والاستراتيجية بالاتحاد الدولي ورئيس لجنة الانضباط لمونديال الأندية (اليابان 2008) وعضو اللجنة المنظمة لمونديال البرازيل (2014). * المرشّح الخامس هو الجنوب افريقي (طوكيو سيكسويل) رجل أعمال ناشط في ردع سياسة الفصل العنصري وأحد أعضاء اللجنة المنظمة لمونديال جنوب افريقيا (2010) يشغل حالياً منصب (مستشار الفيفا ضد العنصرية). * من وجهة نظري الشخصية سيكون التنافس مقتصراً وبصورة صريحة منذ الجولة الأولى على السويسري (جياني) والبحريني (الشيخ سلمان) نسبة لحصولهما على دعم اتحادات قارّية كبرى من بين جملة ال (207) اتحاد المنضوية تحت لواء الفيفا مع الأخذ في الاعتبار استبعاد كل من صوتي اتحادي الكويت واندونيسيا بسبب الإيقاف. * فالشيخ سلمان يحظى بدعم آسيا (46) إتحاد والكاف (54) إتحاد بإستثناء (جنوب السودان وليبيريا) اللتان ستصوتان للأمير العلي بينما يجد جياني من خلفه كل من أوروبا (53) إتحاد والكونكاكاف (35) إتحاد وامريكا الجنوبية (10) إتحادات وتبقى (أوقيانيا) في منطقة محايدة ولكنها أقرب للتصويت للسويسري (جياني) حيث يبلغ عدد اتحاداتها (11) اتحاد. * السباق كما أسلفنا سيكون محموماً بين الثنائي فالشيخ سلمان يعزف على وتيرة (محاربة الفساد) وفصل أنشطة اللعبة عن السياسة وعدم التسرّع بزيادة عدد المنتخبات في كأس العالم وفقاً لدراسة، إضافة لتطوير كرة القدم وإعادة تقييم إنفاق الفيفا. * أما السويسري (جياني اينفانتينو) فلم يعر الحديث عن الفساد أدنى إهتمام ولكنه لعب على لغة المال والترويج لأفكار ستجد الدعم من قبل الإتحادات التي تفشل عند الخواتيم من بلوغ نهائيات المونديال (مصر) كمثال وإتحادات (أوقيانيا) !!. * فجياني تبنّى فكرة زيادة عدد المنتخبات بالمونديال إلى (40) منتخباً وهو يجد في الفكرة زيادة الدعم المالي للعبة (تجارياً)، أما لغة المال فتمثّلت في حديثه عن ضرورة زيادة إنفاق الفيفا على الاتحادات لاستغلالها في مشاريع التطوير والنهوض باللعبة. * سجال (الشيخ) و (السويسري) مبنى صراحة على مقترحات مهمة كعدد منتخبات المونديال وانفاق الفيفا على الإتحادات. * تعاطف الإتحاد الآسيوي مع الشيخ سلمان منطقي ومقبول بحكم سيادته على اتحاداته أما (الكاف) فيبدو أنه نظر للأمر من زاوية الرد المميز للشيخ في التعقيب على (جياني) حول زيادة الإنفاق على الاتحادات الأخرى. * فالشيخ سلمان يرى بأن دعم الفيفا يفترض أن يوجه للاتحادات التي تحتاجها ضارباً الأمثلة بأن إتحادات مثل (السعودية والإمارات واليابان وامريكا وانجلترا والمانيا) ليست في حوجة للدعم بقدر ما تحتاجها الدول الأصغر لتطوير بنياتها التحتية ومقارعة اتحادات الدول المتقدمة. * وبين هذا وذاك تذاكى الأمير العلي بن الحسين محاولاً خطب ود إتحاد الكونكاكاف عندما انتقد قرار الفيفا السابق بإيقاف الدعم عن (جميع) إتحادات الكونكاكاف بسبب فساد رؤساؤه (الثلاثة) منوهاً بأنه (ضد) القرار المذكور وكأنما أراد أن يقول (صوتي لي وسأعيد الدعم) ! * شخصياً أجد أن أفكار الشيخ (سلمان) منطقية وواقعية وتصب في مصلحة الكرة وتسهم في تقليل (المسافة) الشاسعة بين الإتحادات الكبرى والصغرى لذلك نتمنى فوزه بمقعد الرئاسة خلفاً للفاسد (بلاتر). * حاجة أخيرة كده :: هل تسمح الأجندة الدولية الخفية بتقلّد (عربي) لرئاسة أكبر مؤسسة رياضية في العالم؟