* ضجت الأسافير مساء أمس الأول بخبر يتعلق بقرب عودة الأخ جمال الوالي لقيادة نادي المريخ، تنفيذاً لتوجيهات عليا، مثلما أوردت الصدى في عدد الأمس. * حظي النبأ باهتمام غالبية المنتمين للأحمر، ممن هللوا واستبشروا باحتمال عدول الرئيس المحبوب عن قرار الابتعاد عن رئاسة ناديهم. * النبأ المذكور ارتبط باجتماع عقده سعادة الفريق أول مهندس عبد الرحيم محمد حسين، والي ولاية الخرطوم، مع الأخ جمال الوالي، بحضور الأستاذ اليسع صديق، رئيس مجلس الشباب والرياضة بالولاية، واستهدف إقناع الوالي بالعودة لقيادة المريخ. * ذلك ليس الخبر المهم. * النبأ الأهم والذي يستحق الاهتمام يتعلق برؤية متقدمة، طرحها والي الخرطوم على الوزير ووالي المريخ، وتتصل بمشروعاتٍ طموحة، تستهدف مساعدة ناديي المريخ والهلال على امتلاك استثمارات عقارية، ومشاريع تجارية قيمة، تقيهما شرور الاعتماد على الأفراد. * الرؤية المذكورة تهدف إلى الاستفادة من جماهيرية الناديين، وموقعيهما المميزين في قلب أم درمان لإنشاء مجمعات تجارية وقفية، وأندية أسرية، يغطي ريعها المنصرفات المتصاعدة، ويمكن أكبر ناديين سودانيين على امتلاك معينات حقيقية، تمكنهما من تطوير نشاطهما، وترفع قدراتهما التنافسية في البطولات الخارجية. * غني عن القول إن أي تطور يحدث في المريخ والهلال تستفيد منه المنتخبات الوطنية، وينعكس إيجاباً على البيئة الرياضية كلها، لأن الناديين المذكورين يمدان المنتخبات بمعظم اللاعبين المميزين، ويستأثران باهتمام غالبية الرياضيين في السودان. * استقرار النشاط الكروي في السودان مرهون باستقرار أكبر ناديين، يتبعان أصلاً لولاية الخرطوم، ومن الطبيعي أن يحظيا بدعم واهتمام حكومة الولاية من باب (تمييز المميز). * لو أفلح والي الخرطوم في تنفيذ رؤيته المتقدمة فسيقدم خدمة لا تقدر بثمن للرياضة السودانية كلها، لأن ما يحدث في العملاقين ينعكس إيجاباً على بقية الأندية، التي تتخذ مما يحدث في المريخ والهلال قدوةً لها. * في مصر القريبة وفرت الاستثمارات العقارية والأندية الأسرية دخلاً هائلاً لناديي الأهلي والزمالك، ومكنتهما من اكتساح البطولات الأفريقية، والتربع على عرشها بأكبر عدد من الألقاب القارية. * هناك تجربة محلية رائدة أخذت حيزاً في ساحة الرياضة السودانية مؤخراً، وتمثلت في رعاية جهاز الأمن والمخابرات الوطني لنادي الخرطوم الوطني، الذي أصبح منافساً قوياً للعملاقين، بعد أن قضت رعاية الجهاز على هاجس التمويل، ومكنت النادي من التعاقد مع أفضل المدربين واستجلاب أميز اللاعبين، ومنحته ملعباً جميلاً في نادي الأسرة بالخرطوم. * في العام المنصرم ساهم دعم الدولة في وصول العملاقين إلى مرحلة نصف نهائي دوري أبطال إفريقيا، ليميزا السودان بما لم يتوفر لدول كبيرة وعريقة في مجال كرة القدم. * الفكرة التي طرحها والي الخرطوم ستحدث تحولاً تاريخياً في الناديين الكبيرين، لأنها ستوفر لهما استقراراً إداريً افتقداه في السنوات الأخيرة، وستخلصهما من الاعتماد على دعم الأفراد، وتعبد الطريق أمام كفاءات إدارية مرموقة، كي تتقدم الصفوف، وتشرف على إدارة الناديين، بعيداً عن هاجس الخوف من نقص التمويل. * الخطوة المذكورة تستوجب إحداث تعديلات جوهرية في التشريعات الرياضية، لأن القانون الحالي يقف حجر عثرة أمام تحويل الأندية إلى شركات مساهمة عامة، لأنه ينص على تبعيتها إدارياً ومالياً للوزارة الولائية. * الطرح المتقدم لوالي الخرطوم بخصوص توفير مشاريع الاستثمارية ثابتة سيمنح الناديين الكبيرين قبلة الحياة، وسيحفظ لهما كوادر إدارية مميزة، نفرت من العمل بسبب ارتفاع العبء المالي عليها. * رهن والي الخرطوم تنفيذ تلك المشروعات بوجود شخصيات ذات قدرات مالية عالية على قمة الناديين، ونحن لا ندري الوصفة التي ستعيد الوالي لقيادة المريخ في الفترة المقبلة. * هل سيعود منتخباً عبر جمعية عمومية، أم عبر مجلس تسيير يتم تعيينه ليعقب المجلس الحالي؟ * الخيار الأول أفضل، لأن المريخ لا يمتلك أي مصلحة في استمرار الوضع الانتقالي، علماً أن خيار الانتخابات محاط بتعقيدات إدارية وإجراءات ستستهلك بعض الوقت. * سننتظر لنرى، هل سينفذ الوالي جمال رغبة الجهات العليا ويعود لرئاسة المريخ بأحد السيناريوهين المذكورين أعلاه، أم يستمر في تمنعه ويرفض العودة، ويتمسك برغبته في الاستراحة من عناء ثلاثة عشر عاماً قضاها في قيادة النادي الكبير. * سننتظر ونرى ما ستحمله الأيام المقبلة في ساحة النادي الكبير. آخر الحقائق * تناقلت قروبات الواتس والمواقع الرياضية صوراً جمعتني مع الأخ أشرف سيد أحمد الكاردينال مساء أمس الأول، مع جملة من التعليقات الطريفة للمريخاب والهلالاب على حد السواء. * الهلالاب كتبوا (مزمل يتكردن)! * والمريخاب ردوا بعبارة (كردنة يتمزمز)! * الحقيقة أنني التقيت الكاردينال وجهاً لوجه لأول مرة في دعوة عشاء أقامها العضو البرلماني المعروف أبو القاسم برطم (قطب المريخ المعروف) في داره الجميلة بكافوري مساء أمس الأول. * تبادلنا التحيةوالمداعبات، وذكر لي الكاردينال أنه لا يقرأ ما يكتب في الصحف عادةً، لكنه يتابع مع أكتبه عبر بعض الزملاء الأهلة. * تطرق الحديث إلى الأعباء المالية الضخمة التي تقع على عاتق من يتصدى لقيادة أحد الناديين الكبيرين، وأبدى كردنة استعداده للتعاون مع المريخ لتحسين البيئة الكروية وتنقيتها من الخلافات. * قدرنا له حديثه الطيب، علماً أن ذلك تم بحضور الأخ الأستاذ عماد الطيب، أمين عام نادي الهلال. * عماد كادر إداري شاب وطموح، تجمعنا به علاقة طيبة، لم تؤثر عليها حرارة التنافس بين العملاقين. * كردنة يستطيع أن يتعاون مع المريخ بما يخدم مصالح الناديين الكبيرين، خاصةً في ملفي الرعاية والبث التلفزيوني لبطولة الدوري الممتاز. * لو نجح الناديان في إيجاد صيغة تعاون تحقق مصالحهما الإدارية، وتحصر التنافس بينهما على المستطيل الأخضر فستحصد الكرة السودانية الكثير من ذلك التعاون. * هناك تجربة رائدة حدثت بين العملاقين قبلا عامين من الآن، وأبرما خلالها اتفاقية جنتلمان قلصت الإنفاق على التسجيلات إلى الحد الأدنى. * أذكر أن التجربة أشرف عليها من جانب المريخ الأخ عصام الحاج، ومن جانب الهلال الأخ هاشم ملاح. * حبذا لو تكررت ابتداءً من التسجيلات التكميلية المقبلة. * بالأمس انتقدت موظفي المكتب التنفيذي لنادي المريخ، وذكرت أنهم قصروا في تجهيز التأشيرات. * اتضح أنهم قدموا طلب التأشيرات للسفارة النيجيرية قبل عشرة أيام، وظلوا ينتظرون توفير كلفتها، البالغة مائة دولار عن كل تأشيرة. * المكتب التنفيذي براءة، والمسئول عن التأخير هو المجلس الذي لم يوفر المبلغ المطلوب إلا أمس. * هل سيسافر المريخ إلى معسكر القاهرة أم يتحول إلى أديس أم يبقى في الخرطوم؟ * وبأي خطوط ستطير البعثة إلى نيجيريا؟ * أمس طالعنا تصريحات لأمين مال المريخ الرشيد الطاهر، أكد فيهما أنهم وفروا كلفة السفر والمعسكر. * عزا الرشيد تأخر إكمال ترتيبات السفر إلى عدم وضوح الرؤية بخصوص مباريات المريخ الدورية. * حديثه مطمئن، لكننا نسأله: هل كان الحصول على التأشيرات من السفارة النيجيرية مرتبطاً بالبرمجة؟ * نثني مقترح الحبيب مأمون أبو شيبة بضرورة تكليف قطب المريخ محمد عثمان الطيب بمتابعة أمور البعثة في نيجيريا والإشراف على كل ترتيباتها هناك. * قنصل السودان الفخري في كانو مؤهل لإنجاز المهمة على أفضل ما يكون. * محمد عثمان الطيب من صناع كأس مانديلا، ما زار المريخ نيجيريا إلا وغمره بكرمه الفياض. * وجوده هناك يشعرنا بالاطمئنان على الزعيم. * النسور يحرج الوصيف. * الرديف يحرج الوصيف. * شكوى مريخ كوستي في الطفل المعجزة تحرج الوصيف. * يا كابو المدعوم الأيام دي من حرج لي حرج! * ومن كي لي كي! * ربنا يستر من كية أحفاد السنوسي. * آخر خبر: الخرطوم خرج مبكراً، يا خوفي على العملاقين من الطيران المنخفض.