لم تبد جماهير مدينة واري ما يؤكد رواية أنها جماهير شرسة ومرعبة للمنافسين, فالمجموعة القليلة التي أصرت على متابعة المباراة وتحدت الأمطار كانت تعبر عن مناصرتها لفريقه بطريقة حضارية بالموسيقى والدفوف والطبول والرقصات الأفريقية, ولم يؤثر هدف عبده جابر على تلك الجماهير بل ظلت تشجع وكأنها مع مباراة أخرى غير تلك التي يتأخر فيها فريقها بهدف, وبعد نهاية المباراة انتظرت جماهير ليست بالقليلة خروج لاعبي المريخ من الملعب وصفقت لهم وأشادت بالمستوى الجيد الذي قدموه في المباراة وأهلهم لتحقيق الفوز خارج أرضه, وفي الفندق دخلت القوة الأمنية التي تولت حماية البعثة الحمراء في حوار مع الصحفيين ووضح أن أفراد تلك القوة يفهمون جيداً في كرة القدم حيث تحدثوا عن تميز المريخ وعن خطورة مقدمته الهجومية مثلما تحدثوا كثيراً عن الخطة الهجومية التي فاجأ بها مدرب المريخ منافسه النيجيري وأجبره بها على قبول الخسارة في عقر داره, وأجمع أفراد القوة على أن الرسم الهجومي الذي لجأ إليه مدرب المريخ دليل على أن الرجل توافرت له معلومات جيدة عن المشاكل الكبيرة التي يعاني منها دفاع واري وولفز. +++ رمضان يستعيد كل الألق والبريق في الطرف الأيمن برغم أن رمضان عجب نجم الطرف الأيمن بالفرقة الحمراء كان رافضاً بشدة لمبدأ العودة للوظيفة التي تحدثت عن تميزه العام الماضي مع المريخ إلا أن العجب لم يعد لمربع الإجادة والتألق إلا بعد عودته للطرف الأيمن حيث قدم رمضان كبيرة في الطرف الأيمن وقام بالواجب الدفاعي والهجومي على أكمل وجه وكان من أبرز اللاعبين في المباراة فثبت بما لا يدع مجالاً للجدل أن الطرف الأيمن هي الوظيفة الوحيدة التي يمكن أن تظهر القدرات الحقيقية لرمضان عجب. +++ عندما يلعب راجي بمستواه الحقيقي يظهر المريخ الذي نبحث عنه ثمة شيء مفقود بحثنا عنه دون جدوى في المريخ الجديد ولم نكتشفه إلا في المباراة الأفريقية أمام واري وولفز, صحيح أن المريخ كان ينتصر في الدوري الممتاز وتمسك بالصدارة لفترة ليست بالقصيرة وحقق معدل نقاط أفضل بكثير من الذي حققه العام الماضي ومع ذلك طاردت عين عدم الرضاء الفرقة الحمراء بصورة أثارت دهشة المدرب البلجيكي الذي عقد أكثر من مقارنة بين النتائج التي حققها مع الأحمر وتلك التي حققها غارزيتو لكن لم نعرف ذلك الشيء المفقود الذي جعل المريخ يبدو باهتاً حتى في المباريات التي يخرج فيها منتصراً إلا بعد أن استعاد راجي كل ميزاته وأصبح في كامل جاهزيته وعاد ليقدم أفضل ما لديه مع الأحمر فعاد وسط المريخ بعد فترة لمربع الإجادة, لا بل عاد المريخ بحاله للإبداع والإمتاع ليثبت راجي أنه تيرمومتر أداء الفرقة الحمراء فعندما يكون في أفضل حالاته يصبح المريخ بحاله في قمة الإجادة والتألق. ++ كريم الحسن.. تألق لا يصدق حملت الأخبار الواردة من القاهرة تألق الغاني كريم الحسن وظهوره بصورة مقنعة إلا أن البعض اشتموا من ذلك الخبر محاولة يائسة من أبوجريشة لتجميل قبح التجربة الاحترافية السيئة التي قدمها للأحمر, وعندما وضع إيمال كريم الحسن في مقدمة خياراته ظن البعض أن ضغوطاً مارسها أبوجريشة على البلجيكي إيمال قفزت بكريم للتشكيل الأساسي, لكن الحق يقال ومن واقع مشاهدتي لكريم داخل الملعب لم يكذب من تحدثوا عن تميز كريم الحسن وتألقه ولم يجاملوا أبوجريشة مطلقاً, الحق يقال إن كريم كان مميزاً لأبعد الحدود وكان دقيقاً في التمرير وحاسماً في كسب الكرات المشتركة وإذا وجد المزيد من الفرص يمكن أن يقدم الكثير للمريخ في المرحلة المقبلة. ++ ثلاثي المقدمة يتنافسون على النجومية.. لكن كفة عبده أرجح كل نجوم المريخ كانوا نجوماً في مباراة واري وولفز بصورة يصعب معها تحديد نجم المباراة, لكن ومن واقع متابعة جيدة للمباراة استطيع أن أؤكد أن المنافسة على نجومية المباراة كانت بين ثلاثي المقدمة الهجومية الذي أجبر واري وولفز على السقوط في عقر داره, مع أفضلية واضحة لعبده جابر الذي كان نجم المباراة الأول بعد أن قدم أفضل مباراة له مع الأحمر منذ تسجيله وسجل هدف الفوز بكفاءة عالية واردفه بآخر حرمه منه الحكم, ويمكن أن نعتبر بكري النجم الثاني لأنه تحرك في كل شبر من الملعب بسرعته المعهودة وقدراته العالية فصنع هدف الفوز لعبده جابر, ولن يكن تراوري أقل تألقاً من هذا الثنائي فقدم مباراة مميزة للغاية ولعب دوراً بارزاً في خروج فريقه منتصراً. ++ عنكبة والنعسان الأكثر هرجاً ومرجاً في الطائرة بنشوة الأداء الجيد والانتصار الذي تحقق غادرت بعثة المريخ مطار واري في طريقها إلى أبوجا وخلد الجميع للراحة وكان عمر بخيت وابراهيم محجوب الأكثر هدوءً غير أن الثنائي عنكبة وخالد النعسان كانا الأكثر هرجاً ومرجا حتى وصول الطائرة إلى مطار أبوجا, وغادرت بعثة المريخ مقر إقامتها في مدينة واري وحتى المطار في ظل حراسة أمنية مشددة عبر فرقة ظلت ملازمة للبعثة الحمراء منذ وصولها مدينة واري. ++ بعثة المريخ حاضرة في داره والسفير غائب حرص السفير إبراهيم بشرى سفير السودان بنيجيريا على إقامة حفل عشاء فاخر بداره على شرف البعثة الحمراء, اللافت في الأمر أن بعثة المريخ كانت في داره تتناول وجبة العشاء والسفير غير موجود بعد أن تعرض بشرى لوعكة صحية طارئة أدخلته المستشفى ومع ذلك كانت أسرته حريصة على إكرام البعثة الحمراء, وتم التعارف بين جميع الحاضرين في حفل عشاء السفير وعرف ثلاثة من أفراد الجالية أنفسهم بأنهم من مشجعي الهلال ولم يسلموا من مداعبة أفراد البعثة الحمراء.