ليلة سوداء دامعة ليلة اول امس يوم شيعت البلاد عامة وقبيلة الريضيين والصحافة خاصة سيد القلم قاهر الصعاب عبدالمجيد عبدالرازق وما فشلت الظروف المناخية التي حولت الخرطوم لظلام دامس وبرك من المياه في ان تحجب مئات المشيعيين الذين تدافعوا نحو مقابر الصحافة ليودعوا هذا الرقم الا تأكيدا لعظمة الفقيد ولما يحمله الرياضيون له من حب ووفاء. عبد المجيد ليس صحفيا عاديا قوي العزيمة فحسب وانما تحدى الظروف القاسية وامتهن اصعب المهن لم تقعده ظروفه الصحية عن معانقة القلم الذي عشقه وعبد المجيد ليس صحفيا محليا بل ظل رمزا وسفيرا للصحافة الرياضية السودانية حقق لها عربيا مالم يحققه صحفي سودانى حاز على ثقة كل قادة الرياضة والصحافة الرياضية العربية بلا استثناء اداريين من شيوخ وامراء وكتاب واداريين فكان الاشهر عربيا عبد المجيد صاحب ارادة قوية لم يستسلم للمرض الذي لم يكف عن ملاحقته سنوات طويلة ليقعد قلمه عن المهنة التي احبها ونذر نفسه اليها فقهر المرض وظل حتى آخر ايام حياته وفياً للقلم وماكان للمرض ان يقعده لولا ارادة الله هي الاقوى فنفذ فيه القضاء بامره سبحانه وتعالى عبد المجيد وان كان مريخيا لم يكن منحازا في الكتابة وعبد المجيد وان عاش في زمن عبودية القلم فانه لم يرهن قلمه لحساب احد وعبد المجيد وان عاش في زمن قل من يجاهر فيه بالحق فانه كان نصيرا للحق بكل ادب واحترام لهذا كانت أواخر ايامه من افضل اواخر اعظم شهر عشرة العتق من النار وباذن الله ان يكون من الذين يكرمهم الله بالعتق منه اراد الفيروس الذي غزا رئتيه في اكبر تظاهرة رياضية عالمية ان يحجبه عن مهنته وعشقه فما لانت عزيمته بل اصبح رئة الرياضة وربان صحافتها لم يتخلف عن اي اولمبياد او بطولة عالمية او قارية منذ داهمه الفيروس في دورة بكين رغم تحذيرات الاطباء له من الطيران فاصر على مواصلة المسيرة يصاحبه في تنقلاته جهاز التنفس الصناعى. كرمه الامير فيصل بن فهد وهو يجعل منه ضيف شرف في كل البطولات العربية فكان نعم الضيف حتى كرمه في عام 96 واصبح من نجوم الصحافة العربية تقلد وسام الاتحاد العربي للصحافة الرياضية عبد المجيد وبالرغم من ان ابواب الشيوخ والامراء فتحت امامه لم يعرف عنه التسول بل ظل رمزا للعزة والكرامة السودانية فكان جديرا باحترامهم وواجهة مشرفة لبلده لحظة رحيله ويوم تشييعه ابت السماء الا ان تختلط دموعها بدموع احبته الذين فجعتهم المصيبة الذين تدافعوا رغم الظروف نحو مقابر الصحافة ليوارى الثرى وسط دعاء المئات. الكلمة السمحة ونقاء المقصد وحيدة الموقف كلها حزينة اليوم لفراقه. رحم الله عبد المجيد واسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا. انا لله وانا اليه راجعون