٭ احتفلت جامعة الاحفاد للبنات بمرور خمسة عشر عاماً على رحيل العميد يوسف بدري رائد التعليم العالي الاهلي في السودان والذي خلًّف وراءه تركة ضخمة من جليل الاعمال والمعرفة فهو صاحب مدرسة متفردة في العطاء والتوجه والفلسفة حمل الراية قبل وبعد وفاة والده بابكر بدري الذي نهض بالمرأة ومجتمعها وأمن لها طريق العلم والتعلم مما جعل (العميد) بعده يسير على ذات الخطى وبايقاع اكثر قوة إذ برزت الاحفاد في عهده منارة لتعليم المرأة بتخصصاتها المختلفة التي مكنت ابنه قاسم من بعده ان يخرج بها من اطار المحلية الى اطار العالمية إذ اكتسبت الاحفاد ومنذ حياة (العميد) وحتى الآن مكانة مميزة منحتها شهادة (الإيزو) في جودة المسيرة العملية والعلمية والتعليمية فاصبحت تقدم الابداع يوماً بعد يوم. ٭ استثمر (العميد) عقل وفكر المرأة فراهن على إرتقاء فكرها وانفتاح عقلها وقوة تحملها وصبرها وشغفها بالعلم وكسب الرهان فالاحفاد إبان حياته صارت وجهة سنوية للعديد من الطالبات من مختلف أنحاء السودان بل وخارجه مؤكدة بذلك فلسفته في تطويع المستحيل ومواجهة التحديات للوصول الى الغاية مهما تشابكت السبل وتقطعت.. فعل كل ذلك من اجل تمكين المرأة في كل المجتمعات والمحافل والمنابر والمدارس لتحمل المشعل تنير الطريق لبنات جيلها ووطنها وأحفادها. ٭ رحيل (العميد) الذي عُرف بابوته الحانية لكل طالباته ومساعدته لهن بلا إستثناء أو فرز ترك فراغاً كبيراً عند طالباته اللاتي ذرفن دمعاً ثخيناً عند رحيله فلقد تميز بسعة صدره وأفقه ورجاحة عقله وحلمه. ٭ جاء قاسم وحمل راية والده وجده بعد أن تشرب بنصحه وعلمه وفكره فحمل الاحفاد على كفيه وسارت السفينة تستمد من روحه الطاهرة (الدفع الامامي) الى تاريخنا هذا فثبتت الاحفاد اقدامها بقوة ولفتت اليها الانظار العلمية. ٭ مدت الاحفاد جسور التواصل جسراً بعد جسر مع الجامعات الاقليمية فكان تدشين المعهد الاقليمي لدراسات النوع والتنوع والسلام وحقوق الانسان والذي سيظل علامة مميزة في تاريخ العلم والتعلم والمعرفة والسلام وحقوق الفرد. ٭ رحم الله العميد يوسف بدري فقد كان شخصية نادرة نصر المرأة ووقف الى جانبها مسانداً.. حقق حلمه في ربط طالباته بمجتمعهن من خلال الدراسات النسوية والتربية السكانية والارشاد الريفي مما ادى لتفوق جامعة الاحفاد في هذا المجال خلافاً للجامعات الاخرى إذ مهَّد لإنشاء وتجديد الكليات الاخرى تباعاً لترتبط أكثر بالمجتمع. ٭ في ذكرى رحيله الخامسة عشرة أحياء لسيرته المليئة بالخير والإرادة وحرية الرأي وإبراز دور المرأة الريادي والعلمي والمعرفي والتي ولجت من باب (العميد) الاول الى آفاق أرحب ستظل لبنتها الاولى وبذرتها تعود لهذا الرجل العلاّمة.. ٭ همسة: أسرجت خيلي اليك.. يا امرأة الشموخ الذي أشتهي.. يا امرأة العطاء والكرم الحفي.. يا امرأة تغير وجه الدنيا.. لوجه جديد بهي..