يحلو الحديث عن التاريخ عندما يكون عن أسرة وضعت بصماتها منذ اكثر من مائة عام وظل عطاؤها في تطور انتفعت منها البلاد بتفريخ افواج والذين اصبحوا قيادات في مختلف مجالات الحياة وتقلدوا ارفع الوظائف في المجال الشرطي والقوات المسلحة والوظائف التنفيذية ورجال الاعمال.. وبالطبع عندما نتحدث عن مثل هذه الاسرة لا بد أن يكون لها قائد ورائد ومؤسس لهذا التاريخ وهو الاب والمعلم الاول الشيخ بابكر بدري من الرواد الاوائل الذين اهتموا بتعليم المرأة بمدينة رفاعة بدءاً بأسرته والتي ظل عطائها ممتداً، وتواصل الى ان جاء ليؤسس مدارس الاحفاد بجهده الخاص واشرافه مع ابناء اسرته وابنائه مستعيناً بمعلمين اكفاء من مرحلة التعليم قبل المدرسي الى مرحلة الثانوي العالي واستطاع ان يحوز على مساحات بمنطقة العرضة شمال وكل ذلك بجهده وبعض التبرعات وعبر مشاريع والتي وفر بها بعض مقومات مؤسسة الاحفاد. والحديث يطول عن الشيخ بابكر بدري ولكن نحن بصدد الحديث عن مفجر ثورة التعليم وتطورها من بعد الشيخ بابكر وذلك بمناسبة مرور عشرة اعوام على وفاته ذلكم هو البروفيسور والعالم الاستاذ الجليل ومعلم الاجيال الوالد يوسف بابكر بدري رحمه الله فهو رجل في قامة وطن فيه كل خصائص الانسان الذي يعمل باخلاص وتفاني في اداء عمله وهو كان بحق مرشدا اجتماعيا وموجها ومربيا وطنيا استطاع ان يخرج اجيالا من مؤسسة الاحفاد معهد لتخريح قادة في مجالات الحياة المختلفة كانت له شخصية قوية طاغية وذكاء خارق وبداهة وفراسة في نظراته بمعرفة امور الاشخاص يخاطب الكبير والصغير في أدب جم ويعاقب المخطئ في تأنيب وبعبارات لا تخلو من الدعابة والفكاهة والامثال والاقوال المأثورة بعد ان يستعمل عصاه التي كان يحملها في يده (الحداثة) لقد كان حريصاً ومهتما بتطوير المؤسسة باذلاً اقصى جهده ومدخراً علاقاته ومعارفه لتطوير وتوفير كل التزامات ما يجعل المؤسسة مواكبة لاحدث وسائل التعليم وتهيئة البيئة للتحصيل واختيار اكفأ المعلمين من السودانيين والاجانب. كان مهتماً بالانشطة الثقافية والاجتماعية والرياضية فاستطاع العميد ان يجعل من مؤسسة الاحفاد اسماً بارزاً وعمل على تواصل وجود المؤسسة بأن اهتم بتعليم جزء من ابناء وبنات الاسرة ليكونوا عوناً له حينما فكر في توسيع نشاط المؤسسة بانشاء جامعة الاحفاد وهنا كانت براعته ونظرته الفاحصة في ان يعد من يخلفه لاتمام الرسالة والتي بدأها والده وكان ان احسن الاختيار باعداد ابنه الاخ الصديق البروفيسور قاسم يوسف بدري والذي كان خير خلف لخير سلف وكما يقول المثل هذا الشبل من ذاك الاسد وانبرى الاستاذ قاسم وفي ظروف تختلف من كل النواحي من ذلك الماضي السهل والميسور فيه كل شئ واستطاع ان يشق طريق كلية الاحفاد بكفاءة واقتدار محققاً انجازات ونتائج باهرة وسمعة طيبة رغم ما يعتريه من صعوبات وخاصة مجال تعليم البنات في هذه المرحلة وتطابق احتياجات التعليم وتهيئة قاعات الدراسة والبيئة الجامعية واختيار الكادر المؤهل من اساتذة واداريين ليعينوه في هذه المؤسسة. فان كان لنا نحن ابناء الاحفاد ما نحبه لذكرى الشيخ بابكر بدري مروراً بذكرى العميد بروفيسور يوسف انتهاءاً بالتحية والاجلاء لبروفيسور قاسم والتحية لاسرة بابكر بدري اساتذة واستاذات قدموا ولا زالوا يقدمون لمؤسسة الاحفاد ومن هنا النداء لابناء الاحفاد وخريجي الاحفاد لأن يتكاتفوا ويكونوا عوناً وسنداً بالحضور الدائم والسؤال والاستفسار والمقترحات والنصائح لكي يستمر هذا العطاء وتستمر هذه المؤسسة الام فهي تاريخ ناصع وحاضر زاهر ومستقبل مشرق.. الا رحم الله العميد الاستاذ البروفيسور بدري في ذكرى مرور عشرة اعوام على رحيله الذي يصادف يوم 19/7/2010م ونسأل الله أن يسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقاً. وان يعين البروفيسور قاسم في اداء رسالته في تطور جامعة الاحفاد. اسامة امام المحسي الدفعة (19) الاحفاد