تستعد ادارة الكلية الحربية « مصنع الرجال وعرين الابطال » هذه الايام لتخريج الدفعة 3 جامعيين من طلبة الكلية الحربية بالتزامن مع تخريج الدفعة الحادية عشرة من طلبة كلية الهندسة جامعة كرري واحتفالات البلاد بأعياد قوات الشعب المسلحة في عيدها السادس والخمسين ، وقال اللواء الركن كمال معروف قائد الكلية الحربية ان الاستعدادات قد اكتملت للاحتفال بتخريج قادة المستقبل الجدد الذين اخذوا الجرعات الكافية في جميع المجالات لخدمة السودان ، وأضاف معروف في حوار خص به صحيفة «الصحافة» ان الاحتفالات تجئ هذا العام والبلاد تعج بالمناسبات الكبيرة الخطيرة المتمثلة في انشغال السودانيين بمآلات الاستفتاء علي تقرير مصير جنوب السودان وما اذا كان كان السودان سيتمزق ام يحافظ علي وحدته وسلامة أراضيه وامنه واستقراره ووحدة بنيه خاصة وان القوات المسلحة مهمومة بهذا الامر نسبة لعملها المستمر منذ انشائها من اجل وحدة وسلامة الاراضي السودانية ، واكد معروف دور القوات المسلحة في الدفاع عن الامن والسلام والوحدة مهيباً بالجميع المشاركة في احتفالاتها بالعيد السادس والخمسين لما له من دلالات كبيرة ومغزي عظيم خاصة وان السيد رئيس الجمهورية والقائد الاعلي للقوات المسلحة سيشرف الاحتفالات تأكيداً لتعزيز ثقافة الوحدة وعدم الالتفات لدعاوي الانفصال والتشتت لان عزة السودان في وحدته ومنعته في ان يظل وطناً واحداً موحداً . ومن المعروف ان الكلية الحربية خرجت منذ انشائها في العام الخامس بعد تسعمائة والف سنة حوالي الاربع والخمسين دفعة انتظم فيها الآلاف من ابناء السودان من شتي القبائل والاعراق وساهموا بارواحهم ودمائهم في الحفاظ علي السودان بصورته الحالية وظلت المسيرة مستمرة والعرين يعمر كل عام بالرجال والمزيد من الرجال ومن غير المتوقع ان تتوقف هذه المسيرة ما دام في الاجساد مهج وقلوب تحب الاوطان وتتغني لها وتستعد للتضحية بالغالي والنفيس من اجلها ، ولذلك تبدو عملية الاستعدادات لاخراج احتفالات تخريج طلبة الكلية الحربية التي اصبحت واحدة من صروح جامعة كرري، هذه العملية تبدو مناسبة طيبة لجعل الوحدة جاذبة واكثر من جاذبة فالسودان الوطن الواحد الكبير يسع الجميع ومن المهم المحافظة عليه بصورته الراهنة والعزم علي حل كافة الأزمات التي ضربت أقاليمه المترامية الاطراف بالجلوس والتحاور وترك الرهان علي البندقية التي تقتل ابناء الوطن الواحد . لقد مرت تحت جسر سنوات الحرب في الجنوب وحرب دارفور ومعارك شرق السودان مياه كثيرة آسنة حان الوقت لتصفيتها والالتفات الي التحديات الجسيمة التي تواجه الامة والاستفادة من المواسم الأصيلة المحفزة لموجبات الوحدة والسلام كالاحتفال بتخريج ابناء السودان من طلبة كليات جامعة كرري الذين يمثلون ذخيرة غنية من الرجال والخبرات في مختلف المجالات والتخصصات وهم بالاضافة الي دراساتهم للعلوم الادارية والعسكرية يمثلون اضافة حقيقية للتنمية البشرية التي تنشدها الامة في مجالات الهندسة بمختلف تخصصاتها بما في ذلك الجوانب العسكرية . ان الاهتمام بمناشط القوات المسلحة واجب يمليه الضمير الحي وظروف البلاد الراهنة التي تحتم علي الجميع الوقوف بصلابة خلف قواته المسلحة الباسلة لكف ايدي الاعداء .