يتخرج عصر اليوم باستاد جامعة كرري بام درمان خمسمائة اربعة وخمسون بطلاً من ابطال السودان ظلوا يتلقون العلوم العسكرية والقتالية والمدنية طيلة اربع سنوات صبراً على التدريب والتحصيل، وبحسب افادات بروفيسور يوسف حسن عبدالرحيم مدير جامعة كرري فإن دفعة الطلبة المتخرجين اليوم تعتبر اكبر دفعة في تاريخ الجامعة من حيث الكم والنوع حيث تضم مائة خمسة وعشرين طالباً من كلية الهندسة وواحد وعشرين من الكلية البحرية ومائة خمسة واربعين من الكلية الجوية منهم ثمانية واربعون طياراً مقاتلاً جوياً تم تأهيلهم لقيادة الطائرات المقاتلة من طراز الميج تسعة وعشرين والسوخوي خمسة وعشرين والفايكرز ستة كما تم تاهيل ثمانية واربعين ضابطاً لقيادة الطائرات العمودية الهيلوكوبتر بالاضافة الى ثمانية واربعين ضابطاً آخرين كملاحين جويين ومراقبي جو . ليس هذا فحسب بل سيحتفل السودان اليوم بتخريج دفعة من بنات الوطن وعددهن ثمانٍ وخمسون متخرجة نلن الحظ الوافر في مختلف التخصصات الطبية ليكن عوناً للسلاح الطبي وللوطن الجريح ، انهم خمسمائة وخمسون ونيف يرمي بهم السودان في وجه الايام العبوسة للحفاظ على حدود ومكتسبات البلاد بعد ان ادلهمت الخطوب وافلح الاعداء في تقسيم البلاد وزرع الفتن بهدف الاستيلاء والاستحواز على ثرواتنا النفطية وبقية الثروات المدفونة في باطن الارض ، نعم ان ما يواجهه السودان اليوم امر جلل اكبر من لعبة الكراسي التي يتلهى بها السياسيون ،انها مؤامرة اشعال الارض المحروقة لتخلص بعد ذلك للتجار اليهود واعوانهم من بني جلدتنا ، ان النهر الذي يرقد على طول جسد البلد نعمة يحسدنا عليها امم وخلق كثير وكذا الاراضي الزراعية البكر عوضاً عن الثروات المتعددة المتنوعة..انظروا كم هي ثرواتنا متعددة وكم من الزروع وجنات النخيل ؟ كل هذه النعم محط انظار اعداء البلاد ويا لسوء عاقبة اهل السودان ان هم تركوا حراسة هذه الثروات وضيعوا الاجيال القادمة . ان احتفال جامعة كرري اليوم بتخريج اكبر دفعة من الطلبة الحربيين وبتشريف السيد رئيس الجمهورية قائد الجيش وكبار قادة القوات المسلحة لهو رسالة قوية للمتربصين بالوطن ..نعم هنالك فرق بين الاختلاف السياسي بين ابناء الوطن ولكن ليس هنالك فروقات في ان حماية الارض والعرض تبقي من اول الاولويات بحيث يجتمع حولها الفرقاء ، ان الحكومة اخطأت في كثير من السياسات غير انها ما تزال ترعى مناشط هي من ضروب المجد والنضال حينما تحتفي كل حين بتخريج المزيد من الرجال المقاتلين تحت راية الوطن وليس حزباً من الاحزاب ، ان اروع منظر يخطر على البال هو مشهد طائرات السوخوي والميج والفايكرز وهي تتقلب في السماء تحت رؤوس الطلبة الحربيين المتخرجين كأنما هي ظلة من المجد تحف بهم وتحتفل بعرس تخرجهم ابطالاً يذودون عن حياض الوطن . ان مواكب البسالة يجب الا تتوقف حتى وان توقفت حكومة السودان بعد التاسع من يوليو الجاري وعلينا ان نبارك مساعي بعضنا باتجاه الوقوف الدائم والظهور المتكرر بين القنا وخفق البنود و ( الجلالات ) الحاضة على الشجاعة والبسالة والنضال ، الف مبروك التخرج لأبنائنا البواسل من طلبة الكلية الحربية بجامعة كرري والمزيد من العمل يا ادارة جامعة كرري فانتم تسدون ثغرة لا يستطيع سدها احد ولست ابالغ اذا قلت انني كنت شاهداً على بعض بروفات التخريج ورأيت كيف تبذل ادارة الجامعة الجهود المضنية بالتنسيق مع قيادة الكلية الحربية والمعلمين الاشاوس الذين يصنعون الرجال من اجل ان يستمتع الشعب السوداني بطعم تخريج الابناء الابطال في يوم بهيج وامسية تحفها البنود المحمولة بايدي المتخرجين ليسلموها لاخوتهم في الدفعة القادمة الذين ينتظرون دورهم .