بعد مقالي الاخير الاربعاء الماضي حول شركة السكر السودانية اتصل بي قيادي في شركة كبرى وذكر لي ان شركة السكر السودانية ليست بالبراءة التي جاءت في مقالي.. وقال لي انها متورطة في مخالفات تتصل بالقيمة المضافة وان الموضوع برمته الآن امام السلطات المختصة!! والواقع فقد تباينت ردود الفعل بين مؤيد لما ذكرته وآخرين متحفظين.. واقول للاخ الكريم بان الموضوع اصلاً كان عن كفاءة شركة السكر السودانية في ادارة أزمة السكر وليست كما يقول البعض انها من اسباب الأزمة.. وبالتالي فان الحديث عن اتهامات تثار حولها من حين لآخر قد جاء عرضاً في لب الحديث.. فانا لست العالم الشهير سير آرثر كونان دويل. ٭ وعلى اية حال انني كما قال اخوة يوسف عليه السلام لابيهم عندما تم اتهام اخيهم بسرقة صواع الملك قالوا: يا ابانا ان ابنك قد سرق وما شهدنا الا بما علمنا وما كنا للغيب حافظين، كما جاء في الآية الكريمة من سورة يوسف.. فأنا لا اعلم شيئا عن موضوع القيمة المضافة لانني لست مستشار الشركة ولا ادافع عنها بالحق وبالباطل فاذا رأت الشركة ان ترد على هذا الاتهام الجديد فابوابنا مفتوحة لذلك!! وحول نفس هذا الموضوع فقد زار السيد وزير الصناعة في نفس يوم نشر المقال مصنع سكر الجنيد وطالب العاملين بمضاعفة الجهد للوصول الى الاكتفاء الذاتي من خلال تحسين معدلات الطحن واستخلاص السكر!! الا يعلم السيد الوزير انهم قد فعلوا ذلك قبل هذا التوجيه الكريم من سيادته؟! والا لما قفز الانتاج من ستين ألف طن وهي الطاقة التصميمية القصوى لسكر الجنيد الى اكثر من ثمانين ألف طن في نفس الرقعة الزراعية المحدودة!! اما مسألة الوصول الى الاكتفاء الذاتي فهذا هو المستحيل بعينه!! كيف يريد السيد الوزير من مصنع طاقته القصوى ستين ألف طن ان ينتج خمسمائة ألف طن اضافية وهي الفجوة بين الانتاج والاستهلاك؟! لا شك ان السيد الوزير قد اطلع على الاسباب التي ادت الى تدني الانتاج بحوالي الثلث في الموسم الماضي!! وبالتالي فاننا نتوقع ان ترتفع انتاجية الشركة الى ما كانت عليه من قبل وهي حوالي «653» ألف طن «ثلثمائة ستة وخمسين ألف طن» وان ما حدث لا يد للشركة فيه!! او ربما زاد الانتاج.. فاذا اراد السيد الوزير توسعاً حقيقياً في انتاج الشركة فعليه ان يوفر لها تمويلا لزيادة الرقعة الزراعية في مصانعها لان السكر حقيقة يصنع في المزرعة..!! ثم ما هو المقصود بتمديد الخطة ستة اشهر اخرى لزيادة الانتاج؟! والسكر مرتبط اساساً بموسم زراعي معين معروفة مواقيته الا اذا كان يقصد استيراد سكر خام تقوم الشركة بتكريره خلال الثلاثة اشهر القادمة حتى بداية الانتاج الجديد في منتصف اكتوبر او نهايته.. ولنا سابقة في ذلك.. ٭ في بداية عهد الانقاذ عندما ارادت شركة سكر كنانة ان تزيد انتاجها قام السيد وزير المالية آنذاك بتحويل قرض من بنك التنمية الافريقي وهي المؤسسة العالمية الوحيدة التي ظلت تتعامل معنا دفعها بنك التنمية الاسلامي بجدة الى شركة سكر كنانة لتزيد المساحة المزروعة بمقدار عشرة آلاف فدان كانت خير معين لها ليرتفع انتاجها من السكر من ثلاثمائة ألف طن الى أربعمائة ألف طن وذلك ضمن اسباب اخرى منها كفاءة الطحن وزيادة نسبة الاستخلاص.. ٭ لذلك لا بد للسيد وزير الصناعة دكتور عوض الجاز ان يسعى منذ الآن لايجاد تمويل لشركة السكر السودانية لزيادة الانتاج وانا على يقين بانها ستصل به الى خمسمائة ألف طن بنفس الطاقة التصميمية.. والسيد الوزير هو الاقدر على تحقيق ذلك.. فهلا فعل!