٭ قامت الجهات المختصة مشكورة بتنظيم حملات إبادة جماعية للكلاب مجهولة الهوية والكلاب الضالة، بعد ان بلغت القلوب الحناجر خوفا من فصائل الكلاب المتوحشة والضارية التى ظهرت أخيراً وهاجمت الإنسان والحيوان. وجاءت حملات الإبادة المتأخرة بعد أن تكاثرت الكلاب المتشردة وزاد عددها وانتشرت فى القرى والحضر. واصبح من الطبيعى جدا ان تجد كلابا تتزاوج امام الوزارات الموجودة فى الشوارع الرئيسية للعاصمة المثلثة، ويحتل بعضها مداخل السفارات والمدارس ويهدد سلامة طلاب الجامعات. وهذه الحملات الوقائية المتأخرة انتظرها الناس طويلا بعد أن اختفت لفترة طويلة جدا، بعد ان كانت تنظم دوريا ايام «البلد بى خيرها» وكان اى كلب بن كلب يحمل كرت تطعيم يحدد فيه اسمه واسم صاحبه وعمره ولونه وجنسه ونوعه واللقاحات الى تم اعطاؤها له، لكن الآن صارت الكلاب تمرح وتسرح دون رقيب، مستفيدة من كسل الجهات المختصة ونومها فى العسل وعدم اهتمامها بالسعر، فاذا ذهب شخص لتطعيم كلبه او قطته الى احد المستشفيات البيطرية بالخرطوم سيفاجأ بعدم وجود لقاح، بل سيطلق ساقيه للريح خوفا من الكلاب التى اتخذت المستشفيات سكنا، ولسان حاله يقول باب النجار مخلع. ٭ ورغم انتقاد بعض الناشطين فى مجال حقوق الحيوان واصحاب كلاب الصيد والقنص للحملات غير المنظمة ضد الكلاب المستأنسة لأثرها على التوازن البيئى، الا ان البعض يراها حملات ضرورية لتنظيم وجود وحركة الكلاب. وتكمن المشكلة الكبرى فى علاج السلطات المختصة لخطأ استئصال أمراض الكلاب المشتركة مع الانسان بخطأ اكبر منه، حيث تقوم بقتل الكلاب بطرق غير علمية، إذ يتم اطلاق الرصاص بدلا من المخدر، والخطر الاكبر هو حمل الكلاب المقتولة بأياد خالية من القفازات والوقوف معها بالساعات لالتقاط الصور التذكارية، بل يقوم البعض بفتح فمها باليد وتلمس أسنانها الحادة، وقد تكون اليد بها خدوش وجروح فيدخل من خلالها فيروس السعر القاتل إن كانت الكلاب مسعورة، بسبب سوء التقدير. ٭ وينبغى على السلطات تنبيه القائمين على امر الحملات بعدم الاقتراب من اى كلب تبدو عليه علامات السعر دون اخذ الاحتياطات اللازمة، فالكلب المسعور يكون غالبا شرسا وعدوانيا ويتجمع اللعاب حول فمه ويضغط على الاسنان ويواجه صعوبة فى البلع، ويكون جاحظ العينين ينبح بصوت غريب نتيجة لشلل الحبال الصوتية وشلل عضلة البلع وارتخاء الفك السفلى، ويحاول ان يلتهم حتى الحجارة والاخشاب. وقد يعض الكلب القطط والخيول والحمير والابقار والابل والانسان، فينقل فيروس السعر. ٭ ويظهر السعر فى القطط التى تنتشر فى البيوت والمستشفيات والمطاعم سريعا، حيث تنزوى فى ركن مظلم وتهاجم بشراسة وتموء بصوت غريب وتصاب بالشلل والموت، اما الحمير المسعورة فيظهر عليها القلق وتعض وتتقلب على الارض وتنهش اعضاءها التناسلية مع انتصاب فى الاذنين وصعوبة البلع، اما السعر فى الابقار فيظهر بتوقفها المفاجئ عن ادرار الحليب وعدم القدرة على التبول وصعوبة البلع ونبش الارض بوحشية ثم شلل يبدأ بالارجل الخلفية، اما السعر فى الابل فيصحابه هيجان وعض وتدني الفك السفلى والشلل. ٭ واذا تعرض شخص الى عضة كلب ضال لا قدر الله او تعامل بطريقة غير صحية مع كلب لا يعرف ان كان مسعورا ام لا، خاصة اذا كان يحمل جرحا وتلوث ببعض لعاب الكلب، فينبغى اولا أن يسرع بغسل مكان العض او الجرح بالماء والصابون والمطهر، والذهاب للمستشفى لاخذ المصل الواقى، فسرعة وصول الفيروس الى الجهاز العصبى تعتمد على مكان العض وضراوة الفيروس. ٭ ويبدأ السعر فى الإنسان بالقلق وألم مكان العض، وحساسية وفتور ونوم خفيف مضطرب وأرق، مع التثاؤب وعطش ورغبة فى القئ، وتتطور الأعراض إلى خوف من الماء. ويصاب الإنسان فى بعض الحالات بحمى وثقل فى الاطراف وضيق فى التنفس، مع هزال عام وانتصاب مستمر مصحوب بارتخاء اللسان وتشنجات عصبية عنيفة، مع خشونة وتغير فى الصوت الطبيعي. ٭ «السعر داء لا دواء له».