محمد وداعة يكتب: المسيرات .. حرب دعائية    مقتل البلوغر العراقية الشهيرة أم فهد    إسقاط مسيرتين فوق سماء مدينة مروي    لماذا لم تعلق بكين على حظر تيك توك؟    السينما السودانية تسعى إلى لفت الأنظار للحرب المنسية    ب 4 نقاط.. ريال مدريد يلامس اللقب 36    كهرباء السودان: اكتمال الأعمال الخاصة باستيعاب الطاقة الكهربائية من محطة الطاقة الشمسية بمصنع الشمال للأسمنت    الدكتور حسن الترابي .. زوايا وأبعاد    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أحمد السقا ينفي انفصاله عن زوجته مها الصغير: حياتنا مستقرة ولا يمكن ننفصل    بايدن يؤكد استعداده لمناظرة ترامب    الأهلي يعود من الموت ليسحق مازيمبي ويصعد لنهائي الأبطال    أرنج عين الحسود أم التهور اللا محسوب؟؟؟    الصناعة.. قَدَر الخليج ومستقبله    السودان..تحذير خطير للأمم المتحدة    شاهد بالفيديو.. حكم كرة قدم سعودي يدندن مع إبنته بأغنية للفنان السوداني جمال فرفور    شاهد بالصور.. رصد عربة حكومية سودانية قامت بنهبها قوات الدعم السريع معروضة للبيع في دولة النيجر والجمهور يسخر: (على الأقل كان تفكوا اللوحات)    هل فشل مشروع السوباط..!؟    سوق العبيد الرقمية!    صلاح في مرمى الانتقادات بعد تراجع حظوظ ليفربول بالتتويج    مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية    أمس حبيت راسك!    وزير سابق: 3 أهداف وراء الحرب في السودان    (المريخاب تقتلهم الشللية والتنافر والتتطاحن!!؟؟    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    "منطقة حرة ورخصة ذهبية" في رأس الحكمة.. في صالح الإمارات أم مصر؟    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    إقصاء الزعيم!    لطرد التابعة والعين.. جزائريون يُعلقون تمائم التفيفرة والحلتيت    إيفرتون يصعق ليفربول بثنائية    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    حدثت في فيلم كوميدي عام 2004، بايدن كتبوا له "وقفة" ليصمت فقرأها ضمن خطابه – فيديو    خادم الحرمين الشريفين يدخل المستشفى    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة جيبوتي .. 21 قتيلاً و23 مفقوداً    مدير شرطة ولاية نهرالنيل يشيد بمجهودات العاملين بالهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الإثنين    صلاح السعدني ابن الريف العفيف    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لن يكون هناك استفتاء قبل ترسيم الحدود...وتحكيم لاهاي لم يحسم حدود أبيي
إبراهيم غندور في حوار الاستفتاء

بدا بروفيسور إبراهيم غندور الأمين السياسي للمؤتمر الوطني واثقاً من أن يؤدي الاستفتاء على حق تقرير مصير الجنوب الى وحدة السودان، وذلك من خلال حوار مع «الصحافة» الذي أشار فيه الى ضرورة ترسيم الحدود كشرط اساسي قبل اجراء الاستفتاء يناير المقبل، ووصف قضية أبيي بأنها شائكة تتطلب حواراً موضوعياً وتوافقاً عليها سيتصحب المصالح التاريخية المشتركة لدينكا نقوك والمسيرية ومخاطبتها بشكل واضح، داعياً الى رقابة دولية ومحلية للاستفتاء حتى يكون حراً ونزيهاً وشفافاً يمثل إرادة أهل الجنوب وخيارهم...وإلى مضابط الحوار.
* مائة وستون المتبقية كافية لإجراء الاستفتاء في موعده من الناحية الفنية والسياسية؟
- ما تبقى من الزمن يكفي لذلك، وبجهد مضاعف وما تبقى هو قضايا اجرائية تتمثل في اكمال ترسيم الحدود، وهناك قضايا اجرائية تختص بها مفوضية استفتاء جنوب السودان على رأسها تسجيل الناخبين وتحديد المراكز واجراء عملية التصويت نفسها، ويتزامن مع ذلك في نفس الوقت الحوار حول قضايا ما بعد الاستفتاء وبجهد مضاعف وارادة سياسية يمكن ان نصل الى استفتاء في موعده.
* حتى لو لم يكتمل ترسيم الحدود؟
- ترسيم الحدود قضية شائكة لكن حسب ما ظهر من تصريحات رئيس مفوضية الحدود وما خرج من تقارير اوضح ان «85%» من ترسيم الحدود قد اكتمل وما تبقى جزء فيه مختلف عليه ولكن الوثائق متوفرة وموجودة واعتقد انه بارادة سياسية واعية يمكن اكمال ما تبقى من ترسيم الحدود.
* وإذا حالت الظروف الطبيعية دون اكمال ترسيم الحدود في هذا الوقت؟
- أعتقد بأنه لايمكن اجراء الاستفتاء دون الاتفاق على الحدود، خاصة اذا اخذنا بالحسبان بأن هذا الاستفتاء يمكن ان يؤدي الى دولة مستقلة، واذا اخذنا الاعتبار بما يحدث داخل السودان هناك نزاعات دموية نشأت بين بعض القبائل في خلاف على الحدود، قضية الأرض في المجتمعات الرعوية والزراعية والقبلية وفي افريقيا بوجه الخصوص معلوم، فكيف اذا نظرنا ان الأمر ربما يكون نزاعاً بين دولتين لاسمح الله، بالتالي لابد من ترسيم الحدود وبصورة دقيقة، واذا اخذنا الاعتبار مما حولنا في المنطقة النزاع الذي نشأ بين اثيوبيا واريتريا حول قضية الحدود وقد كانت دولة واحدة هو ما يمكن ان يجعلنا نقول انه لايمكن اجراء استفتاء إلا باكمال ترسيم الحدود.
* لكن ترسيم الحدود مرتبط بترسيم حدود أبيي وهذه عليها خلاف سياسي؟
- أبيي جزء من ترسيم الحدود، واعتقد بأنه ما ينطبق على بقية الحدود ينطبق على قضية أبيي رغم ان بها قرار تحكيم دولي، أوكد بأنها قضية شائكة وتحيط بها كثير من الملفات التي تحتاج الى عناية خاصة وارادة واتفاق قوي.
* النائب الأول للرئيس سلفاكير قال ان الحديث عن ربط ترسيم الحدود باجراء الاستفتاء بانه «كذبة كبيرة» وان الاستفتاء سيجري سواء تم ترسيم الحدود أو لم ترسم؟
- إلا إذا ارادت الحركة الشعبية ان تجري استفتاء لوحدها، لكن هذه القضية معلومة في كل الدنيا، كل الخبراء الذين استمع إليهم الشريكان اكدوا بأن اي محاولة لإجراء استفتاء دون ترسيم الحدود ودون الاتفاق على قضايا مابعد الاستفتاء هو قفز في الظلام لا يعرف اي شخص نتائجها.
* هذه التعقيدات اذا ادت لتأجيل الاستفتاء ألا تخافون من سيناريو آخر قد يقود لإعلان استقلال الجنوب من داخل برلمانه؟
- لا اعتقد بأن هذا يمكن ان يحدث، واذا حدث لا سمح الله يكون خطأ ويكون تجاوزاً للاتفاقية واختراقاً لها واضح جداً، ما نؤكده هو ان الاستفتاء يجب ان يجري في موعده وان يكون حراً ونزيهاً وان تكتمل كل الترتيبات اللازمة لذلك وعلى رأسها ترسيم الحدود والاتفاق على اجراءات ما بعد الاستفتاء.
* وإذا حدث الاستقلال من داخل الجنوب؟
- ساعتها لكل حدث حديث.
* حديثكم بأن قرار تحكيم لاهاي لم يحل مشكلة أبيي والدعوة لمخرجات اخرى يؤشر لتراجع منكم عن قرار التحكيم الدولي الذي اعلنتم التزامكم به من قبل؟
-أي تحكيم يعطي النقاط العامة ويضع خارطة الطريق للاتفاق ولكن قطعاً تحكيم أبيي ليس ترسيماً للحدود، لكنه ترك الأمر للجهات الفنية لإكمال هذا الترسيم بالتالي وفقاً لذلك القرار يمكن للجهات الفنية ان تكمل ما تبقى، لكن نؤكد بأنها قضية شائكة فيها تداخلات قبلية كبيرة وفيها مصالح تاريخية لابد من ان تراعي وبصورة واضحة جداً، واعتقد ان استصحاب القبائل التي تتعايش في هذه المنطقة على رأسها قبائل المسيرية ودينكا نقوك أمر هام جداً في هذه القضية الشائكة.
* ما هي المخرجات في تصوركم للخروج من هذه التعقيدات الشائكة التي وصفتموها في أبيي، مع الزمن المتسارع نحو استفتاء أبيي المتزامن مع استفتاء الجنوب؟
- أعتقد انه دعم التعايش بين قبائل هذه المنطقة، واستصحاب المصالح التاريخية لقبائل المنطقة، والاتفاق المسبق على استيفاء هذه المصالح حتى في حال قيام دولة مستقلة في الجنوب ربما يؤدي الى تسهيل اكمال مهمة ترسيم الحدود.
* فشل الشريكان طيلة الخمس سنوات في الوصول لهذه المخرجات، هل تعتقد ان الفترة المتبقية كافية لإنجاز ذلك؟
-انشغال الشريكين بتنفيذ اجزاء اخرى من الاتفاقية كانت مواعيدها قد انزفت جعلت الشريكين يندمجان في انفاذ ما هو مستعجل وتأجيل ما هو آتٍ، ولكن اعتقد بأنه الآن قضية الاستفتاء هي القضية الأهم والمتبقية وكل جهد الحكومة الاتحادية وحكومة الجنوب والشريكين ينصب حول هذه القضية، واعتقد بان الاتفاق ممكن بجهد أهل السودان الذين عرفوا بانهم اذا كان هناك ملف حاضر يجتهدون حوله فيكملونه.
* إثارتكم لترسيم الحدود كشرط لإجراء الاستفتاء وصفته الحركة الشعبية بأنه سيناريو لتعطيل إجراء الاستفتاء خاصة وان الاتفاقية لم تقرن اجراء الاستفتاء بالقضايا الاخرى «الحدود، الجنسية، العملة..الخ»؟
- هذه من المعلوم بالضرورة لايمكن اجراء استفتاء دون ان يتم الاتفاق على قضايا مابعد الاستفتاء، واهم قضايا مابعد الاستفتاء والتي تعتبر شرطاً أساسياً في اي استفتاء يمكن ان يؤدي لدولة جديدة هو الاتفاق على حدود هذه الدولة تفادياً لنشوء نزاع لايكون بين قبائل ومواطنين وانما بين دولتين، وحينها نكون قد نسفنا كل السلام الذي تحقق بإتفاقية السلام الشامل، لذلك لابد ومن مصلحة الجميع الاتفاق على ترسيم الحدود وبالتفصيل وبدقة شديدة.
* طيب اذا حالت الظروف الطبيعية والفنية دون اكمال ترسيم الحدود هل سيكون هذا مدخلاً لتأجيل الاستفتاء عن موعده المحدد؟
- تأجيل الاستفتاء لايتم إلا بإتفاق الشريكين وبالتالي الحوار حول كل هذه القضايا يمكن ان يتم، ولكل حدث حديث، لكن لايمكن ان نتحدث عن تأجيل الاستفتاء دون ان نتحدث عن اتفاق حول ذلك، لكن ما نؤكده انه لايمكن اجراء استفتاء دون اتفاق على الحدود.
* في حواراتكم المشتركة حول سيناريوهات الاستفتاء هل جرى الحديث عن تأجيله؟
- لم يتم الحديث حول تأجيل، لكن هناك حوار حول قضايا مابعد الاستفتاء وهذه الامور متروكة لوقتها
* هل هناك حديث بينكم والحركة الشعبية حول الاتفاق على أيٍ من خياري الاستفتاء قبل موعده؟
- ليس هناك حوار مباشر حول هذه القضايا، لكن الحوار وكل السيناريوهات يجري داخل اللجان المشتركة التي بدأت بالاتفاقية التي وقعت في اثيوبيا «اتفاقية المبادئ» ثم بعد ذلك الحوار الذي يتواصل بجوبا واستمر في الخرطوم وسيتواصل في يوم السابع من الشهر الجاري لإكمال الحوار حول هذه القضايا
* حالة الشد والجذب بين الانفصاليين في الجنوب والشمال ألا تستلزم عمل اتفاق سياسي بين الشريكين علي أي من الخيارين قبل الاستفتاء لتقليل صدمة ردة الفعل على نتائج اي من خيارات الاستفتاء المطروحة؟
- الحركة الشعبية رغم ان المانفستو الذي نشأت بموجبه يؤكد بأنها حركة وحدوية لكنها حتى الآن من خلال اجهزتها السياسية والتنفيذية الحاكمة لم تحدد خياراً ولكن اننا نؤكد بأننا نتحاور مع الحركة حول العمل على خيار الوحدة، حدث ذلك قبل الانتخابات وبعد الانتخابات وعند تشكيل الحكومة الحالية، وعند بداية جلسات المجلس الوطني وحتى عندما تم التفكير حول اللقاء الجامع للسيد الرئيس مع القوى السياسية، ظل حوارنا يتواصل مع الحركة الشعبية حول قضية الوحدة.
* هناك كثير من الأصوات الانفصالية داخل الحركة الشعبية، ما هي خلاصة الحوار بينكم والشعبية حول الوحدة؟
- الحوار وصل الى ان الحركة الشعبية الآن تناقش في داخل اجهزتها خيارها السياسي حول هذه القضية ونحن نثق في خيار الحركة الشعبية وفي قيادتها، ونحن في انتظارهم للعمل معاً من اجل الوحدة.
* ماذا ترجحون أن يكون خيار الحركة؟
- لانستطيع ان نتنبأ بما يخرج من قرار داخل الحركة الشعبية، لكن ما نتمناه ان يكون قراراً اولاً: نحو اجراء استفتاء حر ونزيه وشفاف يمثل الارادة الحقيقية لأهلنا في الجنوب، ولكننا نفضل ان يكون خيارهم العمل من أجل الوحدة، لكن وحدة طواعية بإرادة اهلنا في الجنوب ايضاً من خلال استفتاء حر ونزيه.
* بنسبة كم يثق المؤتمر الوطني في تحقيق الوحدة؟
- نحن نثق في الله سبحانه وتعالى، وفي ارادة أهلنا في الجنوب، لكننا لا نستطيع ان نحدد نسباً، اذا اخذنا في الحسبان مؤتمر جوبا 1947م، والمائدة المستديرة 1965م، واتفاقية اديس ابابا 1972م، وكل ما تلا ذلك فإننا نقول ان خيار الوحدة هو الارجح، واذا اخذنا مايصدر في الاعلام من اصوات نقول ان خيار الوحدة ايضاً راجح، ولكننا نقول بأنه لايمكننا التنبؤ بهذه النتيجة لكن علينا ان نعمل وبدأب وبقوة مع كل القوى السياسية الوطنية مع كل ابناء الوطن الذين يحبون هذا السودان بمساحته المتمثلة بمليون ميل مربع من اجل ان تكون الوحدة هي الخيار.
* التكتيكات السياسية التي استخدمها المؤتمر الوطني ضد الحركة الشعبية طيلة الفترة الماضية أضرت بالرؤية الاستراتيجية لاتفاقية السلام الداعمة للوحدة؟
- نؤكد من منبر «الصحافة» بأن المؤتمر الوطني لم يتعامل في يوم من الايام مع قضية وطنية مثل قضية الوحدة وغيرها من القضايا الاستراتيجية تعاملاً تكتيكياً بل أننا في المؤتمر الوطني كثيراً ما نحس ونشعر بأن بعض القوى السياسية المعتبرة تقدم ماهو تكتيكي على ماهو استراتيجي ،خاصة اذا اخذنا في الحسبان أنها تحالف لقوى سياسية لا تجمع بينها رؤية واحدة حول كثير من القضايا مثل قضية الدين والدولة، وقضية الوحدة والانفصال، ومثل قضية كيف يحكم السودان، بالتالي تتفق على التكتيكي وتترك الاستراتيجي، المؤتمر الوطني يتعامل مع كل قضية وفق رؤية استراتيجية واضحة وفي الغالب ما تكون مكتوبة ومتفقاً عليها داخل أجهزة المؤتمر الوطني.
* لكن علاقتكم بالتيارات الجنوبية وعلاقة الحركة الشعبية بالاحزاب الشمالية كان جزءً من العمل التكتيكي بينكم والذي اضر بالخط الاستراتيجي للاتفاقية الداعي لجعل الوحدة جاذبة؟
- علاقتنا مع كل القوى السياسية الجنوبية مرتبطة بقضية وحدة السودان وقضية تنفيذ الاتفاقية لنهاياتها وقضية الابقاء على هذا السودان واحد موحد وآمن، وقضية التنمية وبالتالي لانتعامل مع القوى السياسية بتكتيك ولم نتعامل بذلك في يوم من الأيام.
* حديثكم عن تزوير الاستفتاء مخاوف حقيقية، أم تبريرات مسبقة لمآلات تتوقعونها للاستفتاء؟
- نحن لا نتحدث عن تزوير الاستفتاء بإعتباره لم يتم حتى الآن، لكن نأخذ في الاعتبار بعض مما رشح من الانتخابات الأخيرة وبالتالي نريد ان نطمئن بأن الاستفتاء ليس كقضية الانتخابات، يجب ان يكون تمثيلاً حقيقياً لإرادة اهلنا في الجنوب ومن أجل ذلك لابد من الاتفاق على كل التحوطات التي يمكن ان تؤدي الى ذلك، وذلك حفظاً لسلامة وأمن الجنوب نفسه سواء كان اختار الوحدة او الانفصال، اذ ان الرؤية مالم تكن تعبيراً حقيقياً عن المواطن ورأيه في هذه القضية المصيرية يمكن ان تؤدي الى ما لا تحمد عقباه في داخل الجنوب نفسه.
* طيب ما هو تصوركم لإجراء استفتاء حر ونزيه؟
- أولاً: هو ابعاد الجيش الشعبي من قضية الاستفتاء تماماً، كل المراقبين والمرشحين الذين شاركوا في الانتخابات ومن بينهم مرشحو المؤتمر الوطني ومراقبوه ومراقبو الاحزاب الجنوبية الأخرى أشاروا الى التداخلات التي تمت في قضية الانتخابات الاخيرة والتقارير موجودة من القوى العالمية والمراقبين العالميين والمنظمات الوطنية، القضية الثانية لابد من ان تكون هناك رقابة واضحة جداً على هذا الاستفتاء بدءً من قضية التسجيل وصولاً لإعلان النتائج ومعلوم قضية الرقابة على اي انتخابات او استفتاء اجراءاتها معلومة ومعروفة.
* تحدثت عن إبعاد الجيش الشعبي من الاستفتاء على خلفية ماجرى في الانتخابات، كيف يتم ذلك عملياً وهم مسيطرون على الجنوب؟
- القانون حدد ان الجيش الشعبي لا علاقة له باستفتاء الجنوب، والاتفاقية حددت مواقع محددة للجيش الشعبي متمثلة في «41» موقعاً اذا نفذ هذا وفق الاتفاقية، الجيش الشعبي لن يكون مرتبطاً بالاستفتاء ارتباطاً مباشراً.
* هذا على مستوى الاتفاقية وليس على مستوى الواقع؟
- قطعاً الواقع يختلف جداً مما هو موجود في الاتفاقية، ما نتمناه ان تنفذ الاتفاقية وينفذ قانون الاستفتاء بحذافيره.
* هل تم الاتفاق على من يحرس تنفيذ الاستفتاء؟
- القانون واضح جداً اشار الى شرطة الجنوب وبالتالي وزارة الداخلية الاتحادية الآن تجري تدريباً وهناك تدريب تم في مناطق أخرى وبالتالي القضية محسومة في القانون.
* هناك اتهام يطالكم بأن إزدياد نبرة الانفصاليين في الجنوب هو ردة فعل مباشر لمناصرتكم ودعمكم لانفصالي الشمال بطريقة غير مباشرة؟
- قطعاً المؤتمر الوطني لم يدعم انفصاليي الشمال في يوم من الايام، ما يقال هو مجرد اتهامات، لايمكن ان نعمل من اجل الوحدة بكل ما أوتينا من قوة وجهد ونبحث عن هذه الوحدة في كل مكان من خلال لقاءاتنا مع القوى السياسية، وكل حديثنا مع الحركة الشعبية ظل حول الوحدة لايمكن بعد ذلك ان ندعم انفصالياً شمالياً او جنوبياً، وبالتالي مايقال هو اتهامات فقط من أجل العمل من البعض من اجل زيادة وترجيح الصوت الانفصالي.
* الاتحاد الافريقي طرح عليكم أربعة خيارات من ضمنها وحدة فدرالية وخيار كونفدرالية، أي الخيارات ماضون عليها من خلال الحوار الدائر بينكم؟
- خيارنا الاول هو الابقاء على هذا السودان الموحد، الخيارات الاخرى غير مطروحة في الاتفاقية ما طرح في الاتفاقية إما دولة واحدة او دولتين بحدود معلومة وفقاً لما تنشأ عليه الدول في العالم، بالتالي اي خيارات أخرى هي غير مطروحة الآن ، نحن نتمنى ان يكون الخيار الاول والاخير هو سودان واحد بحدوده الحالية.
* هل يعني هذا أن الحوارات الدائرة بينكم الآن هي كلها في اطار رؤية الوحدة في اطار الدولة الواحدة؟
- الحوارات التي تدور الآن هي حول ما بعد الاستفتاء في حالتي الوحدة او الانفصال.
* الولايات المتحدة مؤثرة جدا في تحديد شكل الاستفتاء القادم، كيف تقرأون موقفها حتى الآن من مسألة الوحدة والانفصال؟
- الموقف الرسمي للولايات المتحدة الامريكية حتى الآن ليس مع انفصال الجنوب، ولكننا نقول إنه ليس ايضاً تعبيرا واضحا مع الوحدة، لكن معلوم تأثيرات مراكز القوى في داخل الولايات المتحدة من خلال مراكز الضغط المختلفة سواء كانت مراكز في داخل الكونغرس او حتى منظمات في خارجه ربما تعمل لغير ذلك، معروف ان سياسة الولايات المتحدة لا تضعها المؤسسات التنفيذية الواضحة ولكنها شبكة متداخلة من قوى الضغط سواء كانت حكومية او غيرها، لكن الولايات المتحدة الامريكية تعلم ايضا أن مآلات انفصال السودان ربما تكون وخيمة.
* قضية الوحدة على المستوى الخارجي تبدو معركة دبلوماسية، لكن الناظر يرى انها تقوم على ردة الفعل أكثر من كونها رؤية استراتيجية لتسويق خط الوحدة؟
- هناك رؤية استراتيجية هذه الرؤية تبنى على المحاور التالية، ليس هناك رأي دولي مع انفصال الجنوب، وهناك رأي افريقي وعربي واضح جداً ضد الانفصال، وهناك رأي من بعض الدول التي لاتعد على اصابع اليد تدعم قضية الانفصال من أجل مصالح يتوهمونها ربما يندمون عليها في المستقبل اذا لا سمح الله حدث الانفصال، وبالتالي نقول بأن قضية المعركة الدبلوماسية تديرها وزارة الخارجية والدولة وفق رؤية استراتيجية واضحة جداً، والآن البرلمان ايضاً يشارك في هذه المعركة كما ان المنظمات الشعبية تشارك في هذه القضية وبصورة واضحة جداً.
* الخط الدبلوماسي هذا لبناء تحالف دولي لدعم الوحدة الى أين وصل؟
- أعتقد بأن الآن غالب دول العالم تعمل وترجح وحدة السودان على انفصاله.
* القاهرة تستضيف الشريكين حول ترتيبات ما بعد الاستفتاء ما هي أبرز القضايا التي تطرح هناك؟
- هو مواصلة لحوار سابق بين وفدين يقودهما الدكتور نافع علي نافع المؤتمر الوطني، وباقان اموم الذي يقود وفد الحركة الشعبية، وهو حوار عمومي في غالبه وليس حواراً تفصيلياً، اذ ان التفصيل يجري من خلال لجان فنية تبلغ عضويتها العشرات، ولكن قطعاً المستوى القيادي الذي يمثله الحوار يمكن ان يدعم الحوار الذي يجري تفصيلياً بين المجموعات الثنائية في هذه القضايا الفنية التفصيلية.
* هناك أنباء رشحت حول مقترحات توفيقية مصرية حول ما يتعلق بمسألة الشريعة الإسلامية والعالمية لترجيح خيار الوحدة؟
- يمكن ان تكتب وبكل صراحة بأن المؤتمر الوطني لا يساوم على قضية الشريعة الاسلامية التي اكدتها الاتفاقية والتي نشأت عليها مبادئ المؤتمر الوطني، وهذه ليست قضية للحوار، وهذا حق ديمقراطي ايضا اكده اهل السودان من خلال الانتخابات التاريخية في هذا البلد، إلتفوا حول نهج الصحوة الاسلامية والجمهورية الاسلامية ولا تبديل لشرع الله، وأكدت الانتخابات الماضية ان هذا هو خيار غالب اهل السودان، وبالتالي يمكننا ان نتعايش في الدولة وبهذا المفهوم ان الدين الاسلامي ليس ديناً انتقائياً وليس دينا عنصريا، وايضا لا يحكم غير المسلمين به، وبالتالي فليحترم البعض رغبة الآخرين في ان يحكموا بشريعتهم ودينهم وعلينا ايضا ان نحترم رغبة الآخرين في ان لا نحكم فيهم ديننا وشريعتنا.
* لكن الحركة الشعبية تطرحه كمشروع تعزيز لترجيح خيار الوحدة؟
- هذا ليس جزءً من تعزيز خيار الوحدة، الحركة تطرحه بهذا المفهوم الظاهر ولكننا نحن نعتبره محاولة من البعض لتمكين مشروعه السياسي الذي يؤمن به على حساب الاغلبية الاخرى، والمواطن الجنوبي لاشأن له في هذه القضية.
* مازال دور العرب والجامعة العربية بعيداً عن التفاعل بقضية الاستفتاء، أهي سلبية في الموقف أم تقصير منكم في شرح أبعادها؟
- لا هذا ولا ذاك...ولكن الجامعة العربية تعمل مافي وسعها والوسع معروف، يمكن ان يبدأ من بعد الصفر الى مائة بالمائة.
* الساحة السياسية بعد الانتخابات بدلاً من أن تشهد حالة من الانفراج، حدث العكس من تضييق؟
- تضييق في ماذا؟
* رجعت الاعتقالات والرقابة القبلية على الصحف واغلاق صحف كذلك؟
- من هنا نحن في المؤتمر الوطني مع الحرية التي لا بتأثر بها الوطن ولا أمنه ولا سلامته ولا يتأثر بها الآخرون، نحن مع التعبير الحر الذي يراعي ثوابت الوطن، لسنا مع التضييق، الشعب السوداني يعشق الحرية، ومما تابع اعتقد بأنه الآن توجد صحافة حرة في هذا البلد رغم ما يقال عن الرقابة، ولكن كما علمت الرقابة هي على قضية رفض مبدأ التبشير بالانفصال علي الاقل في الشمال وهذا لا اعتقد ان عليه غبار.
* الوعود التي قدمها المؤتمر الوطني في برنامجه الانتخابي خاصة الاقتصادية جنى المواطنون منها حتى الآن الارتفاع الجنوني في الأسعار؟
- أتفق معك تماماً هناك ارتفاع في الاسعار هناك ارتفاع في تكلفة المعيشة، وهذه قضية واضحة جداً، بعضها ربما يكون مرتبطاً بندرة موسمية مثل قضية الخضروات واللحوم والبعض الآخر ربما يكون مرتبطاً بما يصاحب شهر رمضان وما يقابله من ارتفاع الاسعار، لكن اقول لك قضية ارتفاع تكلفة المعيشة لا يمكن ان نقالط فيها، لكن المؤتمر الوطني سيمضي في انفاذ برنامجه كما وعد به في القضايا الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.
* المؤتمر الوطني بعد فوزه بالانتخابات، بدا وكأنه أغلق باب الحوار مع قوى المعارضة؟
- بالأمس كنا مع الحزب الشيوعي واول امس مع الحزب الاتحادي الاصل وقبله مع حزب الامة واليوم مع احزاب البعث والناصري، حوارنا لم يتوقف في يوم من الايام وقبل اربعة ايام كنا مع احزاب حكومة الوحدة الوطنية بكل ألوان طيفها، بالتالي الحوار لم يتوقف مع القوى السيساية ولم يرتبط بقضية الانتخابات، نحن الآن لدينا قضية أكبر من قضية الانتخابات قضية وحدة السودان. حوارنا حولها سيتواصل، ما دعوة الاخ الرئيس رغم انها تمت بصفته رئيساً لهذه البلاد لكنها جزء من الحوار الذي يرعاه السيد الرئيس بصفته التنفيذية والحزبية
* المعارضة رفضت دعوتكم للمؤتمر الجامع واعتبرته إلتفافاً منكم على «نداء الوحدة» الذي طرحته؟
- أؤكد وأرجو ان تكتب بأن المعارضة فيما عدا المؤتمر الشعبي اكدت مشاركتها في الملتقى الذي دعا له الرئيس دون قيد او شرط، وافق السيد الصادق المهدي ومولانا محمد عثمان الميرغني عند لقائهما بالسيد الرئيس، ووافق الاستاذ محمد ابراهيم نقد عند لقائه نائب الرئيس علي عثمان، ودكتور الترابي إلتقيت به واكد ان حزبه قرر عدم المشاركة خلاف ذلك ليس هناك حزباً قد رفض المشاركة، والحركة الشعبية التي تم التشاور معها ابتداءً في جوبا بواسطة نائب الرئيس وفي مؤسسة الرئاسة حين تم الاتفاق على الموعد والترتيبات أكدت مشاركتها ،بالتالي أؤكد بأن القوى السياسية لم تقاطع وإنشاء الله لن تقاطع.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.