زادت فى السنوات الاخيرة عمالة الفتيات بصورة واضحة وبرغم ان ابرز علامات الشارع العام في وسط العاصمة كانت خلوه من عبور الفتيات وذلك طيلة الحقب الماضية الا ان الفتيات بتن اكثر وضوحا في الشارع من خلال عملهن. « الصحافة » رصدت ارتفاعا ملحوظا بين الفتيات العاملات اللائي تتراوح اعمارهن مابين 12الى 15عاما ، ظاهرة عمل الفتيات ربما تكون طبيعية في السودان خاصة في المناطق الريفية اذ تساهم الفتيات بقوة في اقتصاديات الاسرة سواء رعي الانعام او جلب المياه وحتي في الاعمال الحقلية بالمناطق الزراعية غير ان عملها في المناطق الحضرية وامتهان بعض الاعمال الهامشية امر غير معهود وبرغم ان معظمهن يعملن مع النسوة في سن امهاتهن من بائعات الاغذية والمشروبات الا ان الظاهرة في حد ذاتها تعتبر سالبة وينظر المواطنون للفتيات العاملات بكثير من الاشفاق المقرون بالاسف علي تلك الظروف التي دفعت بهن خارج اسوار المنازل. ويري ابراهيم أحمد محمد الباحث الاجتماعي ان ظاهرة خروج الفتيات للعمل امر عادي وطبيعي عند بعض القبائل اذ يشكل عمل الفتيات من هذه القوميات محورا حيويا في اقتصاديات الاسرة، وفي اطلالة علي الشارع نجد ان بائعات التسالي والفول والسمسمية برزن منذ عقود طويلة بدأت الظاهرة بالنسوة الطاعنات في السن غير ان الامر صار الي الصبايا وبذلك بدأ تطبيع عمل الفتيات غير ان استقرار الاوضاع الاقتصادية لاغلب السودانيين ساهم في الحد من عمل الفتيات حتي انفجرت الاوضاع الاقتصادية واحكم الفقر قبضته لتظهر بسببه العديد من الظواهر الغريبة بينها عمل الفتيات غير ان ابراهيم عاد وخفف من استشراء الظاهرة قائلا انها لا ترقي لكونها ظاهرة وانما هي بعض حالات محدودة مطالبا الاسر بعدم دفع الصغيرات للعمل في هذه الفترة من عمرها اذ تكون البنت فى بداية نضوجها الجسمى والعقلى وهى مرحلة مهمة وحساسة فى حياتها تحتاج لرعاية واهتمام برغم الضغوط وضيق العيش . مع الناس قامت بجولة واستطلعت عددا من الفتيات حيث تقول مى التى تبلغ من العمر 15عاما انها تعمل فى البيوت بالثورة، تصف ما تقوم به من عمل بانه فوق عمرها وقدرتها من غسيل ونظافة اضافة الي جملة من المشاوير التى تقوم بها خارج المنزل مثل الذهاب الى السوق و جلب بعض الاشياء من البقالة وقد اثر ذلك على صحتها واصبحت عرضة للامراض، تمضى مى فى القول بانها تأخذ مبلغ 60جنيها فى الاسبوع وانها تقوم باعطاء والدتها هذا المبلغ كى تقوم بشراء حاجيات البيت لانها اكبر اخوانها وليس لديهم من يصرف عليهم ، اما عائشة التى تمتلك تربيزة فول مدمس وتسالى وبعض التوابل تقول ان هذه البضاعة ملك امها وهى تقوم ببيعها نسبة لان ولدتها مريضة وكبيرة فى السن ولا تستطيع تحمل الجلوس فى السوق وحمل الاشياء الثقيلة. تقول ميرى ان لديها بنتين رشا ومونيكا لم تتلقيا حظا من التعليم بسبب ظروف الاسرة . و الفتاتان بين «13-20» عاما، وتعملان بالبيوت بقيمة 30جنيها ، وتقول ميرى انه كانت لديها كافتريا فى الجنوب وبها مأكولات شاى وقهوة وكانت قادرة على توفير متطلبات الاسرة وبعد مجيئها الى الخرطوم لم تستطع ان توفر متطلبات اسرتها ما دفعها السماح لبنتيها الخروج للعمل. مريم ت بائعة شاي تبلغ من العمر «22» ربيعا تقول ان الظروف المادية القاسية هي التي كانت سببا في خروجها للعمل واضطرت لانه لايوجد من يعول الاسرة بعد وفاة والدها هكذا ختمت لي مريم حديثها وملامح وجهها يكسوها ارهاق العمل اليومي.