بعد أن أصبح الحاسب الآلى «الكمبيوتر» ضرورة حيوية من ضرورات العصر، وتم إدخاله واستخدامه فى كل مجالات الحياة وفى جميع المهن والوظائف، كان لا بد من دراسة لبعض الآثار السالبة لاستعمال هذا الجهاز لفترات زمنية طويلة ولأفضل طرق الوقاية منها. الأشعة الصادرة عن الشاشة: الأشعة السينية «x.ray» لم يثبت أن لها ضرراً كبيراً نسبة لامتصاصها بواسطة غلاف الشاشة الزجاجى. الأشعة فوق البنفسجية (ultra violet radiation). يتم امتصاص معظمها داخل الشاشة وهى ليست ذات خطورة تذكر. الضوء المرئي الذي يتميز بأن له تأثيرا حيويا إيجابيا عندما نشعر به. إلا أنه قد يكون مصدر إزعاج لمن لديهم حساسية تجاه الضوء بالإضافة لتأثيره المجهد بسبب توهجه وارتجافه. الأشعة تحت الحمراء التي يصدرها أي جسم ساخن، وبالتالي ترفع درجة حرارة الغرفة وتؤثر على من يجلس أمام الكمبيوتر (infra red). الحقول الكهروماغنطيسية ذات الترددات المنخفضة والمنخفضة جداً، وهى أيضا ليست ذات خطورة تذكر. مجالات الكهرباء الساكنة static electricity لم يثبت ان لها تأثيرات ذات بال ولازالت الدراسات جارية حولها. الموجات فوق الصوتية ultra sound waves ولم يثبت أنا لها تأثيراً يذكر. تأثيرات أخرى: 1 التأثير على العين الناجمة عن شاشات الكمبيوتر (monitor): كالشعور برمل في الملتحمة الذي ينتج عن القراءة أو الكتابة من نص غير مكتوب بالأسود على شاشة بيضاء، ورجفان الخيال، وبسبب الإضاءة في أماكن العمل والتي تؤدي إلى سطوع أو انعكاس في الضوء، والتباين الكبير في اللمعان بين مختلف الأجسام والمواضع المرئية والرموز على الشاشة، إضافة إلى قصر نظر مؤقت بعد العمل على الحاسوب، والتهاب قرنية ضوئي، وبعض الاضرار بالشبكية، إلا أن كل هذه الإصابات مشكوك فى أمرها أن تكون ناجمة عن شاشات الكمبيوتر. 2 التأثير التعرض لعوامل مثيرة للحساسية بالتماس. العوامل المناخية داخل المباني التي تسبب تأثيرات فيزيولوجية تحدث توسعاً بالأوعية الدموية. الانفعال النفسى stress الذى هو ديدن كل العاملين على الحاسوب. 3 التوتر العصبى نتيجة للعمل على الحاسوب: وله أسباب عديدة كعدم تلاؤم العامل مع العمل مثل «ضيق المكان الكرسي غير مريح ارتفاع الحرارة ارتفاع الرطوبة أو زيادة الضجيج في الغرفة». وإضافة إلى فترة الراحة غير الطوعية للعامل على الحاسوب، وفترات الانتظار الطويلة للحاسوب، وظروف العمل كالعمل الرتيب ضغط العمل.. وغيرها». 4 التأثيرات على الأجنة: ربما تكررت بعض حالات إجهاض وولادة مبكرة وموت مبكر للأجنة ونقص فى أوزان المواليد.. إلا أنه لم تثبت علاقتها القطعية بعمل الأمهات على الحاسب الآلى.. إلا أن الاحتياط يستوجب تقليل فترات العمل إلى النصف بالنسبة للحوامل مع مراعاة النصائح الوقائية العامة الواردة فى ذيل هذا البحث. 5 أمراض ناجمة عن عدم التلاؤم مثل: آلام فى الرقبة والكتف والظهر والأطراف. طرق الوقاية: للوقاية من الأمراض التي تنجم عن الحاسوب، يجب أن نحقق الأمور التالية: 1 البيئة العامة لمكان العمل: يجب أن تكون حرارة الغرفة بين 19 23 درجة مئوية، ونسبة الرطوبة بين 40 50، أما الضجة فيجب أن تكون بين 40 50 ديسبل في حال العمل الذهني، و60 ديسبل في حال العمل المكتبي، و 70 65 ديسبل في العمل على الاتصالات الهاتفية والمحادثات الكلامية. كما يجب أن تكون الإضاءة جيدة مع تجنب الضوء الساطع المباشر واللا مباشر، وعدم الجلوس في منطقة عمل مضاءة بشكل موضعي مع انعدام الإضاءة في الغرفة، كونه يؤدي إلى صعوبة في تجاوب الحدقة للضوء بسرعة، كما يجب: توفير إضاءة نهارية متوازنة مع الإضاءة الصناعية للعاملين. تجنب الإضاءة بلمبات الفلورسنت «النيون» دون إضافة لمبات حرارية «تنجيستن». معالجة السطوع. تغيير اللمعان والتباين على الشاشة. تغير مكان الجلوس لتحسين الرؤية. يمكن وضع مصباح بجانب الكمبيوتر في حال ظلمة المكان، بشرط ألا يسبب لمعاناً على الشاشة أو زيادة فى التباين. ويتم تخفيف انعكاس الضوء من على شاشة العرض: إغلاق ستائر النوافذ. تغيير مكان وضع الشاشة. استخدام فلتر للشاشة. تنظيف الشاشة. تدوير الشاشة. رفع أو خفض الشاشة. 2 الكرسي: يجب أن يكون الكرسي المستعمل على الحاسب مطابقاً للمواصفات التالية: أن يكون ذا قاعدة متحركة، وقابلا للارتفاع والانخفاض والحركة يمين ويسار، وأن تكون حافة الجلوس غير حادة وله مسند قابل للتعديل وإمكانية إسناد أسفل الظهر، وأن يكون الكرسي المستعمل على طاولة الكمبيوتر بدون مساند لليدين لأنه غالباً ما يصطدم بالطاولة أثناء الحركة، ويسبب صعوبة لحركة العامل على الكمبيوتر مما يضطره للإنحناءات، الشئ الذى يسبب آلاماً فى الظهر والأطراف والكتفين 3 المنضدة: يجب أن تكون المنضدة التي يوضع عليها الحاسوب محققة لبعض المواصفات وهي: أن تكون قابلة لتعديل الارتفاع، وأن يكون سطح المكتب مرتفعا 3 2 سم عن مستوى المرفق في حال كتابة أشياء كثيرة. أن يراعى وجود فراغ عند قدمي العامل، وأن تكون منضدة الحاسوب بعيدة عن الطاولات الأخرى بمقدار بعد الشخص عن الحاسوب، وغير مقيدة للعامل، ويراعى وجود مسند للقدمين. 3 الشاشة: يجب أن تحقق الشاشة الميزات التالية: أن تكون قابلة للحركة للأعلى والأسفل، واليمين واليسار، وأن تكون أخفض من مستوى الخط الأفقي للنظر، وأن تكون الشاشة لامعة وخالية من الرموز، وأن تكون التغذية الكهربائية على الكمون العادي، وقابلة لتعديل مفاتيح التشغيل حتى حدوث التألق الأعظم، وأن تكون الإضاءة قابلة للتعديل، وتنظيف الشاشة وشاشة الحماية ضد الإبهار وكذلك النظارات المستعملة من قبل المشغل. ولا مبرر لإجراء التدريب أو المراقبة الشعاعية، ومن الأفضل استخدام الشاشات ذات القطبية الموجبة أي النص داكن على أرضية ساطعة بطيئة التألق بحيث لا يشعر المستخدم برجفان الخيال. وأن تقل شدة الإضاءة عن 500 لوكس «وحدة قياس شدة الإضاءة»، أما الشاشات ذات القطبية السالبة فيجب أن يكون النص ساطعا على أرضية داكنة وشدة الاضاءة200 لوكس. ويفضل استعمال الشاشات الحديثة والتي تتميز بأنها أخف إشعاعا ووزنا وتدوم بطاريتها فترة أطول مثل: الشاشات «البلورية السائلة LCD البلازما» يجب أن يكون المستوى العلوي لشاشة الكمبيوتر أدنى أو على نفس مستوى خط النظر، وأن يكون ميلان شاشة الكمبيوتر للأعلى لتقليل الوهج واللمعان والانعكاسات للضوء على عين المشغل. 4 وضعية العامل: يجب أن تكون وضعية العامل أثناء الجلوس بوضعية لا تشكل آلاما عضلية للكتفين والساعدين واليدين أو الرقبة، وعدم اتخاذ وضعية مشدودة، ويجب استخدام ماسكة التقارير المراد كتابتها، ووضعها في نفس زاوية الرؤية بدون أن يحرك العامل رأسه. وعدم قرب العينين كثيراً من الشاشة، فالبعد الطبيعي «من 45 60 سم». 5 زمن العمل: يجب ألا يتجاوز الزمن الكلي للعمل نصف مقدار الدوام الرسمي، وأن تتم تجزئة العمل، والقيام بأعمال أخرى إضافة للحاسب، وأخذ استراحة قصيرة لمدة ربع ساعة لكل ساعة ونصف عمل، وأن تكون الاستراحة قبل مرحلة الشعور بالإرهاق، والاستراحة القصيرة أفضل من الطويلة وتحدد الاستراحة القصيرة من قبل العامل نفسه، بحيث تكون فترتها حوالي5 10% من فترة العمل. نصائح عامة: عدم الجلوس فترة طويلة خلف الشاشة. تناول الشاي والغداء بعيداً عن طاولة الكمبيوتر، لإعطاء راحة للعضلات والدماغ. البدء ببطء مع بداية يوم العمل ثم الإسراع تدريجياً النظر إلى مسافة بعيدة عن الكمبيوتر حوالي 10 أمتار، وذلك كل 15 دقيقة، ويفضل النظر عبر النافذة ولمدة دقيقة واحدة، وذلك لإراحة عضلات العين وإزالة التوتر والإجهاد الناجم عن طول التركيز. إغماض العينين وفتحهما أثناء العمل على الأقل كل خمس ثوانٍ لإبقاء العينين بحالة رطبة. فحص العينين كل سنة وتصحيحهما،لأن الرؤية السيئة تسبب آلاماً فى الظهر والرقبة والصداع. إجراء رياضة لطيفة للرقبة والكتفين واليدين والأصابع في حال الجلوس أكثر من ساعة خلف شاشة الكمبيوتر يومياً، وإراحة الدماغ بعدم النظر إلى الشاشة لمدة «1 2» دقيقة.