اجتاحت السيول والامطار امس قرية مقاشي بمحلية مروي، محدثة اضرارا بالغة في المباني والمحاصيل الزراعية والحيوانات، قبل ان تضرب موجة مشابهة من السيول والامطار الغزيرة مناطق بشمال دارفور ما ادى الى انهيار ألف منزل بمعسكر زمزم للنازحين في الفاشر. وفي كسلا كشر نهر القاش عن انيابه وسجل امس ارتفاعا لافتا في مناسيبه ما دفع الاهالي للتحلق حول شاطئيه لمراقبة «النهر المجنون». وتفاجأ أهالي بلدة مقاشي بالولاية الشمالية عصر امس بامطار غزيرة لم يعتاد عليها قاطنو المنطقة، حيث استمر هطولها لثلاث ساعات متتالية مصحوبة بأهوية شديدة، أدت الى تساقط ثمار التمور، المحصول الرئيسي لاهل الشمالية. ولم يكد الاهالي يفيقون من دهشة الامطار حتى داهمتهم السيول ،التي اجتاحت القرية مخلفة اضرارا بالغة بمنازل الاهالي والمرافق العامة، ويجري حاليا حصر الخسائر، وانعزلت مقاشي، تماما عن القرى المجاورة. وفي ولاية شمال دارفور، ضربت موجة من السيول والامطار امس الأول بعض المناطق، واسفرت عن انهيار ألف منزل بمعسكر زمزم للنازحين ودمار سوق المعسكر بالكامل وعدد من المرافق العامة، بجانب اغلاق الطريق بين الفاشر ونيالا. وسارعت المنظمات الانسانية العاملة بالاقليم بالتدخل بتوزيع عدد من وسائل الايواء «خيم ومشمعات». وقال رئيس مكتب حركة جيش تحرير السودان بالولاية الدكتور اسماعيل حسين هاشم للصحافيين اثناء تفقده معسكر زمزم، ان السيول التي ضربت الولاية ادت الي هدم ألف منزل، بالاضافة الي سوق المنطقة الذي دمر بالكامل، بجانب مسجد ومدرسة ثانوية . ودعا الجهات المسؤولة الي ضرورة التدخل العاجل لاحتواء الموقف حتي لا يتأثر الوضع الانساني اكثر مما هو عليه. وحسب احصائيات لجمعية الهلال الاحمر السوداني، فان الامطار الغزيرة والسيول التي اجتاحت محلية شندي بولاية نهر النيل خلال اليومين الماضيين، اسفرت عن تضرر 1497 منزلا من بينها نحو 1298 منزلا دمرت بالكامل بجانب 199 تضررت بصورة جزئية. وافادت احصائيات جمعية الهلال الاحمر السوداني، ان سيولا عارمة ضربت محلية شندي بولاية نهر النيل ادت الي تضرر 1497 منزلا منها 1298 تضررت بصورة كلية و199 منزلا بصورة جزئية . وبحسب مسوحات الهلال الاحمر السودانى الميدانية، كان الضرر الاكبر في القرى الواقعة جنوبي مدينة شندى في مربعات 37-38 -43 وداخل مدينة شندي. من جانبه ، قال المدير العام للدفاع المدني الاتحادي اللواء مهندس حمدنا الله آدم ،ان كميات الامطار والسيول تفوق الاعوام السابقة ،وطالب بتكاتف الجهود الولائية والاتحادية للخروج بمعالجات اسعافية سريعة حتي لاتكون هنالك خسائر في الارواح. وأكد آدم، خلال اللقاء الذي عقده مع معتمد شندي اللواء مهندس ميرغني عبد الله ، ونائب رئيس المجلس التشريعي بالولاية محمد الحبيب حامد، والجهازين التنفيذي والتشريعي بالمحلية، جاهزيتهم لتلبية كافة الاحتياجات ،واعلن عن وصول 250 خيمة و250 مشمعاً للمتضررين. وفي كسلا بشرق السودان، سجلت مناسيب نهر القاش ارتفاعا ملحوظا نهار ومساء امس، حيث وصلت معدلاتها في الساعات الاولى من النهار 2,4سنتمتر، فيما انخفضت بصورة طفيفة في المساء مسجلة 2,3 سنتمترا. وعزا مدير وحدة ترويض نهر القاش بالانابة الطيب عوض الكريم ، زيادة ايرادات النهر الى هطول الامطار المستمر على المرتفعات الاريترية الايام الماضية، مشيرا الى ان المناسيب لم تصل مرحلة الخطورة بعد، وان النهر لا زال منسابا في مجراه الطبيعي. من جانبها، أعلنت ولاية نهر النيل وضعها لكافة امكانياتها المتاحة لاحتواء ما خلفته السيول والأمطار التي ضربت محليتي شندي والمتمة، وتحريك قوافل عون غذائية وأيواء عاجل لآلاف الأسر المتضررة. وأكد معتمد محلية شندي اللواء ميرغني ، ان نحو ألف منزل انهار بمحليته بين كلي وجزئي بعامل السيول والأمطار، وقال ان أجهزة المحلية وضعت في حالة استنفار قصوى لتلافي آثار الأوضاع المماثلة، مبيناً أن الوضع يتطلب العون العاجل. واضاف المعتمد، للمركز السوداني للخدمات الصحافية، ان المحلية وفرت 500 خيمة للايواء، موضحا أن معدلات المياه التي تحاصر أجزاء واسعة من محلية شندي فاقت معدلات العام 1988 بخمس مرات. من جانبه، طالب محمد الحبيب حامد نائب رئيس تشريعي نهر النيل، بعون ايوائي وتجهيزات عالية في مجال الصحة وصحة البيئة، وأطلق تحذيرات للاهالي لمغادرة المنازل الآئلة للانهيار. واكد رئيس لجنة التخطيط العمراني بالمجلس التشريعي علي كرموش، مقتل شخصين بمنطقتي حجر العسل جنوبشندي والكمر بمحلية المتمة ليرتفع عدد ضحايا السيول الى 3 أشخاص، هذا وأطلقت السلطات المختصة بالولاية نداءات تحذيرية لمستخدمي طريق التحدي القومي لتوخي الحيطة والحذر. في سياق متصل، توقعت اللجنة العليا للفيضان بوزارة الري والموارد المائية ارتفاع مناسيب النيل في الحبس من الدمازين حتى الخرطوم وانخفاضه في الحبس في القرية مروراً بعطبرة وخزان مروي. وقالت اللجنة، في بيان امس، ان البيانات الواردة من المحطات الرئيسية بالنيل تشير الى وجود سحب كثيفة على الهضبة الأثيوبية، مؤكدة أن هذه السحب ستؤدي الى ارتفاع الايرادات المائية في الأحباس العليا، مبينة أن الحبس من الخرطوم وحتى عطبرة سيشهد استقراراً في المناسيب. وبلغت مناسيب النيل امس مقارنة بامس الاول: في الخرطوم «15.48» متر مقابل «15.52» متر، ودالحليو «13.33» متر مقابل «13.28» متر، عطبرة «15.22» متر مقابل «14.70» متر، أبو حمد «14.16» متر مقابل «14.14» متر. أما في مروي فقد بلغ المنسوب «15.62» متر مقابل «15.65» متر ، وفي الدبة «11.04» متر مقابل «10.96» متر، وفي دنقلا «14.02» متر مقابل «14.22» متر، بينما بلغ منسوب القاش «506.30» متر مقارنة بمنسوب أمس الاول الذي بلغ «505.50» متر.