هبطت أسعار القمح بشدة أمس الجمعة بفعل عمليات بيع لجني الأرباح بعد صعودها يوم الخميس وسط مشتريات مذعورة رفعت الأسعار إلى أعلى مستويات لها في عامين بسبب الحظر الذي فرضته روسيا على صادرات الحبوب من جراء أسوأ جفاف تشهده البلاد في قرن. في بورصة مجلس تجارة شيكاجو نزل سعر عقود القمح لاقرب استحقاق 5.9 في المئة إلى 7.39 دولار وربع سنت للبوشل بحلول الساعة 1450 بتوقيت جرينتش بعد اغلاقه يوم الخميس مرتفعا بالحد الأقصى المسموح به وهو 60 سنتا. وارتفع العقد 88 في المئة منذ ان سجلت الأسعار أدنى مستوى لها في التاسع من يونيو حزيران عند 4.25 دولار ونصف سنت للبوشل. وهبط سعر عقود الذرة لتسليم سبتمبر في شيكاجو 2.5 في المئة إلى 3.93 دولار ونصف سنت للبوشل مقتفيا اثر القمح على طريق الهبوط وسط عمليات بيع لجني الأرباح وبيوع للتحوط بينما نزل سعر عقود فول الصويا لتسليم أغسطس 0.5 في المئة إلى 10.50 دولار للبوشل. وما زالت سعار القمح اقل كثيرا من مستوياتها المرتفعة في عام 2008 حينما بلغت 13.34 دولار ونصف سنت للبوشل بعد أن عصفت المخاوف من أزمة غذاء عالمية بالاسواق. وقال دان مانترناتش محلل شؤون القمح في مؤسسة دوان ادفايزوري انه لا يوجد حاليا نقص في امدادات القمح العالمية لكن من السابق لاوانه القول بان الانتعاش قد بلغ منتهاه لان الجفاف في روسيا مستمر ويشكل خطرا على استنبات القمح الشتوي في سبتمبر . وانخفض سعر عقود قمح الطحين لتسليم نوفمبر تشرين الثاني في بورصة يورونكست 6.3 في المئة الى 209.50 يورو للطن. وكانت أسعار القمح ارتفعت الخميس الماضي إلى أعلى مستوى منذ نحو سنتين، بعدما أعلنت روسيا حظرا مؤقتا على تصدير الحبوب, ويأتي ذلك وسط تقارير عن تراجع إنتاج القمح على الصعيد العالمي مما قد ينذر بأزمة غذاء. وارتفعت أسعار القمح في الأسواق العالمية بسبب التدهور السريع في توقعات الإنتاج الخاصة بمنطقة البحر الأسود والمخاوف بشأن المزروعات في العام القادم, إضافة إلى القلق بشأن تأثير حظر الصادرات الروسية. كما يتوقع محللون أن ينخفض محصول القمح الأوروبي إلى ما بين 126 و128 مليون طن, بعد أن كان 130 مليونا في الموسم الماضي. من جهة أخرى خفضت منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة (فاو) توقعاتها للإنتاج العالمي للقمح عام 2010 بحوالي 25 مليون طن. وقالت المنظمة إن استمرار الجفاف المدمر الذي يصيب المحاصيل في روسيا الاتحادية ويترافق مع توقعات بانخفاض الإنتاج في كزاخستان وأوكرانيا يثير مخاوف قوية بشأن وفرة المعروض العالمي من محصول القمح لموسم التسويق في 2010/2011. ويتزايد القلق من تكرار أزمة 2007/2008 عندما بلغت أسعار القمح 13.34 دولارا للبوشل, لكن منظمة فاو أكدت أن مثل هذه المخاوف ليس لها ما يبررها حاليا. ويؤكد بعض الخبراء أن ارتفاع الأسعار ربما سيجعل الأميركيين والأوروبيين يدفعون أكثر قليلا من أجل الخبز, ولكن العبء الأكبر سيقع على الناس في الشرق الأوسط وأفريقيا وأجزاء من آسيا. وتشكل أسعار السلع الأساسية الجزء الأكبر من فواتير الغذاء لسكان هذه المناطق. ويضيف الخبراء أن الولاياتالمتحدة والأرجنتين وأستراليا ستكسب أكثر من الارتفاع في أسعار القمح، لأن المحاصيل في كندا والاتحاد الأوروبي ليس من المتوقع أن تكون وفيرة هذا العام.