دعوة أنيقة من أجل أن يبقى السودان موحداً، احتضنتها ولاية عرفت وحدة السودان على مر التاريخ، تشكلت فيها بذرة التعايش والتمازج ليرتبط الوطن الواحد في مملكة «الفونج» بسنار، بعد أن وضع عبد الله جماع وعمارة دنقس لبنات الوحدة لوطن لا يعرف الشتات والفرقة. جاء اختيار «سنار» دلالةً خاصه لرمزية عميقة لمدينة عنوانها «التاريخ بدأ من هنا» لتكون امتداداً لتاريخ جديد لسودان قديم، دعا إليه الشاعر العبقري محمد عبد الحي في ديوانه «العودة إلى سنار». حيث احتضنت مدينة سنجة المؤتمر التداولي الرابع والعشرين للاتحادات الطلابية والروابط الولائية برعاية كريمة من والي سنار المهندس أحمد عباس، وأتي المؤتمر تحت شعار «وحدة السودان وحدة إفريقيا» واشتمل على أوراق عمل ناقشت دور الطلاب في وحدة السودان، بجانب ندوة سياسية عن دور ولايات التمازج في تحقيق وحدة البلاد. وقال عضو المكتب القيادي بالمؤتمر الوطني علي تميم فرتاك إن الاستعمار على مدى «58» عاماً سعى لفصل الجنوب عن الشمال بسياسة المناطق المقفولة، وخططه الاستراتيجة في المنطقة التي تخدم مصالحه الخاصة، ولكن فشلت سياساته بعد مؤتمر جوبا، عندما طالب أبناء الجنوب بحكم فيدرالي في ظل سودان موحد، وتجددت مواقفهم عام 1972م في اتفاقية أديس أبابا عندما أجمعت الفصائل الجنوبية على وحدة السودان في إطار الحكم الذاتي، وأشار فرتاك إلى أن الوحدة الاجتماعية بين الشمال والجنوب تجلت وقت الحرب عندما نزح أكثر من «4» ملايين جنوبي نحو الشمال ليرسموا الوحدة بأقدامهم لاختيارهم الزحف شمالاً، ولم يلجأوا لدول الجوار ليجدوا الترحاب في المناطق المختلفة من البلاد. وأضاف فرتاك أن الوحدة ليست شأناً حزبياً وأمراً يخص الشريكين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية، بل هي شأن قومي يهم كل الأحزاب السياسية المختلفة، والمنظمات وقطاعات المجتمع بكل أطيافها التي يجب أن تعمل من أجل الوحدة. وتحدث والي سنار أحمد عباس عن الدور المهم للطلاب منذ الاستقلال وتفاعلهم مع القضايا الوطنية، وقال ينتظر طلاب السودان دور كبير من أجل أن يظل السودان موحداً ومتماسكاً بعيداً عن شبح الانفصال.