لا ادري لماذا طافت بذهني عرضاً بعض أبيات من معلقة امرؤ القيس «قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل بسقط اللوى بين الدخول فحومل»، تلك التي يقول فيها و«ليل كموج البحر أرخى سدوله عليّ بأنواع الهموم ليبتلي، فقلت له لما تمطى بصلبه وأردف إعجازاً وناء بكلكل، الا أيها الليل الطويل الا انجلي بصبح وما الإصباح منك بأمثل»، ربما هي كلمة أرخى سدوله التي يقابلها في العنوان أعلاه «أرخى السوار»وربما لا، ولكن على كل حال كان ذلك طيف مفيد اذ انعش الذاكرة بهذه المعلقة التي ارهقنا حفظها كثيرا ايام الطلب، وأظن انها كانت من مقررات امتحان الشهادة اوانذاك، ولكني بالمقابل ادرك تماما لماذا طاف بذهني اسم شخص ورع عابد زاهد متصوف كان الناس في كادوقلي وما جاورها يقصدونه لنيل البركة وطلب العلاج بآيات الله اسمه «فكي سوار»، لم نرتاد مجالسه ولم نتعرف عليه عن قرب وانما كانت شهرته الطاغية كافية لتدركك حيثما كنت في كادقلي وان كنت مجرد قادم إليها لطلب العلم بثانويتها الشهيرة «تلّو» ولهذا لم يكن غريباً ان تطوف ذكرى هذا الشيخ الفقيه «الفكي» بذهني وانا في معرض مناصحة أحد ابنائه، كما علمت مؤخرا وهو الوزير الاتحادي للشباب والرياضة حاج ماجد سوار فيما يخص الازمة الرياضية التي ما تزال تتفاعل وتتشابك وتتمطى كل يوم. من حيث العلم بشؤون الكرة ومعرفة بخباياها وقوانينها ودقائقها فإن البروف كمال شداد يعد في كل ذلك نسيج وحده لا يضارعه ولا ينادده احد وهذه مفروغ منها فحتى اعداؤه الذين قالوا فيه كل شئ ورموه بكل سبة من امثلة انتهازي وخائن لم يستطع احد منهم ان «يهوّب» ناحية علمه وخبرته وحنكته ونزاهته وعدالته، وفي الضفة الاخرى فإن الاخ حاج ماجد ورغم خبرته كقائد طلابي سابق ومجاهد سابق وصل حتى مرتبة قائد «دبّاب» يجيد فنون الحرب والقتال، وسياسي واعد، إلا انه وفي مجال شؤون الأهلية الكروية يعتبر اضعف حلقات واطراف هذه الازمة التي يدخلها بغير علم وبغير سابق تجربة وبلا ادني خبرة اللهم إلا بما يشير به عليه من يستشيرهم، ولكن المشكلة ان افضل من يمكن ان يُستشار هو البروف شداد الذي جعله خصما له، وقد وضح تماما ان مشكلة الوزير في مستشاريه، ففي كل مرة يتضح ان ما يشير إلى حدوثه البروف هو الذي سيحدث وقع الحافر على الحافر بينما تخيب استشارات الآخرين التي يأخذ بها الوزير مما جعل اقوال شداد عند المراقبين والمتابعين للازمة من خارج أسوارها ترقى لمستوى الموثوقية غير القابلة للنفي «إذا قال شداد فصدّقوه فإن القول ما قال شداد». السيد الوزير حاج ماجد اصدر مؤخرا قرارا «خاتف لونين» في محاولة توفيقية التفافية لحل الازمة، اعتبرها البعض، محاولة «مخلقنة» ومختلقة لن تحل الازمة بل ستؤججها إلى آخر ثانية من المهلة التي منحها الفيفا، فإما عادت الامور إلى نصابها واما وقعت «المصيبة» وحلت الكارثة بالكرة السودانية في العهد الثاني للرياضة الجماهيرية المنغلقة المنخنقة، اما اسود واما ابيض فاللون الرمادي لا مكان له من الاعراب في لغة الفيفا، ولهذا لا يمكن ابدا الالتفاف على الفيفا، كان الافضل ان نلتف على قوانيننا وقد نصحنا القوم بمنعرج اللوى ولكنهم لم ينتصحوا، فالالتفاف على قوانيننا واختراقها وخرقها بل وحتى تجاوز الدستور نفسه ووضعه وراء الظهر من الممارسات العادية والمعتادة عندنا وكان يمكن ان يمارسوها دون ان يطرف لهم جفن، ولكن الهدف لم يكن هو حماية القانون بل استهداف شداد وهذا ما جعل حبل الازمة لا يزال مشدودا. الاخ حاج ماجد ارخى السوار تنفرج الازمة...