فترة زمنية محدودة ربما لا تتجاوز العشرة أيام تبقت من انصرام شهر رمضان الكريم واستقبال المواطنين لعيد الفطر المبارك حيث لم يستجم المواطنون قليلا من رهق تكاليف وتجهيزات شهر رمضان إلا ووجدوا أنفسهم أمام معاناة جديدة ذات طابع اقتصادي بحت قوامها وأساسها مقابلة تكاليف العيد السعيد التي تمثل الكسوة عظمتها وكساء البيوت سداتها فلأجل هذا يلحظ المتابع لأسواق العاصمة وربما كل الولايات قد بدأت في إعداد عدتها وإعلان استعدادها لتلبية ما يحتاجه المستهلكون الأمر الذي مكنها من استرداد بعض عافيتها التي افتقدتها في الفترة السابقة جراء حالة الركود والكساد التي خيمت عليها بسبب عزوف المواطنين عن ارتيادها بسبب قلة الكتلة النقدية في ايدهم، فكل من يمر بأسواق العاصمة يلحظ حالة الحراك الكبير الذي بدا يدب في اوصالها هذه الايام حيث ترى التجار في حركة دؤوبة في تجهيزمتاجرهم وتزويدها بكل ما تحتاجه من مستلزمات الاعياد يحدوهم امل كبير في طرد جيوش الركود والكساد التي أرخت سدولها ومضاربها على جنبات السوق في الفترة السابقة. ويرى التجار ان بوادر انتعاش بالاسواق بدأت علاماتها وأماراتها تلوح في الافق بيد أنها لم تصل إلى ذروتها المنشودة بعد إذ أن الغالبية العظمى من المواطنين لم يتسوقوا بعد لقبوعهم تحت قبضة قلة السيولة التي أحكمت قبضتها عليهم وهم الآن في انتظار صرف المرتبات الشهرية التي إنها من محاسن الصدف تتزامن مع اقتراب عيد الفطر المبارك. وقال عدد من التجار بالسوق العربي الخرطوم إن السوق بدا يتحرك وابدوا جاهزية قطاع التجار لتلبية كافة طلبيات المواطنين واشتكوا من ارتفاع تكلفة رسم التصاديق المؤقتة التي منحتها لهم المحلية للتجار المتجولين والتي وصلت 400 جنيه لمنضدة لا يتجاوز عمر افتراشها نصف الشهر من عمر الزمان علاوة على أن جل التجار اشتكوا أيضا من قلة الإقبال على الشراء من قبل المواطنين وابانوا أن اسعار السلع لا سيما الملبوسات مناسبة وفي متناول يد كل إنسان وأن أي مواطن يجد ما يناسب قدرته المالية واعترفوا أن الاسواق بدأت تشهد حراكا متزايدا فى القوة الشرائية وأرجع التاجر محمد سعيد الطيب انتعاش الأسواق إلى اقتراب العيد السعيد وأن كل مواطن يحاول الحصول على ما يحتاجه من الآن لا سيما أن الأيام الأخيرة من شهر رمضان تشهد إقبالا أكبر وبالتالي ازدحاما يقود في كثير من الأحيان إلى ارتفاع أسعار السلع كوضع طبيعي لقانوني العرض والطلب لأجل هذا يقول محمد إن كثيراً من المواطنين اصحاب البسطة من المال أو أولئك متوسطي الحال يعملون على اقتناء احتياجاتهم من قبل فترة كافية لتجني ارتفاع الاسعار والازدحام وزيادة الحراك في الأسواق في الايام التي تسبق العيد بقليل وابان محمد ان سعر القميص عشرة جنيهات والبنطلون الجينز 18 جنيهاً والبنطلون القطني 15 جنيهاً وعلى مقربة منه وجدت التاجر المتجول شوقي بابكر الإمام الذي كشف لي عن هويته بأنه طالب جامعي يعمد إلى السوق ليتمكن من مقابلة تكاليف دراسته الجامعية وأنه اختار الإتجار في الملابس الرجالية البلدية وقال إن سعر الجلابية 20 الجاهزة جنيه والعراقي 15 جنيهاً والسروال الطويل 10 جنيهات واشتكى من قلة البيع التي أرجعها إلى ضعف القوة الشرائية رغم أنها حسب قوله قد تحسنت خلال الفترة الأخيرة لا سيما في السلع الاستهلاكية الضرورية للعيد مثل الملابس والأثاثات نسبة لاتجاه المواطنين لتلبية مقتضيات العيد، وأضاف أنه بالرغم من حالة الركود في الايام الماضية إلا أن ثمة انتعاش بدأ يدب في اضابير السوق وأشار إلى أن أسعار السلع مناسبة وأنه يعمل في بيع الملايات حيث أوضح أن سعر جوز الملاءات التي تعرف بين المواطنين والتجار بالهمر وصل إلى 70 جنيهاً وجوز الملاءات المطرزة 50 جنيهاً فيما تباع الملاءة العادية بواقع 8.5 جنيه وأرجع حراك السوق في هذه الأيام إلى زيادة إقبال المواطنين على توفير متطلبات العيد حتى ولو على حساب بنود صرف أخرى ربما تم تأجيلها إلى وقت لاحق . أما أم الحسن حامد التي تنشط في بيع الملابس الداخلية الرجالية قالت إن السوق بدأ في الحركة غير أنها لم تصل إلى ذروتها بعد نسبة لوجود فاصل زمني من العيد بجانب أن كثيراً من المواطنين لم يقبضوا رواتبهم الشهرية علاوة على أن المواطن السوداني جبل على عدم قضاء حاجياته إلا بعد مضايقة الوقت ونفسه . وعلى صعيد ملابس الأطفال يقول التاجر متوكل حسن إن الأسعار متباينة على حسب خامة ومصدر صنع الملبوسات فتتراوح اسعار لبسة الأطفال الكاملة بين (7-14) جنيه وقال إن حركة البيع والشراء بالسوق ما زالت ضعيفة بالرغم من بعض الحراك غير أنه لا يرقى إلى مستوى الإقبال في الأيام الأخيرة من شهر رمضان واضاف أن سعر القميص عشرة الرجالي 10 جنيهات والبنطلون 15 جنيهاً .وفي دوائر بيع الأحذية يقول التاجر محمد المصطفى التاج إن اسعارها متفاوتة تبعا لنوعيتها ومصدر إنتاجها حيث يباع الشبب الرجالي بواقع 10 جنيهات والحذاء الذي به رباط ( شبط) بواقع 13 جنيهاً والحذاء المقفول (الجزمة) بواقع (15-45) جنيه تبعا للمادة الخام المصنوعة منها والجهة التي تم تصنيعها فيها ووصف حالة السوق بالضعيفة غير أنه يتوقع أن تزداد وتيرة الإقبال على السوق خلال الأيام القليلة القادمة تدريجيا كلما دنا موعد العيد حتى تبلغ ذروتها قبل العيد بيوم واحد . أما المواطنة زهراء يوسف أحمد الجزولي التي وجدتها تبتاع بعض احتياجاتها بأحد المتاجر أوضحت أن الأسعار مناسبة بالأسواق لا سيما في قطاع الملبوسات وأن البضائع المستوردة قد أغرقت السوق وأن الذي يقف أمام المواطنين وإقتناء حاجياتهم قلة السيولة التي تعاني منها الغالبية العظمى من الشعب السوداني واضافت إذا ما توفرت السيولة في ايدي المواطنين فإن الأسواق سوف تجف جراء التهام المواطنين لكل ما يعرض فيها مما يناسب اذواقهم ويلبي احتياجاتهم ودعت الحكومة لتوفير السيولة للمواطنين لا سيما في ايام العيد حتى يستطيعوا مجابهة مستلزماته دون كبير عناء أو ضغوط نفسية او اقتصادية .