منذ أن جاء إلى البيت الأبيض ( قبل نحو عامين من الآن ) قطع الرئيس الأمريكي باراك أوباما على نفسه إيجاد تسوية سلمية لمشكلة الشرق الأوسط وحل النزاع العربي الإسرائيلي على أساس الدولتين بحيث تقوم دولة للفلسطينيين إلى جانب دولة إسرائيل أو الدولة اليهودية وتكون الدولة الفلسطينية القادمة قابلة للحياة بمعنى أنها دولة قائمة بذاتها وذات سيادة على الأرض ولها سكان وتتمتع بعلاقات مع دول العالم . ولم يكن أوباما أول من سار على هذا الطريق من رؤساء الولاياتالمتحدةالأمريكية فقد قطعوا جميعهم العهد على أنفسهم وعلي الناخب الأمريكي بإنهاء النزاع العربي الإسرائيلي وكان ما كان من خارطة طريق ومبادرات أمريكية وجهود من خلال الجامعة العربية تتم بالإشارة الأمريكية فيما عرف بالمبادرة العربية التي أطلقها العاهل السعودي الملك عبد الله في إحدى مؤتمرات القمة العربية قبل عدة سنوات. ثم جاءت اللجنة الرباعية التي يقودها رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير . ومن الواضح أن الريئس الأمريكي الحالي أراد لجهوده في حل النزاع أن تستصحب معها كل جهود الرؤساء السابقين وزاد إهتمامه بالأمر من خلال تعيين مبعوثه الشخصي للمنطقة وقيامه بزيارته الشهيرة للشرق الأوسط والتي خاطب فيها العالم الإسلامي من جامعة القاهرة كما خاطب حركة المقاومة الفلسطينية حماس معترفا بشعبيتها ودورها في حل النزاع كما خاطب إسرائيل مؤكدا على إلتزام الولاياتالمتحدةالأمريكية بأمن إسرائيل ولكن علي إسرائيل أن تعلم أنه من حق الفلسطينيين أن يعيشوا ويقيموا دولتهم .واليوم يعيش العالم كله بإهتمام وترغب وحذر إنطلاقة المحادثات بين الوفد الفلسطيني بقيادة الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن والوفد الإسرائيلي بقيادةريئس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحضور عربي ممثل في الرئيس المصري حسني مبارك والعاهل الأردني عبد الله الثاني وقد بدا أن جهود الرئيس الأمريكي أوباما قد بدأت تصطدم بعقبات رئيسة على أرض الواقع أهمها المستوطنات التي تقيمها إسرائيل بالضفة الغربية لنهر الأردن وهذه هي الأرض التي تقوم عليها الدولة الفلسطينية القادمة فإذا كانت المستوطنات الإسرائيلية تمضي دون توقف ومنذ سنوات أنى لأوباما إقامة دولة فلسطينية ، هل تقوم هذه الدولة علي الأرض أم في الهواء كما يقول الإخوة الفلسطينيون . وهناك مدينة القدس التي يعتبرها الفلسطينيون عاصمة لدولتهم ولكن إسرائيل تقوم بتهويد المدينة من خلال تغيير ملامحها الأساسية ومصادرة الآثار الإسلامية وتسجيلها بإسم دولة إسرائيل كما حدث مع مسجد بلال بن رباح بالقدس . ويقول رئيس وزراء إسرائيل قبل بدء المفاوضات إن القدس خط أحمر ووقف المستوطنات أو تجميدها أمر غير ممكن وفي ذات الوقت يقول للرئيس محمود عباس أنت شريكي في السلام وأود الوصول معك إلى حل تاريخي يحقق السلام الدائم لشعبينا أما على الأرض فإن العنف قد زادت وتيرته مع بدء الفاوضات المباشرة وآخر مظاهره إعتداءات المستوطنين اليهود على الفلسطينيين والإستيلاء على آلاف الهكتارات من الأرض وهذه لم تجد الإدانة من الجانب الأمريكي أو الإسرائيلي أو من الريس محمود عباس كما فعل عندما أعلنت حركة حماس مسئوليتها عن مقتل أربعة من المستوطنين الإسرائيليين في أحداث متفرقة بالضفة الغربية قبل بدء المفاوضات بأيام قليلة . ورغم جهود الرئيس أوباما وإهتمامه بالأمر بصورة لا مثيل لها في السياسة الأمريكية بمختلف إتجاهاتها السابقة فإن حل المشكلة في يد إسرائيل والولاياتالمتحدةالأمريكية ذلك لأن الفلسطينيين ليس لديهم ما يقدمونه أو يتنازلون عنه لمساعدة الرئيس أوباما في إيجاد الحل فهم شعب محتل ومشرد من أرضه ويواجه من إسرائيل القتل والتنكيل وحتى الحكومة الفلسطينية بقيادة الرئيس عباس أبو مازن ليس لها سلطة أو دور غير الدور الذي رسمته لها إسرائيل في أن تكبح جماح المقاومة الفلسطينية وقد فشلت في السيطرة على التنظيم الذي تنتمي إليه وهو تنظيم فتح ناهيك عن حماس والجهاد والجبهة الشعبية وألوية الناصر صلاح الدين وغيرها فيا سيدي أوباما إن الأمر لا يحتاج إلى مفاوضات فقط ردوا الحقوق وأعطوا الشعب الفلسطيني حقوقه المسلوبه وعلى رأسها إنهاء الإحتلال الجاثم على فلسطين ستين عاما حسوما وعندما يتسلم الفلسطينيون الأرض هم أحرارفي إقامة الدولة التي يريدون .