كشفت «حركة العدل والمساواة» أمس أنها تلقت اتصالا هاتفيا من الوسيط الأممي الأفريقي المشترك في أزمة دارفور جبريل باسولي، يبلغها فيه رغبته في عقد لقاء مع زعيم الحركة خليل إبراهيم في دارفور قبل أن يعود الأخير إلى طاولة المفاوضات في الدوحة لكن الحكومة رفضت ذلك في شدة ورهنت عودة إبراهيم إلى الإقليم بتوقيعه اتفاق لوقف إطلاق النار. وأعلن باسولي حسب تقارير اعتزامه إجراء اتصالات موسعة مع الحكومة السودانية وليبيا وتشاد لإنعاش عملية السلام المتعثرة وإحداث اختراق في ملف الأزمة وإقناع الخرطوم بعودة خليل إبراهيم إلى الإقليم قبل أن يرجع إلى طاولة محادثات السلام، كما سيشرع الوسيط المشترك في تحركات إقليمية في شأن المبادرة الليبية لتوحيد الحركات المسلحة في دارفور. وقال الناطق الرسمي باسم «حركة العدل والمساواة» أحمد حسين آدم أن موقف باسولي خطوة في الاتجاه الصحيح، وان تأخرت موضحا أنهم تلقوا اتصالا من الوسيط المشرك في هذا الشأن. لكن مسؤولا حكوميا رفيع المستوى التقته «الصحافة» أمس استبعد أن يطرح عليهم باسولي عودة خليل إلى دارفور لأنه يدرك موقف الحكومة،مؤكدا أن خليل لن يعود إلى الإقليم إلا في حالة توقيعه اتفاقا لوقف إطلاق النار،مشيرا إلى أن الوسيط المشترك لم يصرح رسميا حتى الآن وما رشح من معلومات في هذا الشأن تسريبات إعلامية لن تتعامل معها الحكومة. وكشفت تقارير أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أيد خطوة باسولي تسهيل مهمة عودة خليل إبراهيم إلى داخل الإقليم لإجراء مباحثات معه حول مشاركته في مفاوضات السلام في منبر الدوحة. وقالت مصادر مطلعة ل»الشرق الأوسط» إن كي مون رحب بخطوة باسولي بشأن البحث عن تسهيل دخول خليل إبراهيم إلى دارفور، من طرابلس. وذكرت المصادر أن باسولي لم يلب دعوة الخرطوم له للمشاركة في الاجتماع الذي دعت إليه الحكومة الأطراف الدولية حول مناقشة استراتيجية الخرطوم لسلام دارفور الذي عقد الشهر الماضي، ولمحت بأن الوسيط المشترك غير راض عن تلك الاستراتيجية، باعتبار أنها ضد التفويض الممنوح له من قبل الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي لإيجاد حل متفاوض عليه في الإقليم. وقالت المصادر إن تحرك باسولي يتزامن مع تحرك واشنطن في الاجتماع المزمع عقده في الرابع والعشرين من الشهر الحالي والذي يضم الرئيس الأميركي باراك أوباما والأطراف الدولية الأخرى إلى جانب نائبي الرئيس سلفا كير ميارديت وعلي عثمان طه، وأضافت »باسولي يجد غطاء دوليا من قبل عدد مقدر من الدول الغربية«. وكشفت المصادر أن باسولي سيتوجه في غضون الأيام القادمة إلى نيويورك لتقديم تنوير إلى مجلس الأمن الدولي حول العملية السلمية في دارفور، وأنه سيصل الخرطوم بعد الرابع والعشرين من الشهر الحالي لإجراء مشاورات مع المسؤولين في الخرطوم لتحريك جمود المفاوضات بينها والحركات المسلحة. وأضافت أن باسولي سيطرح أمام قيادات المؤتمر الوطني خطواته الجديدة بشأن عملية السلام في دارفور، وأشارت المصادر إلى أن الحركات المسلحة ستجري لقاءات مهمة نهاية الشهر الحالي في طرابلس التي قدمت مقترحات لتوحيد مواقف الحركات في عمل جبهوي مشترك.