بهذا الاسم كنا نسميها.. إنها مجموعة أربعة ميادين كرة قدم تقع فى أقصى غرب مدينة أم درمان فى ذلك الزمان على امتداد شارع العرضة غرب مدارس الأحفاد الثانوية.. قام بإنشائها المرحوم العميد يوسف بدرى، وقام بتسويرها بأشجار المسكيت سريعة النمو. وكان ذلك فى بداية ستينيات القرن الماضي، ولقد ظلت لأمد طويل مسرحاً لنشاط طلاب مدارس الأحفاد الرياضي. ولأنها كانت أربعة ميادين متجاورة فقد كانت عبارة عن ملتقى لشباب مدينة أم درمان لممارسة كرة القدم، ليس ذلك فحسب، بل أنها في العديد من المرات شهدت تمارين فرق أم درمان الكبرى الهلال والمريخ والموردة وغيرهم. تسمرنا ونحن أطفال في أماكننا ونحن نشهد إبداعات برعي أحمد البشير وإبراهومة الكبير وماجد من المريخ، واستمتعنا بصولات جكسا وأمين زكي وعلي قاقرين من الهلال، وشهدنا جولات المورداب عمر التوم وود الزبير والآخرين، كل ذلك النشاط الرياضي المتألق كانت هذه الميادين له مسرحاً وعيون المرحوم العميد لنا تراقب. اجتهد عمنا العميد وجاهد مع السلطات آنذاك للتصديق للأحفاد بإقامة تلك الميادين. سؤال جال بخاطري وأنا أنظر إلى تلك الميادين الآن، هل كان هدف السيد العميد إقامة الميادين في حد ذاتها أم كان له هدف آخر يضمره؟ يقيني أن السيد العميد عليه الرحمة كان هدفه ما هو ماثل الآن فوق مساحة تلك الميادين طيبة الذكر، إنها مباني جامعة الأحفاد للبنات، والقائمة اليوم صروحاً شامخة للعلم والمعرفة ... مِلكٌ مشاع لكل بنات السودان عموماً وأم درمان على وجه الخصوص، أو ليس ذلك العمل هو التخطيط الاستراتيجي طويل المدى بشحمه ولحمه ؟... يا لعبقريتك سيدي العميد. سعى العميد منذ ذلك الزمان لقيام هذا العمل الجبار من أجل بنات السودان، ولو أراد العميد الحصول على بضع مساحات مشابهة لشخصه ولأسرته لفعل، ولكن حاشا لله، إن سيدي العميد من ذلك الجيل من الآباء الذين يرون فى أبناء وبنات الوطن جميعهم أبناء وبنات لهم.. هل هناك يا سادتي شفافية أكثر من ذلك؟ غمرني فرح غير محدود وسعادة غامرة وأنا أتجول في تلك الميادين التي أعرفها حق المعرفة، وقد تحولت إلى قلاع شامخة للمعرفة والعلم، وأن ما بُذل من جهود لا تخطئها العين أخرجت تلك المباني بصورة زاهية تجمع بين الروعة الخلابة لمنظرها وبين تناسبها مع الدور الذي من أجله أُقيمت، فجمع بين الوجود الجامعي لبناتنا وهن يفضنّ شباباً وفتوة، وبين قاعات يخيم عليها الهدوء والخصوصية حتى تساعد فى سير العملية التعليمية في أفضل صورها. إن مباني الجامعات كما شاهدنا نحن الذين أُتيحت لنا فرصة الدراسة خارج أسوار الوطن هي عنوان للمدن المقامة فيها، ونعشم أن تُكلل الجهود القائمة فى جامعة الأحفاد لإكمال هذا العمل حتى تكون عنواناً لمدينتنا، خاصة أنها تقع في أطول شارع في المدينة. ولمجلس أمناء جامعة الأحفاد وإدارتها أن يفاخروا بمهندسيها الأفاضل الذين بعملهم هذا قد أضافوا لمدينتنا معلماً لا تخطئه العين، فهنيئاً لهم وهنيئاً لنا نحن الأم درمانيين بأحفادنا. عبد الرافع سليمان حسين أم درمان