حدد يوم الثامن من مايو المقبل آخر موعد…الإتحاد السوداني لكرة القدم يخاطب الإتحادات المحلية وأندية الممتاز لتحديد المشاركة في البطولة المختلطة للفئات السنية    منتخبنا يواصل تحضيراته بقوة..تحدي مثير بين اللاعبين واكرم يكسب الرهان    سفير السودان بليبيا يقدم شرح حول تطورات الأوضاع بعد الحرب    المدير الإداري للمنتخب الأولمبي في إفادات مهمة… عبد الله جحا: معسكر جدة يمضي بصورة طيبة    تحولات الحرب في السودان وفضيحة أمريكا    طائرات مسيرة تستهدف مقرا للجيش السوداني في مدينة شندي    هيثم مصطفى: من الذي أعاد فتح مكاتب قناتي العربية والحدث مجدداً؟؟    ترامب: بايدن ليس صديقاً لإسرائيل أو للعالم العربي    تواصل تدريب صقور الجديان باشراف ابياه    رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة يتفقد مستشفى الجكيكة بالمتمة    إيقاف حارس مرمى إيراني بسبب واقعة "الحضن"    مدير شرطة محلية مروي يتفقد العمل بادارات المحلية    شاهد بالصور.. بأزياء مثيرة للجدل الحسناء السودانية تسابيح دياب تستعرض جمالها خلال جلسة تصوير بدبي    شاهد بالصور والفيديو.. حسناء سودانية تشعل مواقع التواصل برقصات مثيرة ولقطات رومانسية مع زوجها البريطاني    شاهد بالصورة والفيديو.. شاب مصري يقتحم حفل غناء شعبي سوداني بالقاهرة ويتفاعل في الرقص ومطرب الحفل يغني له أشهر الأغنيات المصرية: (المال الحلال أهو والنهار دا فرحي يا جدعان)    مخاطر جديدة لإدمان تيك توك    محمد وداعة يكتب: شيخ موسى .. و شيخ الامين    خالد التيجاني النور يكتب: فعاليات باريس: وصفة لإنهاء الحرب، أم لإدارة الأزمة؟    للحكومي والخاص وراتب 6 آلاف.. شروط استقدام عائلات المقيمين للإقامة في قطر    قمة أبوجا لمكافحة الإرهاب.. البحث عن حلول أفريقية خارج الصندوق    «الفضول» يُسقط «متعاطين» في فخ المخدرات عبر «رسائل مجهولة»    زيلينسكي: أوكرانيا والولايات المتحدة "بدأتا العمل على اتفاق أمني"    مصر ترفض اتهامات إسرائيلية "باطلة" بشأن الحدود وتؤكد موقفها    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الإثنين    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الإثنين    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الإثنين    نصيب (البنات).!    ميسي يقود إنتر ميامي للفوز على ناشفيل    لجنة المنتخبات الوطنية تختار البرتغالي جواو موتا لتولي الإدارة الفنية للقطاعات السنية – صورة    بعد سرقته وتهريبه قبل أكثر من 3 عقود.. مصر تستعيد تمثال عمره 3400 عام للملك رمسيس الثاني    نتنياهو: سنحارب من يفكر بمعاقبة جيشنا    كولر: أهدرنا الفوز في ملعب مازيمبي.. والحسم في القاهرة    صلاح السعدني ابن الريف العفيف    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    مبارك الفاضل يعلق على تعيين" عدوي" سفيرا في القاهرة    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    ماذا تعلمت من السنين التي مضت؟    إنهيارالقطاع المصرفي خسائر تقدر ب (150) مليار دولار    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    تسابيح!    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    وصفة آمنة لمرحلة ما بعد الصيام    إيلون ماسك: نتوقع تفوق الذكاء الاصطناعي على أذكى إنسان العام المقبل    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    تداعيات كارثية.. حرب السودان تعيق صادرات نفط دولة الجنوب    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    الجيش السوداني يعلن ضبط شبكة خطيرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



من الذرّة إلى المَجَرّة : قبسٌ من عظمة الله
جُهَّالُنا و علماؤهم
نشر في الصحافة يوم 15 - 09 - 2010

قال خطيب الجمعة في أحد مساجد شرق الخرطوم في أواخر شهر مارس عام 2010م وهو يتحدث عن أبي بكر الصديق (رض) أن الله أرسل إليه ملكاً ذا أجنحة تُعدُّ بالألوف فجاب أرجاء الكون الواسع يبحث عنه ولم يهتد إليه. فجلس لا يدري أين هو حتى جاءته «حورية» عددت له مناقب الصدّيق ودلته على مكانه. وقد استفزني كما استفز غيري من المصلين ربط مثل هذه الخرافات بالإسلام. ذلك أن مبلغ علم خطيبنا المسكين أن الله يرسل الملائكة إلى بعض عباده فتضلّ الطريق إليهم وهو القائل سبحانه عن الملائكة «لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون» وأنه سبحانه يرسل «الحور» يرشدن الملائكة التائهة الهائمة على وجوهها في أجواز الفضاء سواء السبيل.
وهل خلق الله جنساً أسمه «الحور» أم هو بؤس الثقافة والجهل بلغة العرب. فما «حور عين» التي جاء ذكرها في القرآن إلا جمع حوراء وعيناء وهي صفات جمال العيون عند النساء المؤمنات في الحياة الآخرة و ليس ثمة جنس اسمه «الحُور العِين» .ذلك جهل شائن و مسيء إلي الإسلام والمسلمين.
هذه الخطبة استدعت إلى ذاكرتي أحدي خطب الجمعة في مسجد الشورى في فينّا حاضره النمسا عام 2003 .كان خطيب الجمعة هو الدكتور عدنان إبراهيم عالِم الفزياء الفلكية بالجامعات النمساوية الشاب ذو الأصول الفلسطينية. تحدث بلسان عربي مبين عن العلم الحق الذي يقود إلى الله وان الذَّرّة وما تحتها والمَجَرَّة وما فوقها وأمداء الكون السحيقة وأبعاده الفلكية التي يقطعها الضوء في ملايين السنين الضوئية ليست إلا ومضة، إلا قَبَساً من قدرة الله وعظمته. وكان الرجل يخطب المصلين هكذا بلا ورقة يقرأ منها أو مرجع يرجع إليه معتمداً علي ذاكرته الحاسوبية المذهلة. واستعرضُُ فيما يلي تلك الخطبة العجيبة التي تصلح جداً مرجعاً لطلاب علم الفزياء وللقاريء إن يقارنها بما أشرت إليه من خطبة إمامنا في الخرطوم .قال الدكتور عدنان: «ولا أزال اذكر أيها الإخوة والأخوات كيف أنّ عقلي في طفولته الباكرة كاد يزايلني. أقولها من غير مبالغة ولا تزُّيد. أحسست إنني علي مشارف الجنون حين قرأت لأول مرة بعض الأرقام والقِيَم عن هذا الكون الوسيع. فما كان مني إلا أن طويت الكتاب وأويت إلي جدار في الشارع جلست إليه وأسندت إليه ظهري لكي أُلَمْلِمَ شعاع فكري و شظايا عقلي التي تناثرت مُفَزَّعةً حَيْرَي ، تائهة في تلكم الامداء التي لم يخطر علي بالي من قبل إنها قابلة للوجود.»
ما هو هذا الكون وما هي الذرّة ؟
ما هي تلك الامداء السحيقة البعيدة العميقة كأنها صِنو الخلود كأنها صورة الأبدية. لقد اعتدنا أن نسمع عبارة من الذّرّة إلي المَجَّرة التي توحي ألينا إيحاءً ليس حقيقياً وليس صحيحاً بل هو إيحاء خاطئ أنّ تخوم الكون هي المَجَرّة أو حتى المَجَرّات .الأمر أوسع من ذلك بكثير. ولكن فالنبدا بالذّرّة ما هي هذه الذّرّة؟ كل ما في الوجود المادي، وليس معنى المادي الوجود الملموس أو المحسوس، فضلاً عن أن يكون محض الوجود الصلب، كلا الوجود المادي باختصار هو ما كان مكوناً من الذًّرّات أو دقائقها .أحسستَ به أم لم تحس، شعرتَ به أم لم تشعر، رأيتَه أم لم تره. توصلتَ إليه بمقاديرك أو بعقلك الرياضي المجرد أو لم تصل هو وجود مادّي.
والعجيب أن العلماء يحدثوننا عن أن الوجود المادي المكون من دقائق المادة، المطويِّ المخفيِّ والذي مازال مطوياً في ظلام هذا الوجود أوسع بكثير من الوجود المادي الظاهر الذي يمكن أن يُقاس وأن يُرصد وأن يُرَى .هذا الوجود المطوى يشكل أكثر من 93% ثلاثة وتسعين في المائة من الكون .والوجود المادي الظاهر لا يشكل أكثر من 7% .بعضهم يقول خمسة 5%وآخرون يقولون 3% فقط. قال عَزّ مِن قائل» فلا أقسم بما تبصرون وما لا تبصرون «. كل ما في الوجود مركّب من ذرّات . هذا اللسان الذي انطق وأسبح الله به مكون من ذرات. لسان الخطيب المِصَقع المبين المِنطِيق البليغ مكون من ذرات ، ولسان العَيي الحَصِر مكون من ذرات. عين الحوراء الغيداء الحسناء الفاتنة وعين الشوهاء الخرقاء التي لا تُعجبك مكونة من ذرات .مِقبض السيف وورق المصحف والسم والعسل مكون من ذرات. كل شيء في هذا الوجود مكون من ذرات. دماغ العبقري ورأس الإمبراطور ورأس الصعلوك مكون من هذه الذرّة .وهذه الذرّة ما هي؟ هل هي أصغر جزء في الوجود . كلا. كان يُعتقد قديماً ذلك لكن أكتُشِف أنها تتكون أيضاً من دقائق، من جُسَيمات صغيرة جداً أصغر منها. كلنا يعرف منها الإَلكترون electron والبروتون Proton والنيوترونNeutron. الإِلكْترون يدور في فراغ ذَرِّي والبروتون يدور في نواة الذرّة. كلنا يعرف ذلك. لكن عدد الجُسَيمات الدقيقة الآن ناهزت المائة جسيم أو دقيق. هي كثيرة جداً. يعتقد العلماء بدورهم- وليس لهم أثبات علمي على ذلكَ- أن كل هذه الدقائق التي ناهزت المائة تتكون بدورها من دقائق أصغر منها بكثير وتحمل شحنة كهربية جَدُّ ضئيلة تُدعي بالكُوارْك quark. هذا الكُوارْك هو الذي يكوّن البروتون وهو الذي يكوّن النترون. العلماء نظرياً توصلوا إلى أنواع منها يُعتقَد أنها ستة لكنها لا تزيد عن ثمانية ويختلفون في ذلك. الله أعلم بها. هذه دقائق صغيرة جداً. لكي نتحدث عن الذرّة لنعرف كم هي كبيرة أو صغيرة حقيرة فالنعرف فقط أن حبة السكر، بِِلَّورة سكر واحدة بها مليون مليون مليون ذرّة. لو اصطفَّت عشرة ملايين ذرّه من ذرات الهيدروجين إلي جانب بعضها البعض لبلغ طولها سنتمتراً واحداً فقط. هذه هي الذرّة فكيف بالنواة وهي أصغر منها بكثير كيف بالإلكترون، بالبروتون. كيف بالكُوارْك. هي جسيمات ضئيلة جداً. في سنتمتر واحد يمكن أن تصطف 10 مرفوعة لِلأُس 24 ذرة يعني مليون مليون مليون مليون ذرّة. مليون مليون يعني واحد أمامه عشرة أصفار 10.000.000.000 ذرّة. يعني يوجد في سنتمتر واحد ترليون ذرّة . الذرة إذاً جِدً ضئيلة لكن نواتها أضأل منها بكثير لآن الذرة تأخذ حجمها من دوران الإلكْترون حول النواة. يدور حولها بسرعة مذهلة حتى لا تجذبه. فلو أن الالكترون سكت وكف عن الدوران ستجذبه النواة فيُلتهم فيضيع. لذلك هو يلف بسرعة هائلة حولها في مسافات بعيدة جداً عن النواة أسميها هلاوسية. وماسأ ذكره لكم اليوم هو حقائق كالهلوسة ولكنه العلم. العلم المجيد الذي ينتمي إلي الفزياء والعلوم المساعدة والمساندة ولغتُهُ الرياضيات. فهي حقائق هلامية ولكنها شيء من حقائق هذا الوجود العجيب، شيء من عالم خَلْق الله تبارك وتعالي.
حجم النواة إلي حجم الذّرة ككل إذا ما قيس بهذا الفراغ واحد علي مائة ترليون. يعني جزء من مائة مليون مليون جزء. الترليون عشرة مرفوعة للأُس 12. واحد علي عشرة أُس 14. هذه هي النواة بالنسبة للذَّرة. إذاً هذه الذرة عالم من فراغ أشبه بالعدم. لو سكنت وكفت الالكترونات عن الدوران سيصبح حجم الذرة يُخَتَزل وينخفض إلي حجم نواة. أي واحد بالمائة من الترليون من الذّرة.ومن هنا يقول علماء الفيزياء النظرية، هذا الحقل المعرفي الهلاوسي المخيف، يقولون إن ستة مليارات من البشر ,أي كل سكان هذا الكوكب اليوم، لو كفت الإلكترونات في ابدأنهم عن الدوران فأنهم سيُخَتَصرون مباشرة إلي حجم قليل جداً.كم يبلغ هذا الحجم؟ سيبلغ فقط حجم حبة قمح منتفخة قليلاً أو حبتي قمح نحيفتين. ستة مليارات من البشر! كأننا نعيش العدم. فراغ شبيه بالعدم.وينتفخ الإنسان هكذا وينفخ عضلاته ويرفع عقيرته! المسكين! الفراغ! صِنْو العدم!ستة مليارات لو حصل لهم هذا الشيء الذي يعرَف بالانهيار الثّقالي أو ألجَذْبي gravitational collapse سيصبحون في حجم حبة قمح سمينة منتفخة أو حبتين نحيفتين! لكن وزنهم سيكون مائتي مليون طن. ثقيلة جداً حبة القمح هذه.يقول العلماء لو إننا تصورنا أن المادة قد حدث لها انهيار جذبي لكي تصبح في حجم كرة بلياردو. هذه الكرة كم سيكون ثِقلها؟ ستكون اصغر من كرة البلياردو العادية بعشرة مرفوعة للأُس 12 يعني مثلها ترليون مرة. أين سنضع هذه الكرة؟ يقول العلماء لا نعرف في الكون مكاناً دع عنك الأرض، لا نعرف سطحاً أو مستويً أو مكاناً نضع عليه هذه الكرة. نعني بالمكان جُرماً سماوياً. لكن في الفضاء تلك مسالة أخري. الثقوب السوداء موجودة. والثقوب السوداء نفس الشيء. هي منهارة ثََقََاليّة جَذْبيّة. لكن لا تستطيع إن تضعها علي ظهر أو مَتْنِ نجمٍ مهما كان هذا النجم بما في ذلك السوبرنوفا أو علي ظهر كوكب. لماذا؟ لأنها ستخترقه مباشرة في لحظة واحدة.
المنظومة الشمسية: إذا أردنا أن نرقي صُعُداً من الكوارك إلي الدقائق التي هي أعظم فإننا سنمر بعد ذلك بجزيئات، بالجسم الصلب عموماً ثم نمر بكوكب الأرض ذلك الكوكب العظيم لكنه ليس بتلك العظمة لأنه واحد من تسعة كواكب. ليست الأرض بالأصغر وليست بالأعظم لأنها تقع في مكان ما قربَ المنتصف. فقبلها هناك عُطارد والزُّهرة وهما كوكبان داخليان لأنهما قبلها حول الشمس فمدارها أوسع من مدارهما ولذلك برودتها اقل و حرارتها اشد. ثم المريخ ثم المشترِي ثم زُحل ثم اورينوس ثم نيوتن ثم بلوتو. تسعة كواكب. الأرض قطرها اثنا عشر ألَف وستمائة ميل 12600. كلّها تسعتُها تدور حول الشمس النجم الأُم وهو أعظمها جميعاً. هذه الكواكب لها توابع كالقمر وغيره. أما الشمس فهي نجم يعطيها الضوء والحرارة والحياة والدفء أن كانت هناك ثمة حياة في غير الأرض. الشمس قطرها اكبر من قطر الأرض مائة مرة وأما حجمها فاكبر من حجم الأرض ثلاثمائة ألف مرة. هذه الشمس التي تلف حول الكواكب التسعة أيضا تلف بكواكبها جميعاً حول مركز المَجَرّة. وكم تبعد الأرض من الشمس؟ تبعد مسافة 93 ثلاثة وتسعون مليون ميل او ما يساوي مائة وخمسين مليون كيلو متراً.وتعرف هذه المسافة بالواحدة الفلكية astronomical unit(Au). عُطارد يبعد عن الشمس أربعة أعشار الواحدة الفلكية لأنه اقرب إلي الشمس. وأما بلوتو فانه يبعد عن الشمس أربعين واحدة فلكية. والعجيب إن هذه الكواكب في مداراتها وفي بعدها عن الشمس محكومة بنظام رياضي عجيب جداً. فسبحان من خلق كل شيء بقدر. «والسماء رفعها ووضع الميزان إلا تطغوا في الميزان وأقيموا الوزن بالقسط ولا تخسروا الميزان». إذا أخذت أي كوكب من هذه الكواكب فان له مداراً orbit حول الشمس. نصف قطر هذا المدار لأي كوكب يساوي ضعف نصف قطر مدار الكوكب الذي ادني للشمس منه.أي الكوكب السابق عليه. «ووضع الميزان» فإذا أردتم الدستور الرياضي الذي به تعرفون إبعاد هذه الإجرام السماوية من أمها الشمس فإليكموه. نبدأ بعُطارد. تعطونه صفراً ثم زائد أربعة و الحاصل مضروب في تسعة. هذا بعده. أذاً كم يبلغ بعد عُطارد؟ ستة وثلاثين مليون ميل عن الشمس 36000,000 ميلاً. بعد ذلك الزُّهرة 2+4?9 والنتيجة صحيحة.ثم الأرض تضاعف هذا العدد هكذا:48.24.12.6.3.0 وهلم جرا.هذا قانون رياضي محكم. «والسماء رفعها ووضع الميزان» وكل هذه المجموعة الشمسية، الشمس بكواكبها التسعة تدور حول ماذا؟ تدور حول مركز المَجَرّة بسرعة مائتين وعشرين كيلو متراً220كيلو متراً في الثانية الواحدة.كل هذه المجموعة الشمسية، هذه الأسرة الشمسية تدور كلها في حين أن لكل واحد منها دورات خاصة حول نفسه وحول الشمس والكل كمنظومة واحدة يدور حول مركز المَجَرّة. في كم من المدة أو من المدد تكمل دورة واحدة؟ تكملها في شيء يسمي السنة الكونية cosmic year. كم هي السنة الكونية؟ تساوي مائتين وخمسين مليون سنة 250000000 سنة.الله اكبر. أن الله خلقنا وإعطانا سبعين سنة يتكابدها بعض الناس إذا كانت مثقلة بالهموم، بالسجن، بالأوجاع، بالفقر، بالبلايا والمصائب.سبعون سنة لكي يؤدي فيها واحدنا دوره الذي اختار. الله أعطي هذه المجموعة الشمسية ملايين السنين لكي تكمل دورة واحدة حول محور مجرتها في مائتين وخمسين مليون سنة! الله هو الخالق الباقي لا يَعْجَلُ بعجلة أحدِنا. الزمان ليس له حساب عند الله تعالي :مائتان وخمسون مليون سنة أو مائتان وخمسون بليون أو ترليون سنة كله نفس الشيء عنده سبحانه. نحن في سبعين سنة تتحدي الله ، نجدّف عليه ونتفلسف علي الله وعلى دين الله!
ماذا يشكل الإنسان في الكون ؟ ماذا يشكل معرفياً ؟ فراغ! عدم!
المَجَرّة والحشود المَجَرّيّة :-
قد نتساءل وما هي المجّرة؟ المجّرة عالم له نجوم ذات كواكب كل خمسين ألف نجم يمكن أن يوجد فيها نجم واحد كالشمس له كواكب. لكن كم نجم يوجد في المجرة؟ مجرتنا تعرف بدرب التَّبّانة، هكذا يسميها العرب أو بالطريق اللبني أو طريق اللبن milky .way هنا لا تستطيع الحساب بملايين الكيلو مترات. يستخدم العلماء هاهنا طريقة أخري للتعبير عن هذه المسافات الفلكية. يقولون إن طول مجرتنا ?الطريق اللبني- يبلغ من ثمانين ألف إلي مائة ألف سنة ضوئية.نقيس أبعاد الفضاء بالزمان، بالمدة. فما هي السنة الضوئية؟ هي 365 يوماً في السنة ?في 24 ساعة لكل يوم ? 60 دقيقة لكل ساعة ? 60 ثانية لكل دقيقة ? سرعة الضوء وهي 300000 ثلاثمائة ألف كيلو متر في الثانية الواحدة.هذه تقريباً عشرة أُس 12 او13. يمكن تحسب عشرة ترليون كيلو متر يقطعها الضوء في سنة واحدة.
وتسمى السنة الضوئية. في ثانية واحدة الضوء يلف الأرض ثماني مرات ونصف المرة. وقطر الأرض 12.600 أثنا عشرة ألف وستمائة ميلاً. فكيف في ساعة. في يوم، في شهر، في، سنة ! أين يبلغ الضوء في سنة ؟ أين يذهب. أين يصل ؟ مجرّتنا طولها زهاء 100.000 ألف ? مائة ألف سنة ضوئية.يعني إذا انطلق الضوء من حافتها لابد أن ننتظر مائة ألف سنة حتى يبلغ الطرف الآخر. نحن لا نتحدث عن الأرض وإنما عن المجموعة الشمسية. الشمس وكواكبها توجد على مدى 30.000 ثلاثين ألف سنة ضوئية من المجرّة. إذاً نحن قريبون 20.000 عشرين ألف سنة ضوئية إلى طرفها. كم من النجوم في مجرّتنا؟ أربعمائة ألف مليون نجم، أي أربعمائة بليون نجم. الشمس واحد فقط منها. هل حددنا الكون وقد وصلنا من الذرّة إلى المَجَرًَّة؟ كلا. ذلك أن جملة من المَجَرّات، مَجَرّة مع مَجَرّة مع أخرى قد يبلغ عددها بين الثلاثين إلى الخمسين مجرّة تسمى الحشد المَجَرِّّى Galaxy Cluster . مجرتنا ? درب التبّانة ? ضمن حشد مَجَرّي اسمه المجموعة الموضعيّة Local Group يتكون من ثلاثين مجرة. مجرتنا واحدة فقط منها. بأشكال المَجَرّات المتعددة، مجرات حلزونية ومجرات غير منتظمة الخ.... وهناك أشكال فرعية أُخري كثيرة. إذاً المجموعة المحلية تتكون من ثلاثين مجرة منها مجرتنا هذه المكونة من أربعمائة مليار ?بليون- نجم الشمس نجم واحد منها. وذكرنا أن حجم الشمس ثلاثمائة ألف مرة كحجم الأرض. إذاً ما هي الأرض بالنسبة لحجم هذه المجرّة؟ لا شيء.ما هو الإنسان بالنسبة لهذا الكون؟ ماذا أكون أنا وأنت؟ لا شيء. هذه إذاً هي المجموعة المحلية لكن العجيب إن هذه الحشود المجرّية Galaxy Clusters ينتظم أكثر من حشد منها ليصنع شيئاً أسمه الحشد المَجَرّى الفائق يتكون من أكثر من حشد مجرّي !يصنع عشرات من الحشود المجرية تكوّن الحشد المجرّى الفائق الذي يقطعه الضوء في مائة مليون سنة ضوئية. الضوء يقطع المجرّة في مائة ألف 100.000 سنة ضوئية أما الحشد المجرّى فيقطعه في مائة مليون 100.000.000 سنة ضوئية. والعجيب ? يقول العلماء ? أن هذا الحشد الفائق مكون ضمن شيء أعظم منه يعرف بالجاذب الأعظم The Great Attractor الله أكبر. وهذا شيء مخيف جداً يقطعه الضوء في حوالي مائتي مليون سنة ضوئية !.
هل هذا هو كل الكون؟ كلا. يقول العلماء هو بعض الكون وأنّ هذا هو الكون المرئي فقط The Visible Universe الكون الذي وراء ذلك يُدرَس بوسائل معقدة جداً إشعاعية راديوية وبوسائل الرياضيات التجريبية والنظرية. يمتد الكون خمسة عشر بليون سنة ضوئية. كم يقدر العلماء عدد المجرّات في هذا الكون؟ يقدرون أن ثمة مائة مليار مجرّة في كل مجرّة مائة مليار نجم. أضرب هذه في هذه لتعرف عدد النجوم المتوقع في الكون. وقد يكون الكون أوسع من ذلك. يقول علماء الكونيات أن مدى الكون الذي يمكن أن ينقص محكوم بعامل لا يمكن أن نتجنبه الأ وهو عمر الكون. ما العلاقة بين عمر الكون ومداه؟ الآن سنجيب ونختم بهذا الجواب خطبة اليوم أن شاء الله تعالي.
كيف خلق الله الكون؟
هل خلق الله هذا الكون حين خلقه جملة واحدة وبهذه العظمة؟ كان يُعتقد هذا . «ألبرت آينشتاين « الفيزيائي الكبير والرياضي الرائع صاحب النسبيتين الخاصة والعامة كان يعتقد أن الكون كبير جداً قطره مليار ومائتا ألف سنة ضوئية. ولكن كون « آينشتاين» هذا في ضوء معرفتنا الحديثة هو كون متواضع، صغير ، ضئيل بل هو قزم مقارناً بمعرفتنا اليوم بإبعاد الكون: خمسة عشرة بليون سنة ضوئية إلى تخوم الكون. الكون لم يخلق عظيماً هكذا. خلق الله الكون بعد أن كان ضئيلاً جداً جداً كان في منتهي الضآلة. هل كان في حجم الأرض مثلاً أو مثل المجموعة الشمسية حجماً أو كالمجرّة ؟ كلا. كان أقل من ذلك بكثير . كان أقل من بروتون Proton واحد . كنا ? أيها الأخوة والأخوات - أخذنا فكرة عن أبعاد الذّرّة وعن أبعاد النواة . حجم البروتون واحد على عشرة مرفوعة للأُس ثلاثة عشر من السنتمترات، يعني واحد من عشرة ترليون للسنتمتر. لو قسمنا السنتمتر إلى عشرة ترليونات أجزاء فأن البروتون جزء واحد منها. الضوء يقطع في الثانية الواحدة ثلاثمائة ألف كيلو متر. ما هي النسبة بين ثلاثمائة ألف كيلو متر وجزء من عشرة ترليون جزء من السنتمتر. في كم من الزمن يقطع الضوء البروتون؟ في كم يجتازقطره؟ الضوء يفعل ذلك في عشرة مرفوعة للأُس السالب «الناقص» أربعه وعشرين من الثانية. يعني في جزء من الترليون الترليون جزء من الثانية. يعني لو قسمنا الثانية مليون مليون مليون مليون جزء ، في جزء واحد فقط يكون الضوء قطع البروتون. هذا البروتون ضئيل جداً و حقير جداً أمام قوة الضوء الجبارة التي يسميها « آينشتاين « السرعة المطلقة. وهذه السرعة، عشرة مرفوعة للأُس السابع جزءً من عشرة أس أربعة وعشرين يُعرف بالزمن الذري Nuclear time ?Nt? . الكون كله كان أقل من بروتون واحد. يعني إلى كم يحتاج الضوء ليقطعه؟ يحتاج إلى أقل بكثير من الزمن الذّرّي لكي يقطعه. يحتاج إلى أقل بكثير من واحد على عشرة أُس أربعة وعشرين وهو الزمن الذّرّي.لماذا ؟ يقول علماء الكونيات لأن الكون كله كان في حجم عشرة مرفوعة للأس السادس ثلاثة وثلاثين ، يعني جزء من مليار الترليون الترليون جزء من السنتمتر. ولو قسمنا السنتمترات إلى مليار الترليون الترليون جزءً فأن الكون كله كان مضمّناً في واحد فقط منها: نحن والأرض والكواكب والمجرّات الخ ...
كل هذا الكون الذي قلنا أن مداه خمسة عشر بليون سنة ضوئية، كل هذا الكون كان جزءً من مليار الترليون الترليون جزءً من السنتمتر. ماذا يقول العلماء الذين توصلوا إلى هذه النظريات، هذه الأفكار؟ يقولون إن الفكر الإنساني: فيزياء، رياضيات، حدْس، تصوٌر، كله يسقط وينهار ويخرُّ خاضعاً راكعاً أمام هذه القيم لأنها تتجاوز ما يعرف بجدار « بلانك» Blank الذي عنده يتوقف كل شيء. لا رياضيات ،لا خيال ، لاشيء كل شيء يتوقف. لا نملك أي وسيلة أو آلية لكي ندرس بها هذه المكونات، هذه البُنَُى، فذلك مستحيل. يعني بلغة دينية هم يسمونها لاهوتية. ماذا كان الكون؟ كان عدماً . كان لا شيء. كانت القوى الرئيسية الأربعة في الكون: الجاذبية و الكهرومغنطيسية والنووية الضعيفة و النووية القوية كلها كانت مشمولة، كانت مطوية مقبوضة، مضمّنة فيما يعرف « بالفَرَادَة أو المُفردَة «singularity» يسميها عالم الفيزياء والرياضيات الراحل البروفسير محجوب عبيد «الخارقة». هل نسميها بروتون؟ مستحيل هل نسميها مادة ؟ لا أحد يعرف ، هذه الفَرَادَة كانت حرارتها عالية جداً جداً بشكل هلاوسي: عشرة أس ثلاثة وثلاثين درجة مطلقة.
يعني عشرة مضروبة في نفسها ثلاثة وثلاثين مرة.يعني ذلك عشرة مليار الترليون الترليون درجة مطلقة. الترليون عشرة مرفوعة للأس عشرة.يعني ألف مليار.هكذا كان الكون . لا أحد يعرف. الله وحده هو الذي يعرف لأنه قَضَى، لأنه شاء سبحانه وتعالي أن يُخرِج الوجود من هذه الفرادة ، من هذا العدم، من هذا اللاشيء. فحصل نوع من الانفجار. تسمعون بالانفجار الكبير Big Bang . ليس هذا هو المقصود. بل قبله حدث انفجار تضخمي Explosion inflationary تمدّد في البداية. هذا الانفجار التضخمي كم يمتد ؟ عشرة أس ناقص ثلاثة وأربعين من الثانية. يعني جزء واحد من عشرة أس ثلاثة وأربعين جزء من الثانية . يعني في هذه اللحظة القصيرة جداً الكون تمدد بسرعة مذهلة وبعد انتهاء فترة الانفجار ظل الكون يتمدّد لكن بسرعة تعتبر بطيئة جداً جداً بالنسبة لسرعة العهد التضخّمي. منذ تلك اللحظة ? نهاية العهد التضخمي- التي امتدت فقط عشرة أس ناقص ثلاثة وأربعين من الثانية إلى اليوم ?تضاعف الكون فقط مليار مرة. يقول الكوزملوجيون Cosmologists علماء الكونيات ? بعد الميكروثانية التي أنفجر وتمدد فيها الكون نستطيع اليوم بالمنطق الرياضي، بالخيال العلمي الخصب الجسور، الثري الغني نستطيع أن ندرس ماذا حدث في الكون في تلك اللحظة. وقد فعل العلماء ومنهم العالم المسلم الذي نفخر به محمد عبد السلام الباكستاني الذي أحرز جائزة نوبل في الفيزياء. في الأصل كانت دراسته منصبّة على حيثية لها علاقة بالانفجار التضخمي وقد شاركه في الجائزة ستيفن واينبيرج العالم الأمريكي الشهير الشديد العالمية. فبعد المايكروثانية يعني جزء من مليون من الثانية أمكن للعقل الإنساني أن يتحرك الآن.
الجاذبية العكسية: اسمعوا ما هو الأغرب والأعجب:- قوي الجاذبية كلهاالكهرومغنطيسية وقوي الذرة والنواة القوية والضعيفة كانت كلها مشمولة في الفَرَادَة الأولى. اللغة لا تسعف الإنسان للتعبير عن مثل هذا الأمر . لذلك يقول العلماء «كلما اتسعت الرؤية ضاقت العبارة» سواء أكانت الرؤية البصرية أو الرؤية العلمية الفلسفية، الرياضية. كلما اتسعت الرؤية تضيق العبارة . لا نستطيع أن نعبر عن الفَرَادَة إلا بكلمة الفَرَادَة .
في الفَرَادَة كانت قوة الجاذبية تعمل ضمن شروط غير معروفة للعلماء. كانت تعمل عكسياً. كانت قوة الجاذبية في الفرادة تدفع ولا تجذب. هذه أشياء لا نفهمها ولكن المختصين انتهوا إليها. توصلوا إلي أن الجاذبية في الفرادة تدفع ولا تجذب.حدث الانفجار كما قلنا في العهد التضخمي الذي امتد جزءً من عشرة أس ثلاثة وأربعين من الثانية. إذاً هناك قوة دفع بدأت تعمل، قوي الجاذبية العادية. الكون مدفوع بقوي الانفجار يتشظي ويتباعد لا نقول في الفضاء لأنه لم يكن حينئذٍ ثمة فضاء. هنا المعضلة. هنا يقف عقل الإنسان حائراً. لو قال أحدكم «في يوم من الأيام في لحظة من اللحظات حين انفجر الكون» لكان حديثه خطأً لأنه لم تكن هناك لحظة . لم يكن ثمة زمن. لم يكن هناك شيء.لم يكن ثَم إلا العدم. قولوا فقط خَلَقَ الله. وحين نقول «لما خلق الله» فهذا أيضا خطأ لضعف اللغة لأنه لم يكن هناك زمن أو فضاء أو مكان.فقط خلق الله .إذاً في ماذا تمدد الكون؟ لا نعرف. تمدد في ما شاء الله. الله اعلم. هل الفراغ والفضاء والمكان والزمان نتج عن توسع هذا الشيء المتفجر؟ ذلك الكون الصغير الفتِي؟
قوة الانفجار تدفع وقوة الجاذبية تقبض، تأخذ، تجذب. لابد إن هنالك تعادلاً. لو أن قوة الجاذبية كانت اكبر ماذا كان سيحدث للكون. كان سينهار علي نفسه وَلَمَا جلسنا هنا نتحدث. ولو أن قوة الانفجار تغلبت علي قوة الجاذبية لتشعّع وتشظي الكون وَلَمَا التأم. إذاً هناك تعادلاً. بعض الناس يقولون تعادلاً قدّره الله. نعم بلا شك قدّره الله. لكن ماذا يقول العلماء؟يقولون إن هذا التوازن وهذا التعادل دقيق إلي درجة مبهرة مذهلة. عالِم الرياضيات التطبيقية «بول قينز» يقول في احدي كتبه «لو أن هذا التوازن، هذه النسبة بين قوة الجاذبية وقوة الانفجار اختلت بنسبة واحد علي عشرة أُس ثمانية عشر من الثانية لما كان الكون». يعنى جزء من مليون ترليون جزء من الثانية، لو كان حدث فيه اقل اختلال لكان انتهي الكون. إذاً هذا الكون مصمم أم غير مصمّم، مقدَّر أم غير مقدَّر، موزون أم غير موزون، هادف أم غير هادف. أَيُقال انه جاء صدفة؟ ذلك مايقوله بعض الملا حدة الذين أصبحوا أقزام الغباوة.
خاتمة:
نختم أيها الإخوة والأخوات بكلمة لعالم كبير جداً من اكبر علماء الفيزياء الفلكية في عصرنا هذا وهو (p. Rose).عنده كتاب جديد اسمه The emperor,s new mind
«العقل الإمبراطوري الجديد» يقول فيه «أن احتمال أن تنشأ الحياة وان يكون الإنسان علي ما هو عليه صدفةً، احتماله واحد علي عشرة مرفوعة لعشرة بدورها مرفوعة إلي مائة ثلاثة وعشرين» إن هذا الرقم لا يوصف ، شيء هلاوسي بحق. وليس في علم الرياضيات أو عالم الرياضيين من استطاع إن يسمي هذا الرقم.كتبها العالِم «روز» رموزاً ولا احد يعرف حقيقة هذا الرقم أبداً. ويقول روز أيضا «إن عشرة أُس ثمانية وسبعين فقط وليس عشرة أُس عشرة مرفوعة لثمانية وسبعين» يساوي عدد كل الذرات في الكون. لقد أخذنا فكرة في مقدمة هذه الخطبة عن ما هي الذّرّة وكم بُعدها وقلنا أن في بِِلَّورة سكر واحدة هناك مليون مليون مليون ذّرّة. كم ذرة في الكون كله وقد أخذنا فكرة عن سعته التي تقدر بخمسة عشر بليون سنة ضوئية؟ عددها عشرة أُس ثمانية وسبعين وهو شيء مخيف ومذهل. فكيف بعشرة أُس عشرة مرفوعة لثمانية وسبعين. بل كيف بعشرة أُس عشرة مرفوعة لمائة ثلاثة وعشرين؟ معناها العدم تماماً ولا يمكن أن تنشأ حياة دع عنك أن تنشأ بالصدفة! يقول «روز» وهو عالم محض لا علاقة له بالدين «ثمة استحالة أن يكون هذا الكون نشأ بطريق الصدفة. إن هناك مصمماً صممه بمنتهي الدقة». «إنّا كل شيء خلقناه بَقَدر». لا إله إلا أنت سبحانك إنّا كنا من الظالمين. اللهم افتح علينا أبواب العلم. أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم،، هكذا تحدث العلماء. فأين « علماء « الحوريات من علماء الكونيات!
* دبلوماسي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.