شهدت ولاية الخرطوم خلال الأسبوع المنصرم ركودا وكسادا فى الاسواق، جراء ضعف حركة الزبائن والحركة التجارية وتوقف جزئى لعمليات الوارد الى داخل الولاية. وابدى عدد من التجار استياءهم من ضعف الحركة التجارية خاصة عقب عطلة العيد، مبينين أن ضعف القوة الشرائية يؤثر سلبا على القطاع التجارى، خاصة بعد ان استنفد العيد كل السيولة التى كانت تحرك الأسواق. وقال معظم التجار إن السبب ايضا يرجع الى سفر المواطنين الى الولايات ورجوع القليل منهم، مما أدى الى توقف جزئى فى الاسواق، قائلين إن الحركة ضعيفة وتكاد تكون معدومة، مشيرين الى ان بعض المحال التجارية لازالت مغلقة بسبب الكساد وعدم وجود حركة شراء. وقال التاجر سليمان اسحاق اننا فضلنا عدم فتح محالنا التجارية لتقليل نسبة الصرف من كهرباء ومواصلات لعدم وجود مشترين، كما ان غالبية البضائع لا تشترى، ولذا فإننا اقفلنا محالنا، ونتوقع أن تشهد الفترة القادمة حراكا فى السوق. وقال التاجر الفاضل أبكر بالسوق المركزى إن السبب يرجع الى اتجاه المواطنين لشراء مستلزماتهم بكميات كبيرة قبل العيد، موضحا أن اسعار الخضروات مازالت مستقرة عقب العيد، حيث بلغ سعر كيلو الطماطم «4» جنيهات والبطاطس «4» جنيهات، فى وقت دخلت الى الاسواق كميات كبيرة من البامية التى انخفضت اسعارها وفقا للحاجة، ويمكنك ان تشترى بامية بجنيه واحد تكفى حاجة الاسرة. وارجع ذلك الى الانتاج الوفير منها فى المزارع. وقال دائما فى الخريف تزداد كميات المعروض من البامية فى الاسواق وتنخفض اسعارها. واضاف ان العجور ايضا انخفضت اسعاره ووصل سعر الواحدة منه الى جنيه واحد فقط، وربطة الخضرة بجنيهين. وتوقع الفاضل أن تنخفض أسعار الليمون خلال الفترة المقبلة بعد أن ارتفعت اسعاره ووصل سعر الليمونة الواحدة الى «50» قرشاً. ومن جانبه قال التاجر المجتبى أحمد الهادى إن القوة الشرائية تكاد تكون معدومة، وقال ان الاسواق ظلت فى حالة ركود حتى قبل العيد وخلال شهر رمضان وما قبل ذلك، وقال إن الاسواق لم تشهد اية زيادة فى الاسعار بل ظلت ثابتة مع دخول بعض الخضروات الخريفية، وانعكس ذلك على انخفاض اسعار بعضها بصورة كبيرة خاصة الطماطم والبطاطس والبامية، مبينا أن الأسواق فى السودان ظلت مرتبطة بالموسمية، ولن تتغير تلك العقلية الا بإحداث نقلة فى الزراعة الحديثة عبر البيوت المحمية. وأوضح ان اسعار الخضروات مستقرة خلال الفترة الحالية، وارجع سبب الاستقرار الى توفر السيولة لدى المواطنين الذين بدأوا يعملون احتياطات ويبحثون عن الاهم ثم المهم وتكيفوا مع الازمات، ففى السابق كان الزبون يشكو من الاسعار ولكن الآن تعود المواطن على ذلك، خاصة بعد الازمة العالمية التى ضربت العالم وتأثر بها السودان بصورة كبيرة، ومعظم المواطنين يقولون إن حال ولاية الخرطوم افضل من بعض الولايات فى الاسعار، وارجعوا ذلك الى التكلفة الكبيرة التى يتم بها ترحيل البضائع الى الولايات. واضاف قائلاً إن هذا ايضا سبب من الاسباب التى جعلت بعض الاسر تستقر فى الخرطوم نسبة لتعدد منصرفاتها، مؤكدا ان التجار لا يلجأون الى رفع الاسعار ولكنها محكومة بالطلب عليها ومدى وفرتها. ولكن التاجر عمر مصطفى الزين يقول إن حالة الركود التى تشهدها الاسواق هذه الايام امر طبيعى عقب عطلة كل عيد، فإن الأسواق تظل هادئة وساكنة ليس فيها ما يتحرك او يُحرك، خاصة بعد أن تسافر الغالبية من المواطنين الى الأقاليم وما تبقى منهم يحتفظ بأمواله لقضاء بقية الشهر، ولكنه توقع أن تتحسن عملية الشراء والبيع وتدخل السلع إلى السوق وتنخفض أسعار بعضها خاصة الخضروات والفاكهة.