هذا الملف «عوافي» والذي يعني بشؤون وهموم الناس في بلادنا الحبيبة الفسيحة الممتدة.. آثرنا ان نتناول فيها احد الهموم التي تشغل بلادنا هذه الايام منذ بدء الانتخابات والى ان يحين الاستفتاء.. الا وهو موضوع الانفصال الطارد والوحدة الجاذبة.. حسب قول الساسة والمتسيسين في بلادي.. من وجهة نظري الخاصة جداً بانه في الحالتين فان السودان سيواجه بعضاً من المشاكل والتشاكسات التي نرى ان المواطن السوداني في غنى عنها سواء في جنوبه او شماله غربه او شرقه، هناك سؤال يدور ويجول في خاطري ثم ماذا بعد الانفصال اذا حصل هذا بالفعل.. هل سيقبع كل في مكانه يعني «بالعربي الفصيح كده» انت يا الجنوبي او الجنوبية تقعد في جنوبك كراعك ما تشيلها للشمال وما تجي حتى زيارة للخرطوم وايضاً بالنسبة للشماليين ليست لهم طريقة، محلك سر.. الله طيب كيف الكلام دا طيب جنوبيو الخرطوم والذين يوجدون بالشمال وهم اصلاً مستقرون هناك وتصاهروا وتزاوجوا مع الشمال وكوّنوا أسرا ممتدة، ماذا سيكون مصيرهم هل الطرد بجريرة انهم جنوبيون في ارض الشمال ام سوف يتقبلهم الآخر الشمالي على مضض مع وجود بعض المناوشات والكلمات اللاذعة والجارحة بينهما من وقت لآخر.. ام سيعيشون في تبات ونبات.. كما يقول مثلنا السوداني واخوة صادقة. نعود لنرى الحالة الثانية الوحدة الجاذبة كما يطلق عليها الساسة في بلادي ماذا سيكون الحال وما هو نوع التعايش الذي سيكون عليه الجميع، هل ستضمهم كتلة واحدة متماسكة كالجبل والطود، ام كالاشجار التي تتناثر اوراقها وتهتز اغصانها بمجرد حدوث رياح عابرة، ودعاش يلطخ الاجواء بطينه بدلاً من تلطيفها. وماذا سيكون عليه حال مواردنا الكثيرة الموجودة هناك هل ستكون تشاركية بين الجميع ام سيكون هناك نوع من الاحتكار بحكم وجود تلك الموارد في ارض الوحدة -الجنوب-، هل فكر السادة الذين يطلقون هاتين الكلمتين «الوحدة والانفصال» في مآلاتهما، وما سيجلبانها من مساويء ومحاسن والسجال الذي سيدور هنا وهناك بخصوصهما. هلا جلسنا على طاولة وعلى نار هادئة تناولنا ووضعنا «الانفصال والوحدة» كل في قالبه. ووزنا الامور بميزان الاستحقاق والحق.. قبل الاستفتاء المزمع عقده في الشهور القادمة.. ودون تدخل من دول الاغراض والتي لا هم لها سوى الاستفادة من مواردنا وقصدها تشتيت وتفتيت هذا السودان الآمن المستقر. فلننتظر الايام والتي سوف تفصح عن النتائج.. والتي نتمنى ان تكون في صالح الشعب السوداني سواء في حالة انفصال أو وحدة دون إراقة قطرة من دماء هذا الشعب الأبي.