٭ الابنة علوية مختار، اجرت مقابلة مع دكتور لوكا بيونق، بهذه الصحيفة في عدد الاربعاء الخامس عشر من سبتمبر.. وكان لقاءاً فريداً.. لأن دكتور لوكا كعادته كان عميقاً وواضحاً وصادقاً فيما قال.. وكان نموذجاً للمثقف السوداني الذي نريد والذي تحتاجه المرحلة ويحتاجه مشروع السلام والاستقرار. يحتاجه السودان الجديد.. قرأت الحوار والتساؤلات اكثر من مرة ووقفت عند الكثير من الاجابات لكن تمنيت لو كان سياسييو السودان بأكمله وقفوا عند ما قاله دكتور لوكا رداً على سؤال علوية القائل: ٭ س: في الفترة الاخيرة ومن خلال تصريحات لقادة الحركة اتضح ان توجهات الحركة انفصالية.. هل هذا يعني ان برنامج الوحدة انتهى بموت زعيم الحركة دكتور جون قرنق؟ وهل تعتقد ان القيم والافكار يمكن ان تنتهي في اية لحظة ام يمكن ان تتجدد؟. -ج: مشكلة ان الحركة تخلت عن برنامج السودان الجديد والوحدة القراءة السياسية في ذلك غير صحيحة ولم اجد احداً من قيادات الحركة يقول انه سيصوت للانفصال. موقف الحركة الآن تهيئة الجو لكلا الخيارين الوحدة والانفصال: والمعضلة الحقيقية للحركة في ماذا نقول للجنوبيين. انقول ان الوحدة جاذبة؟ وهناك تساؤلات حولها.. نحن مع المؤتمر ضيعنا وقتاً ودائماً ما نقول تجربة الرئيس الاسبق جعفر نميري وكيف انه دخل قلوب الجنوبيين واصبح اكثر رؤساء السودان شعبية في الجنوب من خلال التزامه واحتكاكه بالجنوبيين والوقوف معهم مما جعلهم يحسون انه رئيسهم.. قلنا للمؤتمر الوطني عندكم بترول وجبتو حق تقرير المصير ولكن المشكلة انكم ضيعتم الوقت في كيف تنتهوا من الحركة وتواصلوا مشروع الانقاذ لذا في اللحظة الاخيرة اصبحوا يثيرون قضية الوحدة الجاذبة بعد ان كانوا في الفترة السابقة حاولوا بشدة تشويه صورة الجنوب وتصغير الحركة، والآن يريدون الحركة ان تتحدث عن وحدة جاذبة أى وحدة جاذبة هذه؟ فالسؤال الذي يطرح نفسه.. هل السودان الآن جاذب؟ حتى للشماليين؟ وهل المغتربون اقتنعوا بذلك فأى مثال قدمناه للسودانيين ليفتخروا به ويكون جاذباً لهم حتى لتيارات الحركة والوطني نفسه فإذا سألت بعض ناس الوطني تجد آراء مختلفة وأنهم لا يفتخرون به أما فيما يتعلق بمشروع السودان الجديد حتى ولو الجنوبيون صوتوا لصالح الانفصال فإنه سيكون المشروع الوحيد الذي هز الشعب السوداني وهذا قسناه عندما قدمنا ياسر عرمان مرشحاً للرئاسة فحتى الشباب الذين ليست لهم علاقة بالسياسة استيقظوا ووقفوا خلفه لاول مرة فالمشروع الوحيد الذي يمكن ان يأتي بالامل والتغيير للبلاد وعبره فقط سيكون الشمال جاذباً ومن الخطأ الاعتقاد بأنه اذا انفصل الجنوب فإن مشروع السودان الجديد انتهى فالتغيير مستمر وهو يأتي بمراحل والانتخابات حتى لو لم تأت بالتغيير الحقيقي فإنها اصبحت بداية له فخيارات الحركة الاسلامية واضحة والشعب جربها 12 عاماً ومشروع السودان مهم ولابد ان تتبناه الكوادر الشمالية. ٭ اما فيما يخص الحركة فهى تحتوي خيارات شعب الجنوب لتكون ارضية لعكس مشروع السودان الجديد على أرض الواقع، فالتحدي الكبير للحركة ليس الوقوف ضد تيار الانفصال وإنما تستفيد من ذلك التيار في القضايا الاساسية للتغيير نحو الافضل، فالامر الموجود ليس قضية وحدة أو انفصال وإنما ان يكون مشروع السودان الجديد اساساً للتغيير شمالاً وجنوباً وليس صحيحاً القول ان مشروع السودان الجديد انتهى بوفاة دكتور جون قرنق؛ لأن الرؤية دخلت في قلوب السودانيين ورأوا فيها الامل، كما ان للمشروع كوادر موجودة. هذا مع تحياتي وشكري