٭ لا يستطيع أحد أن ينكر نجاح الالماني مايكل كروجر في مشواره مع المريخ ويحفظ له التاريخ انه استطاع أن يؤسس ويثبت ثقافة الفوز خارج الارض وشهد عهده السابق مع المريخ نتائج ايجابية تحققت بالخارج حيث استطاع المريخ تحت قيادته أن يخرج متعادلاً أمام خربيكة المغربي بهدفين لكل بعد ان كان المريخ متأخراً بهدفين ثم فاز المريخ على الهضاب الزيمبابوي بهراري وتعادل امام اتراكو الرواندي سلبياً بكيجالي وكان المريخ قريباً من الصعود للمرحلة قبل الاخيرة افريقياً لولا اللعبة التي حدثت بين النجم الساحلي والاشانتي كوتوكو، وهو المدرب الذي هزم النجم الساحلي ولم يخسر على أرضه افريقياً. أما على المستوى المحلي فالأرقام تقول ان المريخ لم يخسر محلياً سوى مرة واحدة أمام حي العرب بورتسودان في مباراة كانت محكومة بظروف عديدة، ويحسب للألماني كروجر ان في عهده استعاد المريخ بطولة الممتاز واحتفظ ببطولة كأس السودان حينما صرع الهلال بهدف طمبل وخرج متعادلاً في نهائي الكأس. غير ذلك فان المدرب كروجر يتمتع بشخصية قوية وهو من المدربين الذين ينتهجون الجرأة والشجاعة ومن الذين لهم فكر وخيال وقدرة على الابداع ولا يؤمنون بنجومية الاسماء والورق وهو قليل الكلام كثير الافعال وله قدرة على اتخاذ القرار ولا يسمح لأي شخص بالتدخل في الشأن الفني ولهذا فهو مدرب ناجح بكل ما تحمل هذه الكلمة من معاني، ولكن برغم الايجابيات التي ذكرناها اعلاه، إلا ان هناك سلبيات لدى كروجر تجعله لا يستمر مع أي نادي ومن هذه العيوب انه مدرب مزاجي متقلب الحالات وله طباع مختلفة أبرزها انه سريع الغضب وعادة ما يقرر وهو منفعل ونجد ذلك ففي بعض الاحايين يتعامل بغطرسة وفوقية ويتعالى كعادة (الاريون - الجنس الالماني) فضلاً عن ذلك فقد عُرف عن كروجر انه ومع كل مباراة مهمة للمريخ يصاب بحالة من القلق يتبعها قرار انفعالي منه (مباراة النجم في تونس وحينها قرر الرجوع إلى بلاده، وفي المباراة الاخيرة أمام الميرغني قرر ابعاد المرابط وهنو ولاسانا) ولكن كل هذه السلبيات تبقى عادية ان قارناها بحجم الايجابيات الاخيرة. ٭ ما دعانا للسرد اعلاه هو الموقف المفاجئ والغريب الذي بدر من كروجر أمس الاول وقبل مغادرة بعثة المريخ بلحظات إلى بورتسودان حينما حاول استغلال الظرف والموقف ولجأ لسياسة الضغط حيث ربط مرافقته للبعثة لبورتسودان بالغاء مجلس المريخ لقراره الخاص باعارة اللاعب استيفن وارغو للنادي الاهلي الليبي برغم اكتمال الصفقة وتوقيع اللاعب المبدئي على الاعارة. ولا نود ان (نتهم أو نظن) ان هناك من حرض كروجر على هذه الخطوة وهذا (محتمل ووارد) في ظل (المؤامرات التي تسكن ديار المريخ ويقودها اعداء الداخل وجهلاؤه) وفي هذا المنحى لابد ان نشيد بحنكة وقدرة وحكمة سعادة الفريق عبد الله حسن عيسى حيث نجح في السيطرة على (المؤامرة) واستطاع احتواء الموقف بسرعة ومن دون اضرار وكان الناتج تراجع كروجر وسفره إلى بورتسودان (نكتب هذه المادة قبل مباراة الأمس). ٭ وان جاز لنا التعليق فنقول انه ومهما تكن كفاءة كروجر ومستوى نجاحه وقدراته وامكانياته إلا ان ذلك لا يمنحه حق (استصغار) القائمين على أمر المريخ وسلب صلاحياتهم وتجاوز حدوده وفرض آرائه وكنا نتوقع ان يكون كروجر قد استفاد من الدرس السابق الذي تعرض له حينما تم الاستغناء عن خدماته عندما لجأ (للفرعنة) وممارسة الاستفزاز وعدم احترام رئيس النادي واعضاء المجلس ولكن يبدو ان (رأسه ما زال قوياً). وكما قلنا من قبل فهو (أي كروجر) مدرب ناجح مع المريخ ولكن ان كان يرى ان نجاحه سيمنحه حق التطاول والغاء دور الآخرين وتجاوز حدوده فإنه يبقى غير جدير بالبقاء حتى وان كان سيحقق للمريخ كأس اندية العالم عملاً بالمبدأ (لا تسقني كأس الحياة بذلة بل اسقني بالعز كأس الحنظل). ليعلم السيد مايكل كروجر (ونرجو من أصدقائه ان يوصلوا له هذه الوصية) ان هناك قرارا اداريا بمثلما هناك آخر فني وبين القرارين توجد مساحة (للسيادة والكينونة) كما ان القرار الاداري هو سيد على القرار الفني وأكبر منه ، ويكفي ان كروجر نفسه أتى بقرار اداري بمعنى ان مجلس الادارة هو سيد الموقف وصاحب القرار الأول والأخير ليس في اعارة وارغو فقط بل بامكانه ان يقصي كروجر نفسه بالتالي لا داعي للتطاول والمكابرة والغرور والعناد ومحاولات المقابضة واتباع سياسة لي الذراع واستغلال المواقف. ٭ المجلس قرر اعارة وارغو وله حيثياته ورؤيته وحريته واستقلاليته في أي قرار يصدره ومادام انه اصدر قرارا فيبقى الامر قد انتهى ولا مجال للتراجع مهما فعل كروجر ومهما تكن درجة اجتهاد الذين من ورائه. ٭ كلنا نعلم ان قرار اعارة وارغو صدر قبل مجئ كروجر الاخير للمريخ والواقع يقول ان الالماني لم يكمل الشهر مع المريخ في حين ان مشروع اعارة وارغو بدأ قبل اكثر من سنة وهذا من جانب ومن جانب آخر فإن من مبادئ كروجر انه لا يؤمن بالنجومية ويقول ان الفريق يجب ألا يعتمد على لاعب، وظل يطبق هذا المبدأ ، والدليل انه قرر ابعاد وارغو نفسه من تشكيلة مباراة الميرغني ولم يشركه إلا قبل دقائق من نهاية المباراة فهل كان وارغو وقتها غير مهم والآن أصبح وجوده ضرورياً وأمر لابد منه. ما نتمناه هو ان يسارع الذين (ملأوا رأس كروجر بالكلام الفارغ) باقناعه بالرضوخ إلى قرار المجلس القاضي باعارة وارغو وإلا فانه سيخسر وسيغادر، فما نعلمه عن الأخ الفريق عبد الله حسن عيسى انه لا يعرف الاستسلام ولا يرضخ للضغوط مهما كانت قوتها ولا يتراجع عن أي قرار اتخذه مجلس ادارته. ٭ (كلموا الخواجه) قبل ان يجد نفسه في مطار الخرطوم في طريقه لبلاده.